«أكيد فوضى»

عمر حسانين السبت 20-02-2016 11:01

بالتأكيد «هى فوضى» وأكثر من ذلك، نفس السيناريو الملعون، قبل سنوات قليلة، قتل أفراد شرطة خالد سعيد، وبعدها حدث الانفجار، وسلسلة معارك قضت على العلاقة بين «الشعب وشرطته»، ودفعنا جميعا فاتورة هدم الجهاز المسؤول عن أمننا، وبعناء شديد عادت العلاقة من جديد، بالأمس القريب اشتعل فتيل الفتنة من جديد، فى تجاوز الأمناء مع أطباء مستشفى المطرية، والليلة قبل الماضية وقعت كارثة «الدرب الأحمر»

والحديث عن «السلوك الفردى ومؤامرة هدم الدولة و..» هذا كلام يهدم ولا يبنى، لأن الجريمة التى نفذها فرد الشرطة، على بعد خطوات من مديرية أمن القاهرة، تؤكد أن المؤامرة ينفذها جهل التدريب والتكليف والتأهيل وسوء الإدارة، لأن شعار «شرطة الشعب أو الشرطة فى خدمة الشعب» يتنافى تماما مع استخدام سلاح الأمن فى قتل مواطن.

لأن تساؤلات مهمة تحتاج إلى إجابات، أولها عن كيفية تأهيل متهم الدرب الأحمر لتأدية رسالته؟ ولماذا لم يسلم سلاحه بعد انتهاء دوريته فى جهة عمله؟ وماذا تعلم فى تدريبه وتأهيله؟ هل تعلم أن دوره الرئيسى هو فداء المواطن بحياته؟ أم أن عقيدة أخرى تسكن رؤوس أمثاله، وأن ثأرا «بايت» بين «المواطن والشرطى» على خلفية «ثورة يناير»؟

أعلم أن عقيدة «جهاز الأمن» محورها «الفداء والتضحية»، وأرى كل يوم ما يقدمه هذا الجهاز الوطنى من شهداء للرسالة العظيمة التى يتحملونها، لكن البقعة السوداء فى الثوب الأبيض هى التى تجذب العين، وأن أكبر الحرائق سببها شرر بسيط، أو «عقب سيجارة مشتعل»، والذين يخرجون عن المنظومة يهدمون أركانها، ويسيئون إلى كل الأبطال الذين ضحوا.

ودولة «الأفراد» فى جهاز الشرطة، وما حصلت عليه من مكاسب بـ«قوة الدراع»، والتجاوزات التى ارتكبتها، لا يمكن أن تمر مرور الكرام، وتستوجب مراجعة هذه المنظومة كاملة، لأن السكوت لا يصب فى صالح الجهاز ولا فى صالح الوطن، كلنا سنخسر خسارة بالغة، كلنا يعلم ما يمكن أن نعانيه.

وأعتقد أن وزير الداخلية سيكون له موقف حاسم، بدا جليا فى إدارة أزمة «الدرب الأحمر»، فقد استطاعت قيادات أمن القاهرة- مدير الأمن ونائبه ومدير الإدارة العامة للمباحث- أن تحتوى غضبة أهالى الدرب الأحمر، بلقاء أسرة الضحية، ودفع 5 مأموريات نجحت فى القبض على الشرطى المتهم بعد فترة قصيرة من وقوع الجريمة.

وما يلزمنا جميعا أن يحكمنا القانون، لا يتجاوزه صاحب سلطة أو سلطان، أن ندرك جميعا أننا جميعا سواء، علينا نفس الواجبات، ولنا نفس الحقوق، لأن التجاوز والتفرقة هما أول محطة فى طريق الكوارث.