فى الثانى عشر من شهر مارس المقبل.. سيختار الاتحاد الدولى لكرة السلة الدولة التى ستستضيف كأس العالم للشباب تحت 19 سنة.. مصر أو إسرائيل أو إيطاليا أو لاتفيا.. وربما كانت هذه هى المرة الأولى التى تتنافس فيها مصر وإسرائيل بشكل مباشر على استضافة بطولة رياضية.. وأنا بالتأكيد أشكر الدكتور مجدى أبوفريخة الرئيس وكل زملائه فى مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة السلة لأنهم رفضوا الانسحاب من السباق ولم يخشوا مواجهة إسرائيل.. وإن كنت فقط أود تذكير الجميع بأنها ليست حرب أكتوبر جديدة.. وأنها مجرد منافسة لاستضافة بطولة رياضية لا تحظى باهتمام دولى حقيقى أو تغطية إعلامية من النوع الثقيل.. فإن فزنا فقد فزنا باستضافة بطولة لشباب كرة السلة.. وبالتالى لا مجال لأغانى الملاحم الوطنية أو استعادة حتى أغانى حرب أكتوبر نفسها..
وإن خسرنا فقد خسرنا استضافة بطولة ولم نخسر شرفنا وكبرياءنا وسمعتنا.. وبالتالى لا داعى وقتها للبكاء والصراخ والشكوى من العالم كله الذى يضطهدنا ويتآمر علينا.. وقد لا نفوز ولا تفوز إسرائيل أيضا وتفوز باستضافة هذه البطولة إيطاليا أو لاتفيا.. ولا أقصد بذلك أن نبذل كل محاولات ممكنة للنجاح فى استضافة هذه البطولة وإنما أقصد فقط أن نكون ونبقى واقعيين وأن نعتزل قدر الإمكان أسلوب المبالغة وممارسة الوهم أو السذاجة وافتعال المؤامرات الكونية ضدنا.. ولا أظن أنه كان لائقا فى مثل هذه الظروف أن يخرج الصديق عزمى مجاهد على شاشة العاصمة ليعلن فى غرابة شديدة أن مصر لا تمانع من اللعب فى إسرائيل وأنه لا مشكلة فى ذلك على الإطلاق.. وأضاف عزمى مجاهد بنفس الغرابة أن قطر أخطر علينا من إسرائيل.. ولا أعرف هل كان عزمى مجاهد يتحدث بصفة شخصية أم بصفته المسؤول الإعلامى لاتحاد كرة القدم.. لكننى أعرف أن إسرائيل ستبقى هى العدو والخطر الحقيقى وليست قطر أو أى دولة عربية أخرى.. وربما لا يعرف عزمى مجاهد أن كلامه هذا كان بعد ساعات قليلة من رسالة وجهها الصحفى الإسرائيلى جاكى حوجى للرئيس عبدالفتاح السيسى يطالبه فيها بإنهاء المقاطعة الرياضية بين مصر وإسرائيل وأنه قد حان الوقت لأن يلعب النادى الأهلى فى تل أبيب ويلعب مكابى تل أبيب فى استاد القاهرة.. لكنه فى إسرائيل بدا كأنه يستجيب لهذه الرسالة ويؤكد صارخا أن مصر ليست لديها أى مشكلة أو حساسية فى اللعب مع أو فى إسرائيل.. وهل هذا هو رأى الاتحاد المصرى لكرة القدم أو وزارة الرياضة المصرية.. أم أنها كانت مجرد مصادفة تزامنت مع دعاوى إسرائيلية كثيرة فى الآونة الأخيرة تدعى أن إسرائيل هى الأقرب لمصر من جيرانها وشركائها العرب.. وأن الرياضة هى القاطرة التى ستجر خلفها الصداقة المصرية الإسرائيلية.. وأصبحت أخشى أن تكون هذه هى وجهة نظر بعض الناس فى مصر للأسف الشديد.. فقد اختلطت أمامنا الأوراق وأصبحنا لا نجيد التفرقة بين صديق يريد لنا الحياة وعدو لا يريد لنا إلا الموت.