سوق السيارات فى مصر أصبحت شغلى الشاغل و«همى» الوحيد.. الآن وبعد أن عدت له من جديد بعد غياب ثلاث سنوات كاملة.. مشاكلها وأزماتها.. سياراتها الجديدة.. كواليس الشركات.. طلبات المستهلكين و«شكاواهم» واعتراضاتهم.. القرارات الحكومية و«الفرمانات» الفجائية.. والدولارات «المختفية» !.. كل هذه الأشياء والنقاط والقضايا.. سيتم عرضها وتناولها داخل صفحات ملحق «سيارات المصرى اليوم».. الذى ولد عملاقا كما وعدت القارئ ووعدت الإدارة العليا لهذه الجريدة المحترمة صاحبة المصداقية التامة ومدرسة الخبر الصحيح والتحليل الصادق.. أعلم تماما أننى سأصطدم بحواجز خرسانية متينة.. وسألقى معارضة شديدة من جهات عديدة.. قد لا تحب أو تفضل النقد ولا المعارضة ولا رفض قراراتها وأسلوبها وأفكارها.. وترفض أيضا «الحوار الهادئ» لإيجاد حلول وسط.. بديلا عن مبدأ «تنفيذ الأمر» و«سريان الفرمان» أيا كانت نتائجه السلبية وعواقبه السيئة وأثاره المدمرة على هذا السوق الحيوى والمهم.. أبدأ اليوم بنقل صورة واقعية وحقيقية تماما لحال سوق السيارات فى بلدنا بعد أسبوع واحد فقط من عودتى إليها ودخولى لكواليسها وأعماقها.. وشعورى بأوجاعها وآلامها.. وسماعى لصرخاتها وتوسلاتها.. تقييم أولى وسريع خرجت به من خلال اتصالى أو لقائى مع معظم المسؤولين فى شركات السيارات فى بلدنا خلال الأسبوع الماضى.. سأعرضه على القارئ بمنتهى الحياد والشفافية والصدق.. قد يكون أسلوبى «ساخرة» جدا و«متجاوزة» بعض الشيء.. فى طريقة عرض هذا التقييم لكل شركة ومصنع داخل السوق.. ولكن - صدقوني- ليس الهدف -أبدا- هو السخرية من هذه الشركات وأصحابها والعاملين فيها.. بقدر ما هو محاولة منى لعرض الأزمة - والكارثة - التى تعيشها هذه السوق الآن.. بشكل مختلف تماما عن أسلوب «الكلمات الجامدة» و«الشعارات الرنانة» .. التى يبدو أنها لم تعد تنفع - من قريب أو بعيد - مع الجهات التنفيذية والمسؤولين فى الحكومة.. والجميع تسابق فى إصدار قرارات وتعليمات وأوامر وفرمانات.. كانت نتيجتها الحالة المأساوية التى وصلت السوق لها الآن.. الله يسامحكم !.. تعالوا معى نستعرض أحوال معظم شركات السيارات.. فى الوقت الذى أكتب فيه هذا المقال.. أرى أن السوق منقسمة - من الناحية التحليلية - لثلاثة أقسام واضحة.. أو ثلاثة مستويات.. المستوى الأول يتربع عليه كل من «غبور» و«منصور» وشركاتهما وسياراتهما وتوكيلاتهما.. هما فى التصنيف الأول الآن.. المستوى الثانى عبارة عن مجموعة من الشركات العملاقة أيضا وتمتلك توكيلات أوروبية وكورية وأمريكية ويابانية وفرنسية.. وجميعهم قرروا ألا يستسلموا للمشاكل والأزمات والقرارات والفرمانات ولا يرفعوا «الراية البيضاء» أبدا.. مهما كلفهم ذلك من عمل شاق وجهد دؤوب وخسائر مالية.. على أمل أن يتحسن الوضع وتنفتح السوق وتتحقق الطفرة المرجوة.. وينتظروا جميعا «الفرج».. مستعينين بـ«دعوات ست الحبايب» صباح كل يوم عمل يمر عليهم وسط هذه الظروف الصعبة. أما المستوى الثالث من الشركات والتوكيلات فأشعر - للأسف - أنهم استسلموا مؤقتا للأمر الواقع المظلم.. وقرروا أن يجلسوا على مقاعد المتفرجين.. بدون روح قتالية ولا «مناطحة» أو مقاومة أو «تمرد».. فقط «دعوات ست الحبايب» وأنا شخصيا أرى أنها