قد يصبح سياسيًا خطيرًا!

محمد أمين الإثنين 22-02-2016 21:28

لا أحب أن أشارك فى ذبح أحد.. وفى مصر إذا وقعت البقرة تكتر سكاكينها.. ربما كان هناك من يقدس البقرة قبل سقوطها، ويكتب فيها القصائد والمعلقات.. فى حالة السقوط تنكشف الأقنعة!

يحدث هذا فى ذبح الوزراء، إذا تبين أنهم راحلون.. فالوزير فى موقعه، وفوق كرسيه حاجة تانية.. أما إذا خرج من الوزارة انصبّت عليه اللعنات.. وهى مأساة الذين يحكمون بالمشاعر، لا بالورق والقلم!

حدث أيضاً فى هوجة أمناء الشرطة، وإن كانت دولة الأمناء تستحق وقفة.. وحدث قبلها فى حكاية تيمور السبكى وإهانة نساء الصعيد.. وحولنا صفحات الصحف إلى صفحات «فيسبوك».. وكِلنا له الشتائم، ولم نكتف بالمحاكمة!

مهنياً، نحن بعافية شويتين.. لا نعرف الحدود الفاصلة بين المهنة واللامهنة.. لا نعرف الخيط الرفيع بين دورنا كصحفيين وإعلاميين، وبين القضاة والمحققين.. وغالباً يتصرف المذيعون كأنهم فوق منصة القضاء!

من القضايا أيضاً التى لم أشارك فيها، وقت أن كانت مطروحة إعلامياً، قضية القارئ المزيف عبدالرحيم عبدالراضى.. لم أشارك فى ذبحه.. لكننى انتظرت حتى تقول الجامعة كلمتها.. انتظرت نتيجة التحقيق.. بالأمس أصدرت جامعة الأزهر قراراً بفصل الطالب من الجامعة نهائياً.. واكتشفت أنه نصّاب!

وكانت الجامعة قد قامت باستجواب الطالب فيما نُسب إليه من ادعاء السفر إلى ماليزيا ومشاركته فى المسابقة العالمية للقرآن وفوزه بالمركز الأول.. وتحققت الجامعة من الأكذوبة، كما قال الدكتور رمضان عبدالله، عميد كلية الصيدلة فرع أسيوط.. وجاء الفصل لإخلاله بالشرف والكرامة، وتلاعبه بالقرآن والدولة، على حد قول العميد!

وكنت قد شاهدت بعض لقاءات عبدالرحيم، حيث كانت الفضائيات تتسابق للفوز باستضافته.. ثم رأيته يتجول فى سيارة مكشوفة فى مسقط رأسه، كأنه جمال عبدالناصر فى زمانه.. وكنت كلما نظرت فى عينيه تساورنى الشكوك.. لكنه كان نصاباً محترفاً خدع الكثيرين.. وأظنها ليست أول كذبة له.. لكن القضية أنها بالجبة والقفطان الأزهرى!

الطريف أنه حين استضافه تامر أمين، على ما أذكر، طلب منه أن يقرأ شيئاً ولو «قل هو الله أحد»، فتعلل، على طريقة المطربين، بأن صوته مرهق ومنهك وعنده برد، وأن الإلحاح فى ذلك قد يُتعب أحباله الصوتية.. فقال تامر: لالالا بلاش.. معناه أنه سبك الأكذوبة تماماً، ولم يشعر برهبة الإعلام، مما يدل على أنه محترف!

قلت إننى انتظرت قرار الجامعة حتى أكتب عن بيّنة.. وقد أحسنت حين فصلته نهائياً.. بعض الجامعات تأخذها الرأفة بحجة حداثة سن الطالب، وكثيراً ما تهاونت فى جرائم الغش والكذب وسرقة الأبحاث.. وأظن أن «عبدالرحيم» كان من الممكن أن يغش الدواء ويقتل المرضى، إذا أصبح صيدلانياً بخاتم الشعار!

أمثال هذا النصّاب لا ينبغى البكاء عليهم.. هؤلاء لا يعدمون الطرق للعودة من جديد.. فقد يصبح سياسياً.. وأتصور أنه «مشروع سياسى كبير».. خاصة أنه يتنفس الكذب، ولا يتلجلج فيه.. وعنده بجاحة وهى من مؤهلات السياسيين.. سيغيب صاحبنا حيناً، لكنه سوف يعود.. ولكن بشكل مختلف.. انتظروه وافتكروا كلامى!