مساء اليوم.. وفى استاد برج العرب بالإسكندرية.. يلتقى الأهلى والمصرى في مباراة مؤجلة من الأسبوع السابع للدورى العام..
مباراة لا يعنينى مطلقاً من سيفوز بها، إنما يعنينى كثيراً وجداً ألا نخسر بسببها المزيد من أخلاقنا ووعينا واحترامنا لأنفسنا ولبعضنا البعض.. ولتجنب هذه الخسارة تلزمنا مطالب كثيرة وإيضاحات واتفاقات لابد منها بمنتهى الصدق والوضوح..
لابد أن ندرك أنها مباراة في الدورى العام بين الأهلى والزمالك وليست مباراة بين ألتراس الأهلى الذين يطالبون بالقصاص لشهدائهم وألتراس المصرى الذين يطالبون بالثأر لمن مات وبالحرية لمن غاب داخل الزنازين.. فلا أحد ممن سيرتدون الليلة فانلة حمراء ارتكب أي جرم أو خطيئة في حق بورسعيد ولا أحد ممن سيرتدون فانلة خضراء خطط أو شارك في إيذاء أي شاب أهلاوى سابقا..
مباراة كروية بين فريقين وليست حربا مسلحة بين القاهرة وبورسعيد أو محاكمة يعقدها الشباب على الأرصفة هنا وهناك لكل رجل شرطة أو قائد جيش مع أحكام جاهزة بدون أي تحقيقات وشهود وأدلة وإثباتات.. فالمدرجات والشوارع لم ولن تكون ساحات تحقيق العدالة وتنفيذ الأحكام..
مباراة كروية وليست حصة في التاريخ عمن كان وأعطى وضحى وانتصر أو مواجهة مع المaاضى الذي لا يمكن تغييره حتى لو أفسدنا وأضعنا الحاضر والمستقبل.. مباراة كروية وليست فرصة لهواة الاستعراض والتظاهر بالوطنية والوفاء والولاء وخفة الدم أو البحث عن مزيد من شهرة واهتمام وأضواء.. مباراة كروية مفترض أنها ستقام بدون جمهور.. وتقرر ألا يحضرها ويشاهدها في استاد برج العرب إلا مائتان وعشرة أفراد فقط.. خمسون مسؤولا من الأهلى والمصرى معا.. عشرة مسؤولين من اتحاد الكرة.. وخمسون شخصا يمثلون الشركة الراعية.. ومائة إعلامى يمثلون جميع الصحف والشاشات والمواقع الإلكترونية.. ووجود أي شخص آخر في الملعب يعنى أن هناك خللاً أمنياً لم يعد يليق أن يستمر.. وجود جمهور متعصب في هتافاته وأحكامه وصرخاته وشتائمه أو أطفال ووجوه لا علاقة لها بالإعلام يعنى أن هناك مجاملات فاضحة وفاسدة من ضابط شرطة أو ضابط جيش لا يعنيه إلا إسعاد أسرته أو أصدقائه على حساب الأمن والعدالة والاستقرار..
وقد تنتهى المباراة بتعادل الفريقين.. أو ممكن أن يفوز الأهلى لأنه كان الأفضل أو حتى الأسوأ، لكنه هو الذي نجح في إحراز هدف أو أكثر، وليس معنى هذا الفوز أن الحكومة أو الدولة كلها تحارب بورسعيد وناديها ولا تريد بطلا إلا الأهلى فقط.. وممكن جدا أن يفوز المصرى لأنه كان الأفضل وأجاد اللعب واستغلال ما أتيح له من فرص، وليس معنى ذلك أن اتحاد الكرة لديه تعليمات أو رغبة بألا يفوز الأهلى وأن حكام الكرة أصبحوا جميعهم فجأة ضد الأهلى ويريدون تعطيله.. وكل تلك التفسيرات والتعليقات والأحكام التي نجدها عقب كل مباراة أيا كانت نتيجتها أو كان أطرافها.. فأى أحد ممكن أن يخسر دون أن تكون هناك ضده أي مؤامرات.. ووارد جداً أن يفوز لأنه استحق الفوز دون أي فساد ومجاملات.