روسيا تتبنى موقف مصر في التحفظ على المصالحة بين إسرائيل وتركيا

لافروف اتصل بـ«شكري» قبل لقاءه وفد إسرائيلي في موسكو
كتب: محمد البحيري الجمعة 19-02-2016 13:39

اتخذت روسيا موقفا متطابقا مع مصر بشأن تحفظها على اتفاق المصالحة المتبلور بين إسرائيل وتركيا.

وكشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عرض تحفظ إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذا الموضوع خلال لقائه، مساء الخميس، مع مدير عام الخارجية الإسرائيلية دوري جولد في موسكو.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نحشون الرد على أسئلة حول هذا الموضوع.

وأكدت الصحيفة أن التحفظ الروسي يتطابق مع التحفظ المصري على مباحثات المصالحة بين تركيا وإسرائيل، مع تشديد القاهرة على الرفض القاطع لمنح الأتراك أي مكانة في غزة، بل وترى أن ذلك سيمثل ضررا بالمصالح المصرية في القطاع.

وكشفت الصحيفة أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قبل اجتماعه بالوفد الإسرائيلي في موسكو، تحدث هاتفيا مع نظيره المصري سامح شكري، دون توضيح لمحتوى المكالمة.

وكان وفد إسرائيلي رفيع المستوى عاد من موسكو الجمعة، وكان يضم كلا من دوري جولد، ورئيس هيئة وزارة الخارجية شمعون شابيرا، ورئيس القسم السياسي بالوزارة آلون أوشفيز، ومساعد مدير عام التنسيق في الوزارة جلعاد كوهين.

وركز الوفد الإسرائيلي مباحثاته في روسيا على الوضع في سوريا والتقارير المتداولة عن وصول الدفعة الأولى من منظومة الصواريخ الروسية «إس 300» إلى إيران. فيما طرحت روسيا من جانبها موضوع المصالحة الإسرائيلية مع تركيا، التي تواصل مواجهتها المحتدمة مع موسكو منذ إسقاطها طائرة حربية روسية في سوريا، في نوفمبر الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع على الموقف الروسي في موضوع المباحثات الجارية بين إسرائيل وتركيا، قوله إن موسكو تعترض على منح تركيا موطئ قدم في قطاع غزة. وتطلب تركيا في سياق مفاوضات المصالحة مع الإسرائيليين منحها حرية الحركة إلى غزة مع الحصول على مكانة خاصة في كل ما يتعلق بإدخال البضائع إلى القطاع تحت لافتة «المساعدات»، وتنفيذ مشروعات البنية التحتية في القطاع.
وقال الأتراك إن تلبية مطالبهم ستمنحهم الفرصة لإعلان أن إسرائيل خففت حصارها المفروض على القطاع.
وقال المصدر الإسرائيلي إن الروس تحفظوا أيضا على احتمال التعاون بين إسرائيل وتركيا في مجال الغاز الطبيعي، علما بأن روسيا هي موردة الغاز الرئيسية لتركيا.
ورجحت «هاآرتس» أن يكون للتحفظ المصري والروسي دور كبير في طبيعة القرارات التي سيتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ملف المصالحة مع تركيا. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، لم تكشف عن هويته، قوله إن ثمة رأي لدى كبار قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية، ومن بينهم وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، تبلور في الأسابيع الأخيرة القليلة بعدم ضرورة الإسراع بالتوقيع على الاتفاق مع تركيا، رغم أنهم أنفسهم كانوا يدفعون في السابق إلى تطبيع العلاقات مع الأتراك.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن استمرار العمليات الإرهابية لحركة حماس انطلاقا من الأراضي التركية مع الحرص على العلاقات مع روسيا ومصر يثير علامات الاستفهام بشأن فائدة المصالحة مع تركيا للمصالح الإسرائيلية.
وكان يعلون نفسه قد أعلن في عدة مؤتمرات صحفية، كان آخرها منذ أسبوع، أن المصلحة التركية في توقيع اتفاق المصالحة أكبر من المصلحة الإسرائيلية، بسبب الأزمة السياسية الطاحنة بين أنقرة وموسكو والمشاكل التركية المتعلقة بالحصول على الغاز من روسيا التي لا بديل لها حتى الآن.