«خدوا الشباب يشوف ابنى بيتك العشوائى».. كلمات جاءت على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأربعاء، خلال كلمته، أثناء تدشين استراتيجية التنمية المستدامة «رؤية مصر 2030»، التى انتقد خلالها المشروع الذى بدأ انطلاقه عام 2005، ضمن المشاريع المطروحة فى البرنامج الانتخابى للرئيس الأسبق، حسنى مبارك.
لم يبد مصطفى مدبولى، وزير الإسكان الحالى، عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمرانى منذ 2007 حتى 2011، قبل توليه الوزارة فى حكومة المهندس إبراهيم محلب، أى رد فعل تجاه كلمات الرئيس.
وربما لا يعرف كثيرون، حال المشروع، المقام على يمين الطريق المؤدى إلى الواحات، إذ تنتصب أحلام لم تكتمل لبيوت أسمنتية صغيرة ذات طابقين أو ثلاثة تخلو من السكان، وتتصدر الواجهة لافتة حديدية كبيرة يأكلها الصدأ يومًا بعد يوم، للمشروع الذى خصص له جهاز تنمية مدينة 6 أكتوبر 1532 فدانا دون طريق واحد ممهد يؤدى إليه.
يحاوط المدينة المهجورة طريق رملى ملىء بمخلفات المبانى، وآلاف الاسطوانات الحديدية والبلاستيكية المخصصة لمد المرافق، وأراض وضع فيها أساس لبنايات لم تكتمل.
وبعد 11 سنة على بداية المشروع، لا يزال، كتلا أسمنية صغيرة مبنية على مساحات شاسعة على امتداد البصر فى جميع المحافظات، بلا كهرباء أو ماء أو صرف صحى، مجرد مدن معزولة على أطراف المحافظات.
«بشكل قاطع يرفض سكان البيوت فى المدينة الخالية من السكان استقبال أحد، يتردد سؤال واحد من وراء الباب «مين؟»، ولا يحق للضيف بعد ذلك سوى تلقى كلمات مقتضبة يقولها ساكن البيت من خلف الأبواب الحديدية».
الموقف الذى سبق سرده تعرض له محررو «المصرى اليوم» حين زاروا المشروع، أثناء مهمة عمل لإجراء تحقيق نشرته الصحيفة، فى عددها الصادر يوم 19 يوليو 2014.
ورصد تحقيق «المصرى اليوم» مئات المنازل الصغيرة، مبنية بالطوب الأحمر، مساحتها لا تتعدى 75 متراً، بسبب الشرط الأساسى الذى وضعته الحكومة وقتها للبناء.
ورغم ذلك جاءت تصريحات المسؤولين بعدها بأنه سيجرى إتمام توصيل الأعمال الخدمية للمشروع، الذى تجاهله السيسى نفسه أثناء زيارته مدينة 6 أكتوبر، لافتتاح عدد من المشروعات الخدمية، فى 6 فبراير الجارى.
وتبنى ما يسمى «ائتلاف ابنى بيتك»، أيضاً، شن هجوما شديدا، على وزير الإسكان الذى تجاهل المشروع خلال الزيارة، وربما كان تجاهله مبرراً، ففى مايو 2013 قال نبيل عباس، النائب الأول لرئيس هيئة المجتمعات العمرانية، وقتها، إن مشروع «ابنى بيتك»، أنهك الدولة، وتسبب لها فى خسائر «هائلة»، بسبب عدم دراسة المشروع أو التخطيط الكافى له.
وشغل مدبولى، منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمرانى بوزارة الإسكان من سبتمبر 2009 حتى نوفمبر 2011. وقبل كلمة السيسى الأربعاء، استمرت الحكومة فى تقديم وعود خلال العامين الماضيين، ضمنها وعد على لسان محلب، حين كان وزيراً للإسكان فى سبتمبر 2013، بأن الحكومة ستنتهى من أعمال الكهرباء بالكامل فى المنطقة الخامسة بمشروع «ابنى بيتك» فى 6 أكتوبر، وأشار وقتها إلى أنه يجرى الانتهاء من إنشاء شبكة الصرف الصحى، والمياه.
تصريح محلب جاء عقب 3 سنوات من تكليف وزارة الإسكان لشركة المقاولين العرب، بالانتهاء من أعمال تمهيد الشوارع، لتوصيل كابلات الكهرباء بالمنطقة ثم البدء فى أعمال «الأسفلت»، فضلاً عن الطلب من شركة النصر العامة للمقاولات بتنفيذ توصيلات المياه الفرعية أمام كل منزل بتكليف من الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى، لكن ذلك لم يتحقق.
وأدى ذلك إلى انعزال آلاف من الحاصلين على وحدات ابنى بيتك عن المشروع، بسبب عدم توافر وسائل مواصلات بشكل مستمر للمنطقة، فلم يشغل الوحدات المبنية فى مشروع أكتوبر أكثر من 5% ممن تقدموا للحجز، رغم بناء جميع الوحدات تقريباً، واضطروا لهجرها بسبب أزمة انعدام الخدمات التى فشل الرؤساء المتعاقبون فى حلها.