أم لـ3 أبناء، وجدة لـ7 أحفاد، لم يجذبها ضوء سلطة، أو شهرة زوج ملأت العالم في الظهور، والانتشار، حتى تعجز في العثور على صورة لها.
هدايت علوي تيمور، رفيقة كفاح الأستاذ هيكل على مدار 61 عامًا، منذ الزواج في يناير 1955.
تنحدر السيدة هدايت من أسرة ثرية اشتهرت بتجارة المانجو، وهي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية، وله منها ثلاثة أولاد، الدكتور على هيكل، وهو طبيب أمراض باطنية وروماتيزم في جامعة القاهرة، والدكتور أحمد هيكل، وهو رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، وحسن هيكل، وهو رئيس مجلس الإدارة المشارك، والرئيس التنفيذي للمجموعة المالية- هيرميس، ولها 7 أحفاد هم: هدايت، محمد، تيمور، نادية، منصور، رشيد، على.
يروي الكاتب صلاح منتصر قصة الزواج في مقال له بـ«المصري اليوم»: «طوال عام 1953 كان الأستاذ هيكل، رئيس تحرير مجلة آخر ساعة في ذلك الوقت، يصل المجلة ويدخل مكتبه وبعد أن يشرب فنجان القهوة الذي يقدمه إليه ساعيه (عبدالشافى) الذي كنا نتقرب إليه بسبب فنجان القهوة الذي يضعه أمام الأستاذ، يقوم الأستاذ بمغادرة مكتبه إلى الدور الثانى للاجتماع بصاحبى الدار على ومصطفى أمين. إلا أنه في الأسبوع الأول من أكتوبر 1954 زارت الأستاذ سيدتان من ناشطات جمعية الهلال الأحمر وقد طلبتا من الأستاذ المساعدة في التبرعات التي تقوم الجمعية بجمعها لمساعدة المكفوفين في مصر. وبعد هذه الزيارة بقليل أصبح الأستاذ يضع طربوشه على المكتب ليوهمنا بأنه في اجتماع على مستوى القمة بينما يكون قد غادر أخبار اليوم».
ويضيف «منتصر» أن «هيكل فاجأ القراء بمقال في عدد آخر ساعة الصادر يوم 27 أكتوبر عنوانه (الدنيا بخير)، تبين فيما بعد أنه كان الخطوة المباركة الأولى في زواج الأستاذ هيكل من السيدة هدايت تيمور».
وجاء نص المقال: «ذات صباح دخلت مكتبى في دار أخبار اليوم سيدتان نبيلتان من الهلال الأحمر ومعهما الرجل الطيب الكريم الدكتور المازنى الذي كان وكيلا لوزارة الصحة، وهو الآن يكرس جهده لمشكلة المكفوفين في مصر. ولم أكن في حاجة إلى عناء كبير لكى أجد نفسى بعدها أنفعل للمشكلة مثل انفعالهم لها، ثم أجد نفسى أترك مكتبى وأخرج معهم أطوف على مؤسسات رعاية العميان في مصر. ووجدت نفسى جالسا مع سيدتَى الهلال الأحمر والدكتور المازنى نناقش ما يجب أن نفعله لكى ينجح أسبوع النور والأمل. وكان هناك اقتراح بأن يتبنى جمال عبدالناصر الحملة. وكتبنا أخيرًا خطابًا إلى رئيس الوزراء جمال عبدالناصر ولعلنا كتبناه إبراءً للذمة وإنهاءً لإلحاح الأمانى. وكانت المفاجأة، فقد رد جمال عبدالناصر بخطاب كان كل حرف فيه في حد ذاته نورا وأملا، ومع الخطاب كانت هناك خمسة جنيهات.. وهكذا فإن جمال عبدالناصر أخذ أسبوع النور والأمل في حمايته. وأكثر من ذلك ذهب أمير الكويت صباح يوم توقيع اتفاقية جلاء الإنجليز عن مصر (تم توقيع هذه الاتفاقية يوم 19 أكتوبر 1954) يسأل رئيس الوزراء عن جهة يتبرع لها بألف جنيه، وإذا بجمال عبدالناصر يقترح عليه أسبوع النور والأمل. وكانت بداية رائعة خرجنا بعدها وقد نبتت لقلوبنا أجنحة تحلق بها ولكن لا نطير وراء سراب. وبدأت التجربة.. لم يفكر المليونير أحمد عبود أكثر من ثوان قليلة لكى يقول في صوته تلك النبرة الخجولة المترددة: هل تكفى خمسة آلاف جنيه؟ ودق لى توفيق الحكيم أديب مصر وفيلسوفها العظيم يقول: سوف أتبرع بجنيه. وقلت هذا خبر يصلح للصفحة الأولى».
ويقول «منتصر»: «حققت الحملة، التي قادها هيكل وجعل عبدالناصر يتبناها، ثمارها، فجمعت الجمعية مبالغ كبيرة من التبرعات التي تدفقت عليها. ولم يكن هيكل يفعل ذلك في الواقع حبا في المكفوفين وحدهم وإنما فيمن وراء جمع التبرعات لهم وعلى رأسهم السيدة هدايت».
ويضيف: «كان الملاحظ بعد نشر هذا المقال أننا أصبحنا كلما دخلنا مكتب الأستاذ لنعرض عليه أمرا في موضوع عاجل، نجد الطربوش فوق المكتب دون وجود صاحبه. وكان يقال لنا من عبدالشافى إن الأستاذ في اجتماع مهم خارج المكتب إلى أن فوجئنا يوما بمصطفى أمين يسأل عن الأستاذ في الوقت الذي كنا نظن فيه أن الأستاذ في مكتب مصطفى أمين. وفى مرة أخرى طلبنا مكتب على أمين للاتصال بالأستاذ هيكل فنفوا وجوده، وكذلك حدث مع مكتب مصطفى أمين. واتضح بعد ذلك أنه كان يترك طربوشه ويغادر المبنى لموعد في الخارج لم نكن نعرف سره. إلا أن الأمر لم يستمر طويلا، ففى 27 يناير 1955 تم زواج الأستاذ من السيدة هدايت تيمور. وخلع الأستاذ منذ ذلك اليوم الطربوش. لم يعد حتى يمسك به كما كان متعودًا. ولم يعد في حاجة إلى تركه على المكتب ليوهمنا بوجوده بينما هو خارج المؤسسة في موعد غرامى، فالغرام نفسه أصبح في بيت الأستاذ».