قال الكاتب الصحفي المعروف والمعارض التركي قدري جورسل في حوار نشرته لصحيفة لوفيجارو الفرنسية في عدد، الجمعة، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مهد طريقًا للجهاديين في تركيا.
وقال جورسل إنه منذ بداية الثورة السورية وأردوغان يتبع سياسة الأبواب المفتوحة، التي فتحت طريقًا أمام الجهاديين في تركيا، وهذا الطريق يعمل على الجانبين فهو من ناحية يسمح بدخول وخروج الجهاديين من وإلى سوريا، ومن ناحية أخرى يستخدم الأقاليم التركية كقاعدة خلفية لسوريا.
وتابع أن هذا العمق الاستراتيجي سمح بدمج مقاتلي القاعدة في العراق والمقاتلين في سوريا، ونشأة تنظيم داعش، وبدون هذا العمق الاستراتيجي لما استطاع داعش الاستيلاء على مدينة الموصل في يونيو 2014، ولما تسرب نحو دول المغرب العربي وأوروبا.
وأضاف أن ذلك سمح للجهاديين بحرية الانتقال في الأراضي التركية، تحت هدف إسقاط النظام السوري، وجعل تركيا تغمض عينيها عن إنشاء شبكات جهادية على الأراضي التركية، ومن ثم أصبح لا محالة أن يوجه أولئك المقاتلون ضرباتهم يومًا ما ضد تركيا.
وقال جورسل إن تلك السياسة التي يتبعها أردوغان فيما يتعلق بالقضية السورية، هي جزء من سياسته تجاه المنطقة، والتي يُطلق عليها «العثمانية الجديدة»، والتي أطلقها لجذب السنيين المحافظين، لبيع سياسة النظام الجديد للشعب التركي، وأن أردوغان كان يحلم بإنشاء نظم سياسية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط، يسيطر عليها الإخوان المسلمون، ولكن تلك السياسة فشلت بعد أن سقط نظام الإخوان في مصر بعد عزل محمد مرسي في 2013.
وتابع أن أردوغان يبحث عن شرعية نظامه في الماضي العثماني، فهو يقوم بتغيير وإحلال جميع رموز الدولة التركية العلمانية التي أنشأها كمال أتاتورك.
وقال جورسل أن أردوغان يستخدم أزمة اللاجئين، التي بدأت منذ عام 2011، كمناورة سياسية، فهي تسمح بوجود منطقة عازلة لتركيا في شمال سوريا، تستخدم في إطلاق الضربات الجوية لإسقاط نظام بشار الأسد.
وتابع أن أزمة اللاجئين هي نتيجة لسياسة أردوغان، التي سمحت بإنشاء جبهة للجهاديين في شمال سوريا قامت بقصف مدن وقرى سورية ودفعت لنزوح السوريين تجاه تركيا.
وتابع أنه عندما فاضت تركيا بأعداد اللاجئين فتح أردوغان الأبواب أمامهم للتوجه نحو أوروبا، وأن كلما طالت الحرب زاد أعداد اللاجئين، كما أن منح أردوغان المال لن يحل الأزمة، وخضوع أنجيلا ميركل لابتزاز أردوغان لن يأتي سوى بنتيجة عكسية.