«جبل الجلالة» العمل ليل ونهار هو شعار العاملين بهذا المشروع الضخم لتسليم المشروع في الموعد المحدد له في إبريل المقبل من خلال تفقدنا لموقع المشروع رأينا إنجازا كبيرا تم الانتهاء من نسبة كبيرة من حجم المشروع خلال شهرين.
تلك منطقة جبلية وعرة وصعبة التي توجد بعد نفق وادي حجول على طريق العين السخنة ثم تظهر لكوهي جبل الجلالة الرائع بشكله الفخم والغني بالكثير من الثروات التي ستحقق تنمية لمصر اختلف شكلها تمامًا عما رأيناه في شهر ديسمبر الماضي حيث تم تمهيد الطريق وتوسيع امتداد الطريق داخل الجبل بمعاونة أهالي البدو الذي يعلمون جيدًا طبيعة المنطقة.
فقد بدأنا الجولة هذه المرة عند نقطة «سد ضرغام» التي ترجع تسميتها إلى أحد أهالي البدو الذين ساهموا في اكتشافها وقاد شركته بالعمل في هذا المكان الصعب لتمهيده وهو ما أوضحه لنا اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مداعبًا الحج ضرغام قائلاً: «لا بد من تكريم مجهودكم لذلك قمنا بتسميته على اسم أشد العمل عليكم أه لكن لا أغفل تكريمكم وإبراز حجم المجهود».
حجم مجهود العمل داخل جبل الجلالة ضخم لسرعة الانتهاء من المشروع في موعده كل 8 كيلو نجد شركة مدنية تتولي مسؤولية العمل والقائمين على العمل والإشراف عليه لا يغادرون جبل الجلالة، لذلك يحرص اللواء كامل الوزير على تفقد المشروع بشكل دوري وتوجيه العاملين فيه وفي بعض الأحيان يبيت معهم في الصحراء وهو ما أكده لنا أحد المهندسين العاملين في المشروع.
وعن التفكير في مشروع جبل الجلالة، أكد «الوزير» أن التفكير في إنشاء طريق الجلالة بدأ عندما كان الرئيس عبدالفتاح السيسى وزيرًا للدفاع وتم عرضه من قبل بعض المستثمرين ثم قمنا بزيارة هضبة الجلالة والتي تمثل أرض مستوية على مساحة 19 ألف فدان تتميز بدرجة حرارة تقل 11 درجة عن القاهرة ليتحول المشروع من مجرد طريق إلى إنشاء مدينة متكاملة بهضبة الجلالة.
وقال: «إن طريق الجلالة طريق حر سريع بطول 82 كيلومترا يبدأ الكيلو 118 القاهرة/ العين السخنة وحتى طريق الزعفرانة/ بني سويف وهو جزء من محور 30 يونيو وتبلغ سرعة السير به 120 كيلومترا في الساعة وهو بديل للطريق القديم الساحلي للبحر الأحمر والذي يكثر به الحوادث يوميًا بسبب وجود منحنيات كثيرة به وتقوم به القوات المسلحة لصالح الدولة بواسطة 60 شركة مدنية وطنية في منطقة جبلية وعرة وصعبة جدًا».
والطريق يعتبر جزءا من طريق مصر أفريقيا والذي يبدأ من بورسعيد مرورًا بمحور 30 يونيو حتى تقاطعه في الكيلو 92 طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي بطول 102 كيلو ثم يتقاطع مع طريق السويس ثم العين السخنة ويبدأ طريق الجلالة بطول 82 كيلومترا بالإضافة إلى وصلات ربط مع الطريق الساحلي لإحياء المنطقة السياحية بطول البحر الأحمر.
ووجه الوزير رسالة لكافة شباب مصر بمناسبة تواجد زيارة شباب من جامعات مصر للمشروع قائلاً: «اشتغلوا واللى عايز يشتغل يجيلي وأنا أشغله فورًا وكل من يجد في نفسه القدرة على قيادة دمبر لنقل الصخور أو حفار أو سيارة نقل أو العمل على ماكينة تخريم يأتي فورًا حتى وإن كان لا يجيد ذلك فليأتي وأدربه وأشغله في مشروعات كثيرة فنحن نحتاج سائقين وعمال وفنيين»، مضيفًا: «لدينا 22 ماكينة في بورسعيد شغال منها 12 فقط بسبب نقص العمالة فلا تنتظروا وتضيعوا الوقت فرص العمل كثيرة ولا تنقصها سوى إرادة الشباب».