غير كافية.. وألومهم على ذلك !.. شركة «جى بى غبور أوتو» الذى يمتلكها صديقى الدكتور رؤوف غبور والذى لقبته بـ«أونكل غبور» فى عنوان مقالى.. ليس من باب السخرية ولكن لمكانته ووضعه الريادى الحالى داخل سوقنا المحلية للسيارات.. يمتلك غبور العديد من التوكيلات والأسماء الرنانة والشهيرة.. أبرزها هيونداى الكورية.. مازدا اليابانية.. جيلى الصينية.. سيارات ركوب ونقل وأوتوبيسات.. موتوسيكلات وتوك توك أيضاً.. عندما تركت رؤوف غبور -والسوق كلها - قبل ثلاث سنوات كانت شركاته تحتل مركز الصدارة وموقع الريادة فى أرقام المبيعات الإجمالية مقارنة بباقى شركات وتوكيلات بلدنا.. وعندما عدت -الأسبوع الماضي- رأيت الرجل لا يزال عند مكانته وقوته وجبروته.. بل أضاف توكيلات جديدة.. ويخطط للمزيد هذا العام.. ويفتتح فروعا إضافية ومراكز خدمة جديدة.. ولم يفرط فى أعضاء فريق عمله المحترف الذين اعتبرهم من أدوات نجاحه وأسرار تفوقه.. غبور يخطط لنجاح هائل فى ٢٠١٦.. وأنا تعودت أن أصدقه لأننى لم أنجح فى «تكذيب» تصريح واحد قاله لى طوال 18 عاما قضيتها معه كصحفى متخصص وصديق مقرب.. ورغم حالة الحزن والضيق و«الاعتراض التام» التى يعانى منها د. رؤوف غبور الآن بسبب حالة عدم الاستقرار بالسوق.. و«القرارات» الفجائية غير المدروسة التى تطل علينا كل أيام وأسابيع.. وأزمة «الدولار» التى تؤرقه - هو وغيره من أصحاب الشركات - إلا أننى «مش خايف عليه» هذا العام.. ولا على شركاته وتوكيلاته وسياراته.. «أونكل غبور» قادر على النجاح والتألق.. روحه القتالية الرهيبة كفيلة بإيصاله لبر السلامة.. والنجاح. «شركة المنصور للسيارات» يمتلكها عدد كبير من أعضاء عائلة منصور العريقة وأصحاب السمعة العالية والمصداقية الكبيرة فى أعمالهم التجارية المختلفة فى بلدنا.. تمتلك الشركة توكيلى أوپل وشيڤروليه.. أطلقت على الشركة لقب «عمو منصور» فى عنوان مقالى لأنهم - مع غبور - ينافسون أيضاً على موقع الصدارة والريادة فى مبيعات سيارات الركوب والنقل.. ولديهم من القوة والاحترافية والكفاءات البشرية الهائلة فى فريق العمل المتألق.. ما يضمن لهم أن يكونوا فى تصنيف القمة وموقع الصدارة خلال عام ٢٠١٦ أيضاً.. هذه الشركة أيضاً لا خوف عليها.. رغم «دربكة» السوق وأزمات الدولار ومشاكل الاستيراد والتجميع.. ولكن شعارهم لا يزال قائماً وصادقاً وحقيقياً بدون أدنى مبالغة أو تلوين.. وهو: «مع منصور أنت فى أيدٍ أمينة». «مرسيدس» هذا الاسم العملاق الذى نعشقه جميعاً.. سواء كانت لدينا المقدرة المالية على اقتنائه.. أو مجرد أن نحلم بهذه السيارة ونبدى إعجاباً دائماً ومستمراً لمختلف طرازاتها وموديلاتها.. أين هم الآن؟.. أين النجمة الفضية ببريقها اللامع؟.. هذه الشركة التى تمتلك أحلى وأجمل وأقوى السيارات الألمانية على مدار السنوات الطويلة الماضية.. أشعر بأنهم يعانون من الكثير من المشاكل والإحباطات والحزن والألم والأسى !.. سمعت أنهم تعرضوا العام الماضى لمشاكل عديدة مع «الجمارك المصرية» و«اتظلموا» فى قرارات وتقديرات ومبالغ مالية بعشرات الملايين من الجنيهات.. لم أكن وقتها متابعا للأحداث حتى أستطيع أن أحكم إذا كانت الشركة ظالمة أم مظلومة فى قصة الجمارك.. أيضاً تعرضوا لعملية «تشهير» - ربما تكون غير مقصودة - فيما يتعلق بغلق مصنعهم فى مصر وبدا الأمر وكأن الشركة تتهاوى وتنسحب من المنافسة والتواجد فى السوق المحلى.. رغم أن قرار غلق المصنع والتركيز على استيراد السيارات جاهزة الصنع من ألمانيا صدر والشركة فى كامل قوتها وعنفوانها فى ذلك التوقيت.. وكانت رؤية اقتصادية ومستقبلية من الشركة الأم فى ألمانيا بالتعاون والتنسيق مع مكتبها بالقاهرة.. ولم يكن «انسحاباً» أو تراجعاً أو ضعفاً من النجمة الفضية أبداً.. ولكن الشائعة انتشرت بقوة.. ومازال البعض يعتقد أن مرسيدس «قفلت» المصنع و«لموا هدومهم» وخرجوا من مطار القاهرة !!.. ولكن هذا لا يمنع أن الشركة متأثرة الآن -وبقوة - من قرارات البنك المركزى و«حكاية» الدولار.. فالسيارات غير موجودة.. والحجوزات تمتد لشهور طويلة.. وإدارة الشركة فى برج سوفوتيل بالمعادى فضلت الابتعاد و«الانزواء» لفترة.. لا يفضلون الكلام أو الحديث أو نقد الأوضاع الحالية.. أو حتى «الصراخ» على الملأ بطريقة علنية.. لا يريدون الظهور فى الـ«ميديا» بمختلف وسائلها.. ولا الإعلان عن سياراتهم لأنها غير متوافرة - إلا بكميات محدودة - وقرروا عدم المشاركة فى معرض «أوتوماك فورميولا» للسيارات هذا العام لنفس السبب فلا يعقل أن يعرضوا طرازات وموديلات غاية فى الفخامة والروعة والتكنولوجيا.. فيجرى «الزبون» على الشركة طالبا اقتناء واحدة.. فيكون الرد «آسفين مفيش سيارات عندنا للبيع» !.. بالتأكيد تمر مرسيدس بفترة حرجة فى تاريخها الطويل والمشرف.. لأسباب خارجة عن إرادتها.. ولكننا لم نتعود أن نتابع هذا الاختفاء الرهيب من اسم عملاق مثل مرسيدس داخل سوقنا!. كيا الكورية ورينو الفرنسية اسمان عريقان ينتميان لمالك واحد.. هو الصديق خالد نصير -إبن والدى الروحى فى سوق السيارات محمد نصير رحمه الله- وقد وضعت التوكيلين فى تصنيف الشركات التى تقاتل وتجتهد ولم تستسلم بعد لأوضاع السوق المرتبكة.. أعرف تماما أن صديقى المقرب أحمد شرف الدين الرئيس التنفيذى للشركة يعقد حاليا العديد من الاجتماعات والمباحثات ويجهز خططا ومفاجآت عديدة للسوق المحلية.. فى حضور كافة أعضاء فريق العمل الانتحارى بقيادة خالد يوسف .. وتحته الفرنسى «رافال».. ورامى جاد وأحمد الخادم الذى انضم للشركة قبل أسابيع قليلة فى منصب مدير عام كيا - قادما من مرسيدس - فى صفقة أعتبرها الأقوى والأهم فى تاريخ الشركة الكورية ببلدنا.. لا أشعر بالخوف على كيا ورينو خلال عام 2016.. هناك سيارات جديدة.. وأسعار منافسة وتفكير فى التصنيع المحلى.. وشكل وأسلوب جديد فى التعامل مع الإعلام ومع المستهلك أيضا.. هذه الشركة لم ترفع «الراية البيضاء» حتى هذه اللحظة. دايهاتسو اليابانية اسم كان له تاريخ وتواجد «معقول» فى سوقنا المحلية خلال سنوات ماضية.. كلنا فاكرين طراز «تيريوس» الذى نال إعجاب شريحة من المستهلكين على مدار عدة أعوام.. يا سادة.. دايهاتسو خلاص.. قربنا نقرأ عليها الفاتحة فى عمر مكرم أو الحامدية الشاذلية على أقصى تقدير.. مش هانشوف هذه الماركة تانى فى مصر.. الشركة قررت كده.. فى مصر ويبدو أنها ستتوقف فى العالم كله.. لا أحد يعلم؟!.. البقية فى حياتكم !!.. فورد هذه السيارة التى تحقق نجاحات كبيرة فى أوروبا وأمريكا.. إذا اقتربنا