طابونة الإذاعة المصرية!

غادة شريف الخميس 18-02-2016 21:35

الجميع يتحدث الآن عن إعادة هيكلة ماسبيرو ولا أحد يتحدث عن الإذاعة.. كأن مال الإذاعة السايب حلالٌ هدره!!.. عندما ترى رئيسة الإذاعة الحالية السيدة نادية مبروك فلابد أن تتذكر وزيرة الملوخية بالأرانب التى خرجت مؤخرا من التشكيل الوزارى، فالقطعية واحدة والأداء متشابه!.. ولابد أيضا أن تقف سبعتاشر ساعة حداد على السيدة سامية صادق التى ترأست الإذاعة عندما كنا نجيد اختيار القيادات شكلا وموضوعا.. الله يسامحه بقى المهندس إبراهيم محلب، فقد أصر على تعيين السيدة نادية رئيسا للإذاعة لمجرد علاقة زوجها بشركة المقاولين العرب.. تلك الشركة التى بسبب عشق المهندس محلب لها ولأى حد جايب له واسطة عن طريقها أتحفنا بالكثير من الفاشلين والبلداء!!.. لكننى إحقاقا للحق، أذكر أننى تحدثت معه أثناء مشاوراته لتعيين رئيس للإذاعة، حيث كنت أرشح له عمرو عبدالحميد نائب رئيس الإذاعة الحالى، وأعترف بأن رأيه فى ترشيحى كان صائبا، فقد أخبرنى وقتها أنه التقى به ولم يجد لديه أى مهارات إدارية، وهو ما تبين لى صدقه فيما بعد عندما تولى عمرو عبدالحميد الإشراف على إذاعة الأغانى.. السؤال المهم، هل هناك من يستمع للإذاعة الرسمية الآن؟.. بالتالى لماذا إذن هذا التكدس فى المناصب؟.. أين الرقابة الإدارية من هذا المال السايب؟.. هناك كبشة نواب لرئيس الإذاعة لا تفهم ماذا يعملون بالضبط، بالإضافة لرؤساء قطاعات، على رؤساء شبكات، بالإضافة لمديرى تنفيذ، ونواب لكل مدير ومديرى برامج، وكلها مناصب متنوعة لوظيفة واحدة!.. كل واحد من الكبار يتعدى راتبه الحد الأقصى للأجور، فأحد نواب الرئيسة مثلا يشرف على ثلاث شبكات ويتقاضى «مكافأة» عن الإشراف عن كل شبكة، ويعمل مذيعا لبرنامج يومى صباحى بمكافأة أخرى، بالإضافة لبرنامج أسبوعى مسائى بمكافأة ثالثة، بالإضافة لرئاسة اللجان، فيصبح صافى راتبه متعديا بفجور للحد الأقصى للأجور، فأين الرقابة الإدارية من هذا التحايل؟.. هل فى المقابل مازالت الإذاعة رائدة فى الدور الثقافى المعهود لها؟.. للأسف، الإذاعة الرسمية لا يسمعها أحد.. لكن يبقى ما يحدث فى إذاعة الأغانى هو عجب العجاب!.. تلك الإذاعة التى أنشئت لتتخصص فى أغانى الزمن الجميل، فالتخصص هو سر النجاح فى الإعلام.. فإذا بالمديرة الجديدة للمحطة السيدة سونيا محمود تشوهها بأغانى حديثة لجيل أصالة وأنغام!.. بل إنها فى بداية توليها ألغت الفقرات الثابتة لمطربى الزمن الجميل لولا تدخل عصام الأمير فأعاد الفقرات!.. أما رئيسة الإذاعة فعندما شكوت لها هذا التدهور الملحوظ، أذهلتنى إجابتها بأنها «عمَالة تهاتى مع العاملين بتلك المحطة ليفهموا أنها مخصصة لأغانى وموسيقى الزمن الجميل فقط لكنهم غير مقتنعين»!.. فهل الرئيس القوى لأى مؤسسة بحاجة لأن «يهاتى» مع الموظفين لينفذوا أوامره؟.. إنها الملوخية بالأرانب!.. لكن زال تعجبى عندما أبلغنى أحد مصادرى أن بعض المطربين يدفعون «إكراميات» للمعدين فى بعض المحطات فى مقابل إذاعة أغانيهم باستمرار.. فتبين لى أن مطربى الزمن الجميل بالتأكيد لا يدفعون لأن الله يرحمهم!.. فور علمى بهذا اتصلت بالسيدة سونيا مديرة محطة الأغانى وأبلغتها بما علمته وبضرورة أن تصدر قرارات إدارية تلزم المعدِّين بإذاعة أغانى الزمن الجميل فقط، وأن تعاقب بحزم المخالفين، لكنى فوجئت بأنما فعلته هو العكس تماما، فزادت الأغانى الحديثة إلى 50% من عدد الأغانى اليومية، لدرجة أن المحطة أصبحت تذيع الآن أغانى عمرو دياب!!.. المفاجأة الأكبر أن مستمعى تلك المحطة عندما سجلوا على الصفحة الخاصة بالمحطة على الفيس بوك اعتراضهم الشديد على ما يحدث من تشويه، قامت السيدة سونيا بإغلاق الصفحة!!.. أما المهزلة الكبرى فهى ما نشر مؤخرا عن أن شركة إبسوس لاستطلاع الآراء صرحت بأن إذاعة الأغانى احتلت المرتبة الأولى فى الاستماع بين الإذاعات!!.. كأنه لا توجد محطات راديو مصر، ونجوم إف إم، وتسعين تسعين!.. ثم أليست شركة إبسوس هذه هى التى صرحت من قبل بفوز محطة إم بى سى بالمرتبة الأولى فى المشاهدة، وهو ما تبين مخالفته للحقيقة، فقامت الفضائيات المصرية بمقاطعة تلك الشركة؟.. لابد أن تتحرك الرقابة الإدارية لأن الواضح أن العك متفشى فى طابونة الإذاعة.. الله يسامحه بقى المهندس إبراهيم محلب، كان غاوى الملوخية بالأرانب!.