فى شارع النيل بحى الدقى بالجيزة، بجوار منزل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وسفارة دولة روسيا، وفندق شيراتون القاهرة، يقع البرج رقم 92 المسمى «جوهرة النيل»، الذى اختاره الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مقراً لمنزله ومكتبه، واختاره لينتقل منه إلى مثواه الأخير، حيث خرج جثمانه من الطابق الرابع بالبرج، وكان فى انتظاره أبناؤه وعدد كبير من كبار الكتاب والمثقفين لوداعه ونقله إلى مسجد الحسين، حيث أقيمت صلاة الجنازة.
الدكتور نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، جمال فهمى، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، الروائى يوسف القعيد، الدكتور مصطفى حجازى، الإعلاميون محمود سعد وحسين عبدالغنى ولميس الحديدى، جميعهم ألقوا عليه نظرة الوداع وسط حراسة أمنية مشددة حاولت منع المارة والصحفيين من التواجد داخل العقار أو محاولة تصوير الصندوق الخشبى، مما أدى إلى ارتباك مرورى حاول حرس العقار حلها حتى استعد المُعزون وشكَّلوا الموكب الذى اصطحب الجثمان إلى مسجد الحسين بمنطقة الأزهر لصلاة الجنازة.
فى تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً، خرج الجثمان من منزله ومعه نجله رجل الأعمال أحمد هيكل، الذى اصطحب الجثمان فى سيارة خاصة تقدمت موكب الجنازة الذى ضم جيرانه وأقاربه والعاملين بمكتبه الذى أغلق أبوابه منذ الصباح، ومنع حراسه أى من الصحفيين من التواجد به، وانتقل الجميع إلى صلاة الجنازة.
«جوهرة النيل».. البرج المكون من 11 طابقاً، الذى يسكنه عدد كبير من رجال الأعمال والمستشارين، اتخذ هيكل الطابق الرابع فيه مقراً لمكتبه ومسكنه، حيث سكن بهذه المنطقة منذ السبعينات.
«أستاذ هيكل كان كلامه قليل جداً مع العامة، لكن كان مكتبه مفتوح لينا لو حبينا نطلع له أو نقابل حد من مكتبه، وكان بيتعامل مع الناس بشكل كويس جدا».. هذا ما قاله تامر الشافعى، صاحب محل للمواد الغذائية مقابل لمنزل الأستاذ هيكل. وأضاف الشافعى أنه دخل مكتب الأستاذ هيكل أكثر من مرة لتوصيل الطلبات، وكان الحرس يتسلمها منه، قائلا: «مكتبه كان به حراس شخصيون بشكل دائم، لكن بعد 2011 وتحديدا بعد تعرض منزله بقرية برقاش التابعة لمحافظة الجيزة للاعتداءات ومحاولة البعض حرق أرضه، تم وضعه تحت حراسة مشددة من قبل الشرطة».
أحمد عوض، أحد الحراس العاملين بعقار جوهرة النيل منذ 18 عاما، قال إن الأستاذ هيكل لم تكن له مواعيد خروج محددة، فكان يخرج فى العام الأخير إما للقاء صحفى أو تليفزيونى أو لزيارة منزله فى قرية برقاش، بينما كان مكتبه لا يخلو من الزوار ليلا أو نهارا، ومن الشخصيات المترددة على مكتبه أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى، نظرا لصلة النسب التى تربطهما، والكاتب الصحفى يوسف القعيد، والكاتب الصحفى ضياء رشوان، والكاتب الصحفى يحيى قلاش، والإعلامى محمود سعد، والإعلامى شريف عامر، والإعلامية لميس الحديدى، التى كانت تتردد عليه كثيرا فى الفترة الأخيرة للإعداد لسلسلة حوارات «مصر إلى أين؟».