وأكد رئيس الهيئة أنه «عندما تتوافر الرغبة في العمل والعزيمة نستطيع أن نقهر الصعاب ونشق الجبال كما نفعل الآن إحنا معندناش بطالة».
وأشار إلى أن «الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقوم بالمشاركة في تنفيذ 457 ألف وحدة سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي لمحدودي الدخل بمساحة 90، 100 متر، بالإضافة إلى 350 وحدة ضمن الإسكان المتوسط بمساحات أكبر ونحتاج عمالة كثيفة للانتهاء من تلك الأعمال الضخمة في أقل وقت ممكن ونحتاج وبشدة لعمال البناء وحداد ونجار مسلح ومبيضي المحارة».
وحول تسمية جزء من الطريق بـ«سد ضرغام»، قال رئيس الهيئة إن «سبب التسمية يعود لوجود جبل صعب نسفه وشقه لعمل الطريق وكان أشبه بالسد المنيع فقمنا بعمل مبارزة بين الشركات العاملة وقررنا أن من يقوم بشق الجبل سنطلق اسمه عليه فقامت شركة ضرغام لصاحبها محمود ومحمد ضرغام بشق الجبل والتغلب عليه وصاحب الشركة هو من أبناء سيناء الشرفاء الذين يقفون بجانب الدولة ويعملون في كافة مشاريعها في الإسماعيلية والجلالة والعريش ورفح ومطار المليز وغيرها من المشروعات التي تنفذها الدولة»، مؤكدًا أن محمد ضرغام هو أخ وصديق لي شخصيًا.
وأوضح «الوزير» أن هناك خطة لتوفير المياه العذبة لمدينة الجلالة عن طريق محطة تحلية بطاقة 150 ألف متر مكعب لخدمة المنتجع السياحى ومدينة الجلالة العالمية ستكون جنوب المنتجع مباشرة وسوف يتم إنشاء 7 محطات لرفع المياه لمستوى 700 متر أعلى سطح البحر بالإضافة محطة أخرى بطاقة 150 ألف متر مكعب يوميًا لمعالجة الصرف الصحي فضلاً عن توفير الكهرباء اللازمة للمشروع بتطوير محطة عتاقة بالسويس ومحطات توليد الكهرباء من الرياح بالزعفرانة، مؤكدًا أن كافة المرافق الخاصة بالمشروع جاهزة والمدنية العالمية أعلى هضبة الجلالة مساحتها 19 ألف فدان قابلة للزيادة.
وبالنسبة للمنتجع السياحي بمنطقة الجلالة، قال الوزير إنه سيتم الانتهاء من أعمال البناء منه في 25 إبريل المقبل عدا الفندقين السياحيين.
وحول العاصمة الإدارية الجديدة ودور الهيئة الهندسية فيها، أشار «الوزير» إلى أن الهيئة شريكة مع وزارة الإسكان في مشروع العاصمة الإدارية الجديدة والهيئة ستقوم بإنشاء كل أعمال الطرق والكباري وجزء من المنشآت الحكومية والخدمية والسكنية وبدأنا بالفعل في العمل في إنشاء الطرق وتقوم وزارة الإسكان بإدخال المرافق وخلال شهرين ستكون كل الأعمال بدأت بمشاركة الشركات الوطنية المصرية.
