صدر حديثًا عن دار النشر العربي، كتاب «ساخرون وثوار» للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، الأستاذ المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، يعرُض للمفارقة بين الخطاب الرسمي باعتباره «هزل لبس ثوب الجد»، وخطاب الصحافة الساخرة باعتباره «جد لبس ثوب الهزل».
ويركز المؤلف، وفقًا لبيان صادر الجمعة عن الدار، على ثقافة المقاومة المؤسسة على السخرية من قهر النظم السياسية لشعوبها «إذ ليست ثقافة المقاومة حالة تستدعيها المجتمعات والشعوب في ظل الاحتلال فقط، إنما هي حالة اجتماعية ثقافية تتعامل مع جميع شؤون الحياة والمواقف، وهي مورد اجتماعي بالغ الثراء تحافظ به المجتمعات على حريتها وحقوقها العامة، وتحمي بها العدالة والإصلاح، وتقاوم الفساد والاستبداد».
وأشار البيان إلى أن الكتاب «من أوائل الكتب التي تطبق منهاجيات التحليل السيميولوجي والثقافي في الإعلام باللغة العربية، ويلقي الضوءعلي الثالوث (السخرية .المقاومة .الثورة)، كما يُبرز العلاقة والفروق بينهم».
ويرى المؤلف أن فعل المقاومة هو الاختيار الأشرف للأفراد والمجتمعات في مواجهة السلطات الغاشمة سياسية كانت أم ثقافية، وهي في الكتاب «مقاومة ساخرة تنتزع الضحكات من قلب العدم، وتخرج لسانها للقهر والظلم قبل الموت، هي ضد الخوف فمن الصعب أن تخاف من شيء وأن تضحك منه، وهي ضد الهيمنة وعدوة الانبطاح في ذات الوقت، والحصن في مواجهة الوقوع في براثن الواقعية المبتذلة التي تكسر الروح».
ويتناول الكتاب دراسات ثلاث، الأولى تتناول «علاقة استخدام السخرية في الأعمدة الصحفية بالمقاومة السياسية» مطبقة على الكاتبين الساخرين أحمد رجب وجلال عامر في جريدتي الأخبار والبديل، والثانية فهي عن «رجال الأعمال في خطاب الكاريكاتير: دراسة علاماتية وثقافية للصحف اليومية المصرية»، حيث تقدم تحليلاً سيميولوجياً وثقافياً للرسوم الكاريكاتورية وتستخدم الدراسة كلا من التحليل العلاماتي والتحليل الثقافي للاقتراب من الكاريكاتير العربي، والثالثة عن «تمثلات وسائل الإعلام التقليدية والجديدة في كاريكاتير الصحف العربية: دراسة حالة لثورة 25 يناير المصرية».
والمؤلف هو أستاذ الإعلام الدولي والدراسات الثقافية المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 2002 في برنامج للإشراف المشترك مع جامعة إنديانا الأمريكية، ومن مؤلفاته المنشورة «العولمة وصورة الإسلام»، و«المسؤولية الاجتماعية للصحافة»، و«الإعلام وما بعد الحداثة».