قرى في انتظار الرئيس

محمد عزوز الإثنين 15-02-2016 21:29

٥٠ قرية (يعيش فيها نحو ٣٥٠ ألف نسمة) قررت أن تلجأ إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بعد أن ضاق عليهم الخناق، وغلّقت أمامهم الأبواب، وتأرجحت آمالهم في الحياة، بين وزير فاشل ومحافظ فاقد للبصيرة.

أكثر من ٣٥٠ ألف نسمه قرروا أن يلجأوا إليك سيادة الرئيس، بعد أن فقدوا الأمل في حكومة تلعب بالقانون، وتضرب بالدستور عرض الحائط لصالح مجموعة من البشر، منهم المهرب ومنهم فاقد الضمير.

هؤلاء المواطنون هم من أهالى قرى ونجوع ومراكز محافظة القليوبية الذين يعيشون وسط سحاب ودخان مكامير الفحم، لجأوا إليك بعد أن ماتت ضمائر نوابهم، ولا عجب في ذلك، لأن منهم الضال والمتحول الآكل على كل الموائد السياسية والحزبية.

هؤلاء يلجأون إليك بعد أن سقط وزير البيئة والحكومة في كل اختبارات المواجهة مع أصحاب تلك المكامير، الذين يعملون دون أي معايير أو اشتراطات أو رقابة تضمن سلامة وحياة البشر.

سيادة الرئيس، أنت ومصر بحاجة إلى شباب أصحاء أسوياء غير مشوهين، لا أشباح يتخبطون من الأمراض التي أصابت صدورهم وقلوبهم وأعينهم.

أنت تسعى لاستصلاح ١.٥ مليون فدان، وهم يعملون على تبوير ما يماثلها. تسعى لمواجة الأمراض والأوبئة، وهم يدمرون الأجنة في بُطون أمهاتهم. أنت تزرع وهم يقضون على الأخضر واليابس.

٣٥٠ ألف نسمة منهم شيوخ عواجيز.. نساء.. أطفال.. وشباب في مقتبل العمر لا ذنب لهم جميعا في أن يصابوا أو يكونوا عرضة لأمراض السرطان والتحجر الرئوى والربو وتصلب الشرايين والقلب وغيرها، بسبب ضمائر ميتة، وحكومة عاجزة قررت عدم مواجهة الوباء الفاحش الناتج عن هذا السرطان الخبيث المسمى «المكامير»، وقررت أن تترك البسطاء فريسة للأمراض تحت دعوى أن الاقتصاد بحاجة إلى نحو ١٠ ملايين دولار سنويا من عمليات تصدير الفحم النباتى، وتناست حجم ما تتكبده والمواطنون البسطاء لعلاج الأمراض المزمنة الناتجة عن هذا الوباء الذي يعادل عشرات الأضعاف، لما يتم التصدير به، ناهيك من حجم الخسائر في الزراعات والأراضى التي أصابها البوار، وتعطلت بسببهم آلاف الأيدى العاملة في القطاع الزراعى.

أصحاب تلك المكامير يرتكبون جرائم ضد الإنسانية، على مرأى ومسمع من الجميع، دون أن نفهم مَن يقف وراءهم، فالناس يتساءلون: هل تسندهم الحكومة ورئيس وزرائها، أم نواب المنفعة الشخصية، أم يقف وراءهم كيانات خارجية تدعم تدمير صحة المواطنين؟

وهل لفساد الذمم والضمائر، الذي تحاربه دورٌ في استمرار وجودهم في قلب الكتل السكانية، نظير المال الحرام؟

الجميع يتساءلون: لماذا لا يتم نقل هذا الوباء بعيدا عن الكتلة السكنية، ومن قلب الرقعة الزراعية؟ وما الذي تحتاج إليه الدولة لتنفيذ وعودها بإزالة كل تلك المكامير المخالفة التي تراها على امتداد بصرك في تلك القرى والنجوع؟ ولماذا تعجز، وترفض الحكومة تطبيق القانون والدستور؟ وهل هم بحاجة إلى توجيه لأن يعيشوا كما يعيش هؤلاء البسطاء، حتى يصيبهم المرض ويشعروا بما انتابهم من أمراض؟

دموع الأطفال.. صرخات النساء.. وشيبة العواجيز تدعوك سيادة الرئيس لأن تتدخل لإنقاذهم، وتقف إلى جوارهم ضد تجبر أصحاب المال والنفوذ، وهذا حقهم، فهم من أبناء الوطن الذي «آمن بك» ويخوض معك معارك الإرهاب والفقر والتطرف.