اليوم من مقر توكيل فورد المحلى فى منطقة «العبور».. حنلاقى الشركة كلها «بردانة أوى» أوى لأن الجو هناك يقل بفارق 5 درجات على الأقل من بلدنا فى المهندسين وجاردن سيتى والزمالك.. قد نسمع «طراطيش» كلام من مكالمة تليفونية أعتقد أنها تتم كل أسبوعين ما بين المهندس طارق عبد اللطيف رئيس الشركة والشيخ الإماراتى - المحترم - عبد اللطيف جميل.. يقول فيها الشيخ لطارق: «أخباركم إيه؟.. لقيتوا دولارات.. حاتبعتوا اعتمادات .. جهزتوا المستندات .. أبعت عربيات.. ولا أقفل شركات» !! يرد طارق مرتبكا: «هانت يا فندم.. تعلب البنك المركزى فات فات .. وفى ديله دولارات ويوروهات» !. يرد الشيخ: «هيهات يا طارق هيهات.. أدامكوا ساعات.. وحياة بلادى الجميلة الإمارات.. أنا حاسحب منكوا التوكيلات.. مش حاتشوفوا منى أى استثمارات» !!.. يا جماعة الراجل زهق بجد.. فتح التوكيل فى مصر.. سيارة محترمة.. اسم عريق.. مراكز صيانة وخدمة . معارض مصروف عليها.. فريق بقيادة واحد من أمهر الخبراء فى مصر.. استثمارات بعشرات الملايين.. ثم قرارات غير مدروسة.. وارتباك وتخبط.. عايزين استثمارات عربية «بأى وش» !!. تويوتا اليابانية العريقة معشوقة كل المصريين.. والسيارة التى تعتبر «كاملة الأوصاف».. دى بقى حكاية تانية خالص.. زعيم تويوتا وقائدها ورئيس مجلس إدارتها هو أحمد منصف أحد أبرز وأشهر الكفاءات فى تاريخ سوقنا المحلية.. هو صديقى و«حبيبى» وأيضاً «جارى» لسنوات طويلة فى نفس الشارع.. تربطنا علاقات أسرية محترمة وقديمة.. كان من أبرز وأقوى المؤيدين لفكرة عودتى لصحافة السيارات مرة أخرى.. وبالتحديد فى «المصرى اليوم» لأنه يعتبرها الجريدة المفضلة له.. يوم صدور العدد الأول من الملحق - الخميس الماضي- فوجئت بـ«بوكيه ورد» فخم على عنوان مكتبى الجديد.. وكارت يحمل اسم أحمد منصف رئيس مجلس إدارة تويوتا إيچيبت.. وكلمات تهنئة رقيقة وجميلة منه كعادته معى.. اتصلت به لأشكره.. وقلت له عايزين نبدأ شغل فى أسرع وقت.. رد «شغل إيه بقى»؟.. قلت له «شغل صحافة وتجارب سيارات وأحاديث صحفية وأخبار تويوتا وانفرادات وشوية إعلانات».. رد على بمنتهى الثقة : «مافيش عندى حاجة أقولها لك أو أقدمها ليكم.. ماعنديش عربيات أصلا.. ومافيش دولارات ولا استيراد ولا شغل.. أنا ما أعرفكش.. أخرك معايا دلوقتى بوكيه الورد ده.. عجبك»؟!.. لا تعليق!!.. پيچو الفرنسية اسم ارتبطت به عاطفيا قبل حتى أن أدخل مجال صحافة السيارات.. لأن التوكيل كان يمتلكه «ولاد عم والدى» فى أسرتى الأباظية.. بعدها انتقل لمجموعة من رجال الأعمال المتميزين.. بمجرد عودتى للسوق مع «المصرى اليوم» سارعت بالاتصال بصديقى محمد غنيم رئيس قطاع التسويق بالشركة.. ودار بيننا حديث طويل.. كنت «حاطط إيدى على قلبى» من أن أسمع صوت اليأس ونبرة الإحباط وكلمات الاستسلام.. ولكننى وجدت عكس ذلك تماما.. طموح وثقة وخطط مدروسة وتحدى كبير لأزمات السوق الحالية ودعوة حقيقية لزبون پيچو خلال عام ٢٠١٦ لتحقيق أكبر رقم فى المبيعات.. وأكثر رضاء من العميل.. أنهيت المكالمة مع «غنيم» وأنا فى راحة شديدة.. شركة أخرى مافيش خوف عليها هذا العام. چيپ الأمريكية وفيات الإيطالية ينتميان الآن لمجموعة عالمية واحدة هى مجموعة فيات - كرايسلر أو