تحية لمحمود طاهر

ياسر أيوب الجمعة 12-02-2016 21:17

وسط صخب فرحة واحتفال أبناء الأهلى بفوزهم الكبير على الزمالك منذ أربعة أيام وسعادتهم بأداء فريقهم وقوته وصلابته وانفراده بقمة جدول المسابقة.. ومع حفاوة التشجيع والإشادة والتكريم لنجوم الأهلى وقائدهم عبدالعزيز عبدالشافى..

يبقى هناك رجل واحد يستحق كلمة شكر حتى لو لم يطلبها أو ينتظرها من أى أحد.. هذا الرجل تحمل الكثير جداً خلال الفترة الماضية وعاش جروحا وواجه إهانات لا أول لها أو آخر، وطاردته فى كل خطوة سخرية وشكوك واتهامات الكثيرين فى كل مكان..

ورغم ذلك لم يهرب هذا الرجل أو يستسلم وبقى واقفا على قدميه فى شجاعة وكبرياء يحمى الأهلى من أى تشتت أو انهيار ويقوده فى هدوء وثقة نحو الاستقرار والانتصار.. هذا الرجل هو محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، الذى أصبح يستحق الآن كلمة شكر على الأقل.. ففى حالة خسارة الأهلى واضطرابه وارتباكه كان محمود طاهر تحديدا هو الذى سيلف الجميع حول رقبته حبال ألف مشنقة..

وبالتالى يصبح من العدل ومن الطبيعى أن يتلقى نفس هذا الرجل الشكر والورد فى حالة استقرار الأهلى وانتصاره.. وأنا أعرف أن هناك من لا يحبون محمود طاهر ولا يرونه نتيجة ذلك جديرا برئاسة الأهلى.. أعرف أيضا أن محمود طاهر، كرئيس للأهلى، كانت له أخطاؤه وحساباته غير الصحيحة.. ولكننى فى مقابل ذلك عرفت رئيسا للأهلى احترم التخصص، فأسند إدارة قطاع الكرة فى النادى الكبير لمن يستطيع القيام بهذه المهمة بكل حب وانتماء واجتهاد وإخلاص ونجاح مثل عبدالعزيز عبدالشافى وسيد عبدالحفيظ..

وعرفت رئيساً للأهلى فوجئ بناديه معرضا للانهيار نتيجة حكم قضائى ببطلان الانتخابات وطوفان المطامع والمصالح، فقرر هذا الرئيس احتواء الجميع وتحمل كل شىء صامتا دون أن يدافع حتى عن نفسه، ودون أى استعراض أو ولع بدور البطولة حتى يعبر بناديه هذه الأزمة الكبرى..

وكانت النتيجة أن فريق الأهلى فى أى ملعب أبدا لم يدفع ثمنا لأى أزمة داخل النادى.. وكان هذا بالتحديد هو النجاح الأكبر لمحمود طاهر الذى قاد الأهلى فى هذه الظروف، وجعل كل الأحلام والانتصارات ممكنة.. وإذا كنت اليوم أشكر محمود طاهر فإننى أيضاً أود التوقف أمام نقطتين أساسيتين.. الأولى هى عدم التعامل مع أى رئيس فى أى موقع بمنطق الحب والكراهية.. وهو خطأ فادح لا ينتبه إليه معظمنا..

فالحب يجعلنا لا نرى للرئيس أخطاء وعيوبا نراجعه فيها ونطالبه بتغييرها وإصلاحها.. والكراهية تجعلنا لا نرى للرئيس أى ميزة أو فضيلة فنقتسم معه فى النهاية الإحباط الجماعى ومرارة الخوف واللاحلم أو مستقبل.. والحل الوحيد هو الواقعية والتعامل مع أى رئيس بمنتهى الواقعية دون أى حب أو كراهية.. أما النقطة الثانية فهى ألا نتعامل مع أى رئيس بمنطق وقاعدة إما الأبيض أو الأسود.. فلن يكون هناك أبدا رئيس ملاك لا يُخطئ أو يفشل، أو رئيس شيطان لا يزرع أو يبنى.. وأى رئيس هو فى النهاية مثلنا جميعاً.. له الحسنات والمزايا وفيه العيوب والأخطاء.