زعيم كوريا الشمالية يمنح شقيقته ونجله الأصغر رتبة «جنرال» فى الجيش

كتب: وكالات الثلاثاء 28-09-2010 18:51

افتتح الحزب الشيوعى الحاكم فى كوريا الشمالية، اليوم الثلاثاء، أكبر مؤتمر له منذ 30 عاما فى اجتماع تاريخى يعتبر تمهيداً للطريق أمام خلافة الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج إيل من قبل ابنه الأصغر.

وأعاد حزب العمال تعيين كيم جونج إيل أمينا عاما للحزب كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية، ومنح الزعيم الكورى الشمالى ابنه الأصغر جونج أون رتبة جنرال فى الجيش. وأشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى الابن جونج أون للمرة الأولى باسمه فقط دون أن تذكر أنه ابن زعيم البلاد الذى يبلغ 68 عاما.

ويقول المحللون إن هذه الترقية تؤكد أن جونج أون الذى يعتقد أن عمره 27 عاما والذى تلقى تعليمه فى سويسرا، سيخلف يوما ما والده كزعيم لكوريا الشمالية. كما منح الزعيم الكورى الشمالى شقيقته كيم كيونج هوى أيضا رتبة جنرال وكذلك شو ريونج، المساعد المقرب لعائلة كيم منذ فترة طويلة، حسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. ونقلت وسائل الإعلام صورا لافتتاح أعمال مؤتمر الحزب وصورا لحشود من المندوبين يرتدون البدلات الرسمية أو العسكرية وهم يصلون إلى مقر المؤتمر.

وكُتب على إحدى اللافتات «فلتحيا العقيدة الثورية للزعيم العظيم، الرفيق كيم إيل سونج» فى إشارة إلى مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونج الذى توفى فى 1994.

وعقد مسؤولو الحزب آخر اجتماع لهم عام 1980، تم فيه الإعداد لتوريث السلطة من كيم إيل سونج إلى كيم جونج إيل.

وأصيب كيم جونج إيل بجلطة فى الدماغ قبل عامين، ومنذ ذلك الوقت، سرّع من وتيرة التحضيرات لضمان بقاء السلطة العليا بين يدى العائلة. وشقيقة الزعيم الكورى الشمالى كين كيونج هوى متزوجة من جانج سونج الذى يعتقد أنه ثانى أقوى رجل فى البلاد. ويعتقد أنها ستكون مع زوجها وصية على الابن الشاب الذى لا يملك خبرة سياسية فى حال وفاة الزعيم الكورى الشمالى أو اضطراره للتنحى بسبب صحته.

من جانبه، أعلن كورت كامبل، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشرق آسيا، أن الولايات المتحدة تراقب التطورات فى كوريا الشمالية. وقال كامبل: «نجرى مناقشات مع جميع شركائنا فى المنطقة فى محاولة لفهم ما يحصل هناك، لكن الوقت لايزال مبكرا جدا لمعرفة ما يجرى على مستوى قيادة البلاد، أو ما ينبغى القيام به فى المستقبل». ودعا كامبل كوريا الشمالية إلى العودة للمفاوضات من أجل تفكيك ترسانتها النووية.

وتراقب الدول المجاورة لكوريا الشمالية مؤتمر الحزب تحسبا لأى إشارة إلى تغيير فى سياسات الدولة. ويرى خبراء أسواق المال أن النتيجة المفضلة لهذا المؤتمر هى استمرار النظام الحالى والاستقرار النسبى حتى وإن كان اقتصاد البلاد على شفا الانهيار.

والخوف الأكبر هو انهيار الدولة مما سيؤدى إلى تدفق اللاجئين أو حتى نشوب قتال فى شبه الجزيرة الكورية المنقسمة، وقد يضر هذا الأمر باقتصاديات دول كوريا الجنوبية والصين واليابان المجاورة التى تمثل نحو 20 % من الناتج الاقتصادى العالمى.

ويحيط الغموض بشخصية الابن كيم جونج أون، وآخر صورة له تعود إلى 10 سنوات رغم أنه يوصف بأنه يشبه والده إلى حد كبير. وهو ابن الزعيم الكورى الشمالى من زوجته الثالثة التى كانت راقصة يابانية الأصل تدعى كو يونج هى، ويعتقد أنها توفيت بسرطان الثدى فى عام 2004. ووصف كنجى فوجيموتو، الطاهى اليابانى السابق المتخصص فى السوشى لدى كيم جونج إيل، فى مذكراته جونج أون الذى تلقى تعليمه فى سويسرا بأنه «صورة طبق الأصل من والده بوجهه وشكل جسمه وشخصيته».

ويقول شيونج سيونج شانج، الخبير فى شؤون كوريا الشمالية فى معهد سيجونج، إن «جونج أون معروف بأن لديه القدرة على أن يصبح زعيما قويا وقاسيا». ويضيف أن «كيم جونج أون يمارس نفوذا فى قضايا الدولة مماثلاً لنفوذ والده باستثناء ما يتعلق بالسياسة الخارجية». وقال رئيس جهاز الاستخبارات الكورى الجنوبى ون سى هون فى يونيو الماضى، إن تدهور صحة الزعيم الكورى يدفعه إلى تسريع التحضيرات لانتقال السلطة حيث إن الابن أصبح يتولى دورا متزايدا فى صنع السياسة ويرافق والده فى رحلاته.