وحول طريق محور روض الفرج، لفت إلى أن المحور هو حل سحري لتخفيف الكثافة المرورية من وسط القاهرة ومنطقة غرب القاهرة وحتى الساحل الشمالي منذ عام أقمنا العديد من المحاور وقمنا بحل الكثافات المرورية بمنطقة شرق القاهرة ومحور روض الفرج يربط بين منطقة أغاخان بشبرا ومناطق شرق القاهرة من جهة ومن الجهة الغربية يمتد حتى طريق الإسكندرية الصحراوى مرورًا بالنيل وجزيرة الوراق بطول 6 كم، ثم طريق سطحي مرفوع عن الأراضي الزراعية بحوالي 6 أمتار وصولاً للكيلو 39 بطريق الإسكندرية الصحراوي ثم يمتد بطول 28 كم ليربط مع طريق الدائرى الإقليمي، وحتى مدينة الضبعة.
وأوضح اللواء كامل الوزير، على هامش زيارة لمنطقة جبل الجلالة على خليج السويس، أن طريق العين السخنة الزعفرانة سيكون اتجاهين بعدد 3 حارات مرورية في كل اتجاه وسوف يتفادى كل سلبيات طريق التحرك من السخنة إلى الزعفرانة على الطريق الساحلي وسيكون له دور كبير جدًا في خدمة التنمية والمنشآت السياحية والتجارية.
وأشار «الوزير» إلى أن الأهمية الثانية لطريق العين السخنة- الزعفرانة هي الربط مع محور 30 يونيو لتسهيل حركة التجارة بين مصر وكل دول قارة أفريقيا وكذلك ربط المشروعات الزراعية والسياحية والمناطق الصناعية والموانىء والمناطق السكنية الجديدة المنتظر تأسيسها في تلك المنطقة الواعدة.
وأضاف الوزير: «المهمة الثالثة للطريق هي مروره بمنطقة المحاجر التي يوجد بها جميع أنواع الخامات الهامة مثل الرخام وخام الكولينا والطفلة ورمل الزجاج بالإضافة إلى مناجم وخيرات كثيرة جدًا وسوف يساهم الطريق في دعم عمليات استخراج وتصنيع تلك المواد، دون الحاجة إلى عمل مدقات وعرة أو طرق غير ممهدة تكثر فيها المشكلات والحوادث».
واستطرد الوزير: «المهمة الرابعة والرئيسية لطريق العين السخنة – الزعفرانة هي التنمية الصناعية خاصة بعدما تم التخطيط من قبل جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لإنشاء مصنع عملاق للأسمدة الفوسفاتية ومشتقاتها، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن في العام وسيكون له موقع مميز ونفق تحت الطريق الرئيسي لخدمة حركة النقل وعملية الإنتاج بالإضافة إلى تصميم المصنع بتقنيات حديثة تقلل من استهلاك الغاز وقد تم التنسيق مع وزارة الكهرباء على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذا المشروع العملاق وكذلك سيتم عمل محطة تحلية لمياه البحر لخدمة المشروع، الذي يتم بالتعاون مع شركات عالمية».
وذكر رئيس أركان الهيئة الهندسية أنه تم الانتهاء من حوالي 40 كيلومترا من الطريق أعلى هضبة الجلالة بالإضافة إلى 67 كيلومترا تم الانتهاء منها مابين قطع ونسف في الصخور شديدة الصلابة إلى جانب أعمال الحماية والتدبش ومتبقي نحو 17 كم في مناطق جبلية متضرسة يتم العمل خلالها بسواعد رجال المهندسين العسكريين الذين ينفذون أعمال نسف حذر وتدمير للطبقات الصخرية لاستكمال الطريق.
وأوضح «الوزير» أن المشروع تم بدءالعمل فيه منذ يونيو 2014 وقد تم نقل المعدات الثقيلة التي تتولى تفتيت الصخور فوق جبل الجلالة من أجل شق الطريق الذي سيكون بوابة للتنمية الحقيقية في خليج السويس وشريان أمل جديد للأجيال المقبلة.
وأكد أنه يتم توفير 750 ألف لتر وقود يوميًا لخدمة المعدات الثقيلة التي تعمل في منطقة جبل الجلالة بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية حتى يتم تسيير العمل بشكل مرن دون توقف على مدار 24 ساعة وكذلك نعمل على إدخال الخامات المصرية في المشروعات حتى نقلل التكلفة ونوفر «كسارات» لتفتيت الصخور ومعاونة الشركات المدنية بالإضافة إلى دعم تلك الشركات بتوفير المعدات الهندسية لها لدعم قدرتها على العمل.
