أبطالنا يستحقون أكثر من ذلك

كرم كردي الأحد 14-02-2016 21:12

بلا شك أن أولادنا لاعبى منتخب كرة اليد رسموا البسمة الوحيدة على وجوه المصريين فى الفترة الأخيرة، فهل مَن أسعدنا وفرَّحنا، وبدأ رسم طريق العودة لمجدنا الرياضى الذى افتقدناه فى الفترة الأخيرة، لا يستحق منا كل تقدير وعرفان بالجهد والعرق الذى بُذل من أجل تحقيق هذه الفرحة للشعب كله، لا أدرى لماذا نُحبط أولادنا، ماذا نستفيد عندما نُقَزِّم ما حققوه؟!

إن المبالغ التى أُعلن عنها كمكافآت للاعبى المنتخب الوطنى لكرة اليد لا ترقى إطلاقاً إلى ما تم بذله من جهد وعرق، فهل من المعقول أن يكون إجمالى مكافآت اللاعبين والجهاز الفنى مساوية لراتب شهر لمدرب أجنبى فى الأهلى والزمالك؟ هل من العدل أن يكون مجموع المكافآت أقل مما يُصرف على مركز شباب فى يوم واحد؟ هل يساوى ما بُذل من جهد وتدريب لمدة عامين رقماً على الشمال مما يتم دفعه إلى ناديى الأهلى والزمالك، فى حين أنهما يشتريان أنصاف اللاعبين بالملايين؟ كيف ندعم الحجر ولا ندعم البشر، كيف نُنفق الملايين على حفل الافتتاح وحفل الختام، ولا نجزل العطاء لمَن كانوا سبباً فى إسعادنا وفرحتنا؟!

إن مئات الملايين التى تنفق على الملاعب والمنشآت الرياضية لا تساوى شيئا عندما نفتقد الأبطال، كيف نصرف الملايين ولا نحصد من ورائها أبطالا، كيف نصرف الملايين على لعبة لا نحصد من ورائها شيئاً غير أن مَن يتحكم فيها لديه قلم يتقرب من خلاله لصاحب قرار الإنفاق والمنح والمنع، كيف نرضى أن يُصرف على لاعب- الجميع يعرف أنه لن يحقق ميدالية من صفيح- ما يقرب من مكافأة منتخب رفع رأس مصر وأسعد ملايين المصريين؟!

دولة رئيس الوزراء، ومعالى وزير الشباب والرياضة.. نحن نعلم أننا فى ظروف طارئة، وأن البلاد تمر بضائقة مالية، ولكن هذا الانتصار لأبطالنا سوف يحقق لنا الكثير من المكاسب، يكفى أن نوصل للعالم أننا نتعافى، وأن الأمان عاد إلى مصرنا الحبيبة.

لا تخذلوا أولادنا، ولا تجعلوا الإحباط يتسرب إليهم وإلى مَن نتوسم فيهم البطولة، لا تجعلوا النسيان والمشاغل تطغى على مكافأة مَن أعاد البسمة إلينا!

أعيدوا النظر فى مكافأة الأبطال، فليس كل يوم نجد ما يسعدنا.