حتى لو لم تكن كلها حقيقية، ولم تكن رائحتها جميلة وألوانها حقيقية.. يكفى أننا لا نزال نجد ورودا فى هذه الغابة التى باتت تحاصرنا أشواكها، وتؤذينا جروحها.. ومن المؤكد أننا وحدنا الذين نملك الخيار.. أن نرى الوردة أو الشوك.. أن نلتفت للجمال أو نعتاد القبح.. أن نجرى وراء الخير أو لا تعنينا إلا الخطايا والفضائح.. وفى مقابل كثيرين لن يروا فى الأهلى، على سبيل المثال، إلا الخلافات وأحكام القضاء وبطلان الانتخابات، هناك من سيتوقفون أمام استجابة محمود طاهر وعبدالعزيز عبدالشافى وسيد عبدالحفيظ لطلب مركز الأورام بجامعة المنصورة.. حيث سيعلن الأهلى، مساء الأربعاء، تضامنه مع هذا المركز، وسيذهب عبدالعزيز عبدالشافى وسيد عبدالحفيظ لزيارته أثناء إقامة الأهلى هناك، استعدادا للقاء غزل المحلة يوم الخميس.. وقال لى محمود طاهر إن الأهلى أبدا لن يتأخر عن دعم ومساندة كل من يقدم الخير للمصريين وكل من يمد لهم يده بالأمل والعلاج والأمان.. فالأهلى لن يبقى فقط ناديا لكرة القدم أو حتى للرياضة فقط، إنما هو جزء من قلب مصر، لن يتأخر عن رسم فرحتها وشفاء مواجعها.. وقال لى عبدالعزيز عبدالشافى إنه سيذهب لهذا المركز كإنسان أولا قبل أن يكون مديرا فنيا للأهلى.. وإنه وفريقه كله لا يترددون أبدا فى دعم أى حلم وفرحة وراحة أى إنسان.. وإذا كان هناك من يرون أن الانتماء للصعيد يعنى الانشغال بقضايا وهمية وخوض حروب دفاعا عن المرأة الصعيدية التى لا يجرؤ أو يقدر أحد على أن ينال من شرفها وكبريائها.. فهناك صعايدة فى نادى أسوان لا يزالون قادرين على الاستمرار رغم كل مواجعهم ومرارتهم.. رجال لا يزالون واقفين على أقدامهم، بمنتهى الشموخ، رغم أن القاهرة لا تزال تراهم أقل من أى أحد فى الشمال ولا ترمى لهم إلا بالفتات الذى لا يليق بممثل الصعيد الوحيد فى لعبة الكبار..
وهؤلاء الرجال أولى بكل هذا الصخب المثار حاليا حول الصعيد وحقوق الصعيد.. هؤلاء الرجال، سواء كانوا أعضاء مجلس إدارة نادى أسوان أو كل لاعب ومسؤول فى هذا النادى الرائع هم الصعيد الحقيقى بكل جبروته وقدرته وكبريائه.. وإذا كان هناك من يرون الوسط الرياضى كله قد أصبح ساحة واسعة للسخرية المتبادلة واتهامات لا أول لها أو آخر وشتائم وإهانات.. فهناك من يرى وردة حقيقية وسط كل تلك الفوضى اسمها حمادة إمام.. والسيدة الفاضلة زوجة حمادة إمام.. والمهذب الرائع ابن حمادة إمام.. وكيف تضامن مع حازم إمام عشاق الزمالك يسبقهم عشاق الأهلى أيضا.. وينسى الكثيرون دعاوى التعصب وكراهية الآخر، ويدركون ما هو أهم من تشجيع ناد والانتماء له.. الحب والاحترام والذكرى الطيبة التى أبدا لا تموت، والأخلاق التى تبدو فى بعض الأحيان ضعفا لكنها فى الحقيقة منتهى القوة.. فما أسهل أن تشتم وتجرح الناس.. وما أصعب أن تحبهم وتنال احترامهم وترى الورود وسط القبح وكل هذه الأشواك.