كما أكد «الوزير» أن السرعة في تنفيذ المشروعات التنموية الجديدة لا تعني تراجع مستويات الجودة فهي الأساس في كل المشروعات التي يتم تنفيذها، موضحًا أن المثلث الذهبي الذي تعمل وفقه القوات المسلحة هو الوقت والتكلفة والجودة بحيث يتم إنجاز العمل في أسرع وقت وبأقل تكلفة وأعلى معدلات الجودة والمعايير القياسية العالمية.
وأوضح أن درجة الميل في طريق العين السخنة الزعفرانة 3% حتى لا يشعر المسافر بأي معوقات أو صعوبة أو مشقة نتيجة ارتفاع الطريق الذي يمر بين الجبال بالإضافة إلى وجود سدود توجيه وإعاقة ومخرات سيول على جانبى الطريق حتى تنقل مياه السيل الزائدة من اتجاه الجبل إلى البحر، لافتًا إلى أنه تم عمل مخرات وبرابخ للاستفادة من مياه السيول في المشروعات الصناعية والزراعية وقد تم التعاون مع جامعة عين شمس لإنشاء بربخ صندوق 2 عين خرسانى نظرًا لخبراتهم الكبيرة في هذا المجال.
وبيّن اللواء كامل الوزير أنه تتم عمليات نسف حذر للصخور حتى لا يتم إهدار الجبل أو التأثير على البيئة الجيولوجية للمكان ثم يتم الاستفادة من الصخور التي تم نسفها في أعمال الردم، خاصة وأن هناك نحو 120 مليون متر مكعب أعمال حفر وردم من خلال مواد محجرية عالية الجودة نبنى بها جسم ترابى للطريق.
وذكر: «إحنا بنتحدى التحدي ولو فيه تحدي بصعوبة الجبل فأنا عندى معدات بتشق الجبل من خلال كتائب النسف والتدمير بسلاح المهندسين لو فيه تحدى مرتبط بالوقت فنحن نعمل على تزويد الشركات بالمعدات الهندسية لزيادة معدلات الإنجاز لو أن هناك تحدى في التكلفة المالية فنحن نحاول استغلال الخامات المصرية لتقليل التكلفة».
واستطرد قائلاً: «إن أصعب جزء في مشروع جبل الجلالة هو أعمال النسف والتدمير التي تتم لقطع الطريق حيث يتم نسف ارتفاعات كبيرة جدًا 230 مترا ما يعادل عمارة 70 أو 80 دورا إلا أن رجال المهنددسين العسكريين لهم خبرات واسعة في هذا المجال، وقادرون على قهر الصخور وتفتيتها لكشف مسار الطريق».
وحول منتجع الجلالة السياحي، أكد الوزير أنه على مساحة 1000 فدان وسوف يتم إنشاء فندقين به أحدهم جبلي وآخر ساحلي الجبلي يضم 300 غرفة و40 شاليه بينما الساحلي يضم 300 غرفة أيضًا و60 شاليه إلى جانب غرف وأجنحة مختلفة المستويات ومول متطور وسيتم ربطه بطريق 17 كيلومترا وتليفريك تصممه وتشرف عليه شركة فرنسية، ويتم تنفيذه بسواعد شركة مصرية، بالإضافة إلى مدينة ألعاب مائية ومارينا لليخوت.
وأشار الوزير إلى أنه تم البدء في مشروع المنتجع السياحى منذ شهر أكتوبر 2015 وسوف يتم الانتهاء منه في إبريل المقبل عدا الفندق الجبلى ومارينا اليخوت الذي تم الانتهاء من التصميم الخاص به جاري عرض أفضل الأسعار لتنفيذه، موضحًا أن المنتجع بالكامل ينتهى أول يوليو 2017.
وحول جامعة الملك عبدالله، أكد اللواء الوزير أن الجامعة ستعمل وفق أحدث النظم العلمية والوسائل الحديثة وستضم كليات متطورة يحتاج إليها المجتمع المصرى في تخصصات غير نمطية، وغير موجودة في الجامعات العادية.