حرامية الغسيل فى سيناء!

حمدي رزق الأحد 14-02-2016 21:14

مدير وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية الجنرال «فنسنت ستيوارت» أعلن: «أنه لن يفاجأ إذا وسعت داعش عملياتها من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى مناطق أعمق داخل مصر!!».

موقع «ستيوارت» المهم فى المخابرات العسكرية الأمريكية يؤهله للاطلاع على كثير من خرائط تحرك تنظيم «داعش» حول العالم، وتوقعاته بعمليات متوقعة لتنظيم داعش فى سيناء وداخل مصر تشى بما هو أخطر ويعلمه الأمريكان الذين يتوقعون ولا يتفاجأون لأنهم يعلمون خفايا تنظيم زرعوه بأيديهم فى المنطقة ويملكون تحريكه فى أقبية استخباراتهم.

تصريح ستيوارت لـ«رويترز» ليس من قبيل الكلام الساكت، ويستلزم استنفاراً استخباراتياً، وأخشى أن موجة التهوين من خطورته من خبراء أمن سابقين يحملنا ما لا نحتمل. الأمريكان يعرفون أكثر، وتوقيت التصريح جد خطير، وكونه صادراً من هذا الموقع الحساس أمريكياً، لا يصدر هكذا على عواهنه، بل يقيناً لدى «ستيوارت» والمخابرات العسكرية الأمريكية المنتشرة فى المنطقة عيون وآذان تلقط إشارات هذه التحركات، والتصريح بها علانية يعنى أن هذه التحركات الإرهابية باتت وشيكة.

طالع تصريحات وتعليقات لمصادر أمنية تسفّه من تصريح ستيوارت، لو قرأها مترجمة على موقع «الأهرام الإلكترونى» لاستلقى على قفاه ضاحكاً. تخيل: تصريح على هذا القدر من الخطورة من هذا الرجل الخطير، مدير وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية، يقابل أولا بالاستهجان والإنكار والاستنكار، وثانياً بالتسفيه إلى حدود تشبيه هؤلاء الذين يقتلون ويفجرون ويهاجمون فى سيناء بـ«حرامية الغسيل».. لنا الله.

ملقاط حرامى الغسيل يهاجم كمائن من عدة جهات، وبأحدث أنواع الأسلحة، وفق خطط وتوقيتات، ويسقط ضحايا، حرامى الغسيل تطارده الأباتشى بامتداد الصحراء، وتقصفه الـ« إف 16»، وتكلف بالقضاء عليه قيادة عسكرية موحدة تجمع بين شمال وجنوب سيناء، وتجرد للقضاء عليه عملية عسكرية كبرى تحمل اسم «حق الشهيد» فى تجليها الأول والثانى، ويتابع دقائق هذه الملحمة البطولية المتحدث العسكرى العميد محمد سمير على صفحته بشفافية معتبرة.

خطورة التصريح يقيناً لم يمر على أجهزة المخابرات المصرية العسكرية المحترفة مرور الكرام، ولكن مرور هذا التصريح على البعض باعتباره «شو» أمريكى تهوين وتهويم لا يستقيم مع المنطق والعقل ويحمل خداعاً من بعض خبراء الأمن السابقين، المعركة فى سيناء لم تنته، ولم تنجز كل المطلوب، والنجاحات المتحققة فى سيناء بالدم، من يستهن بالحاصل فى سيناء فى معرض السخرية من تحذير مدير المخابرات العسكرية الأمريكية يغمض جهد الجيش المصرى فى هذه المعركة، هى إذا وفقنا فى اختيار الوصف «التحرير الثانى لسيناء» بكل تفاصيل معارك تحرير التراب المقدس.

ما يجرى فى سيناء حرب حقيقية وليست مطاردات لحرامية غسيل، راجعوا حجم العتاد العسكرى المتخلف عن تصفية بؤر هذا التنظيم فى سيناء، مثبتة على صفحة المتحدث العسكرى لتدققوا فى توصيف العدو فى سيناء، راجعوا المضبوطات لتتبينوا أن هذا التنظيم فى زمن الخائن الجاسوس أعد العدة لفصل شمال سيناء عن جنوبها.

ولتتذكروا مجدداً إذا نسيتم، تهديد المجرم محمد البلتاجى بعد سقوط حكم الإخوان، قد نختلف مع الأمريكان فى تسمية التنظيمات الإرهابية فى سيناء، هم يفضلونها تحت راية «داعش» تأسيساً على بياناتها الصادرة والتى تعلن التبعية للتنظيم الأم، ونحن نسميها بتسميتها المحلية التى انطلقت من أرضيتها التكفيرية مدعومة من الإخوان وبرعاية التنظيم الدولى، وتسليح عابر من الأنفاق، ولكن لن نختلف أن الجيش شارف على حسم المعركة مع ائتلاف إرهابى متمرس على حرب العصابات، ومن هنا كانت خطورة المعركة التى يجرى تصفية جيوبها فى المناطق الجبلية الوعرة.

الأمريكان يعرفون أكثر عن داعش، ونحن نعرف أكثر عن سيناء، وتصريح ستيوارت عن داعش فى سيناء عليه أن يوجهه لرئاساته فى البيت الأبيض الذين لايزالون ينكرون خطيئة دعم تنظيم الإخوان الإرهابى حتى الآن، أما إذا كان يضلل لإبعاد تهمة الإرهاب وما يستجد منها داخل العمق المصرى عن الإخوان، هنا نقف ونقول نحن نعرف أكثر!.