مصالحة وطنية

نيوتن الجمعة 19-02-2016 21:35

الأحزان تستدعى الأحزان. والفشل يستدعى الفشل. من أقوال أوسكار وايلد على لسان أحد أبطال مسرحياته. أتذكرها كثيرا هذه الأيام. كلما شاهدت مذيعا فى محطة تليفزيونية. فى حالة غضب عارم. لا يستطيع أن يعبر عن نفسه سوى بالصراخ المستمر. فى وجه مشاهديه. الذين هم ليسوا أحسن حالا. هم فى حالة غضب من كل شىء وأى شىء أيضا. العديد من الناس يعيشون هذه الحالة. الأطباء. الألتراس. الشباب. أساتذة الجامعات. رجال الأعمال. أمناء الشرطة.

فماذا بعد؟

قبل حرب أكتوبر. سك السادات مصطلحا شديد العبقرية. هو تأمين الجبهة الداخلية. قبل أن نخوض الحرب. نجح فى ذلك. ونجحت الحرب. بعدها واجه ضغوطا كبيرة. خانه ذكاؤه. أمر بأوسع حملة اعتقالات فى سبتمبر 81. أكثر من 1500 شخصية عامة وسياسية. محمد حسنين هيكل. فؤاد سراج الدين. فتحى رضوان. جابر عصفور. وغيرهم. حتى البابا تم عزله وإبعاده لوادى النطرون. جاء مبارك. لم يستطع أن يبدأ حكمه بغير مصالحة عامة. أفرج عن المعتقلين. صالَح البابا. حاول جاهداً استيعاب الجميع.

ليس أمامنا اليوم سوى عمل مصالحة وطنية عامة. تشمل مَن هم فى الخارج. الذين نعجز حتى الآن عن استيعابهم. أحمد شفيق. محمود محيى الدين. يوسف بطرس غالى. د. محمد البرادعى. رشيد محمد رشيد. وغيرهم. مصالحة تفتح أبواب السجون. بشروط. وضوابط محددة. تُفرج عن الشباب البرىء. عن كل شخص لم تتلوث يده بدماء المصريين. أن يستقبلهم الرئيس فى القصر كما فعل مبارك. فى مطلع الثمانينيات. تحشد مصر كل كفاءاتها. استعداداً للمعركة. هل هذا صعب؟ هل هذا مستحيل؟

الانتظار ثمنه فادح. التردد فى عمل مصالحة وطنية لن يفيد أحداً. المصالحة يجب أن تكون الآن. بعدها يعلن الرئيس الخطة. يعلنها وحوله فريقه. مثلما كان السادات وحوله قادة حرب أكتوبر. المشير أحمد إسماعيل. الفريق سعد الدين الشاذلى. حسنى مبارك. محمد عبدالغنى الجمسى وغيرهم. على الرئيس أن يختار فريقه من الكفاءات الوطنية. حتى وإن كانوا من معارضيه. لأن هذه معركة مصير.