FCA.. الإدارة فى مصر واحدة داخل مكتب الشركة بشارع التسعين بالتجمع الخامس.. تحت قيادة الصديق حسين عبد الرازق أحد اللذين صنعوا مجد وشهرة ونجاح اسم «چيپ» فى مصر خلال السنوات الطويلة الماضية.. هو يعرف فكر وأسلوب «إدارة الأزمات».. والتى نحن فيها الآن.. يخرج منها بأحسن النتائج.. ويخطط لتجاوزها.. ويرتب لتحملها أطول وقت ممكن .. لم ألتقى به أو أتحدث معه حتى الآن.. ولكننى علمت من خلال صديقى المقرب - وأول من اكتشفنى فى سوق السيارات قبل 20 عاما - حليم أبو يوسف الذى اعتبره واجهة «چيپ» المشرقة فى بلدنا.. علمت أن هناك خطة طموحة لچيپ وفيات فى بلدنا خلال العام الحالى.. قال لي: اطمئن.. نعلم كيف نواجه هذه الظروف الصعبة.. وكيف نحقق التفوق والتألق بطرازاتنا المتميزة.. وفريق العمل لدينا قادر على ذلك تماما.. الشركة الباڤارية للسيارات والتى تمتلك كل من BMW الألمانية ومينى الانجليزية وبريليانس الصينية.. أتيحت لى فرصة الالتقاء بالصديق يحيى عبد القدوس مدير BMW وخالد سعد مدير بريليانس.. ما سمعته من الاثنين طمئننى جدا على التوكيلين خلال عام 2016.. BMW لديها فرصة رهيبة للتربع على عرش سيارات الركوب الفارهة سواء الـ«سيدان» أو الـ4X4 من خلال مجموعة من الطرازات الحالية أو الجديدة تماما التى ستطرح للبيع تباعا خلال العام الحالى ويتم تجميع معظمها داخل مصنع الشركة العملاق والمزود بأحدث النظم والوسائل التكنولوچية التى تضمن أن تخرج السيارة بنفس مستوى وأداء مثيلتها الألمانية تماماً.. ولكن بسعر بيع أقل كثيراً وهذا فى مصلحة المستهلك المحلى بالتأكيد. خالد سعد أيضاً طمئننى على خطة بريليانس هذا العام.. لن أكشف عنها الآن ولكننى لا أخفى سعادتى بها وبفكر القائمين عليها. الشركة الباڤارية للسيارات أضعها فى تصنيف الشركات التى لا أخاف عليها فى ظل أزمة السوق الحالية.. وأثق أن قائد الشركة ومحركها فريد الطوبجى رئيس مجلس الإدارة قادر على ذلك.. وتجربة نجاحه طوال سنوات عديدة تقول ذلك.. بل وتؤكده جدا. فولكس ڤاجن وأودى وسيات ثلاثة توكيلات من «العيار الثقيل» جدا يمتلكهم صديقى رجل الأعمال كريم النجار.. والذى يجب أن أعترف أنه حقق نجاحا مع VW وأودى فى السنوات الأخيرة قبل أن يضم سيات لشركته العام الماضى.. وليس سرا أن كريم تعرض فى ٢٠١٥ لأزمة حقيقية بسبب خلافه مع شركائه - عائلة كتانة فى لبنان - وتطور الأمر جدا ووصل لساحات المحاكم.. ولن أتحدث الآن كثيرا فى تفاصيل هذه القصة.. ولكن الشيء المؤكد هو أن كريم لديه تحدى كبير وقوى مع توكيلاته خلال هذا العام.. ليس فقط بسبب أزمات الدولار وقرارات الحكومة.. ولكن لأسباب أخرى عديدة.. هو يعلم - أكثر منى بالتأكيد - أن ٢٠١٦ هى بمثابة «أكون أو لا أكون» بالنسبة له ولتوكيلاته ولسياراته.. قررت أن أساند الرجل مادام يعمل لمصلحة المستهلك المصرى.. القضايا والمحاكم والأحكام لا شأن لى بها.. الحق سيظهر أيا كان توقيته أو جهته.. الآن إننا أمام رجل أعمال مصرى.. فى مجال السيارات.. سأسانده وبقوة وعنف.. أقف معه فى الحق.. وأحاسبه - صحفيا- على أى تجاوز يصدر فى حق مستهلك مصرى واحد فى هذا البلد. عموما.. خطط وأفكار كريم نجار لهذا العام تجعلنى –أيضا- أضعه فى قائمة الشركات الواعدة.. التى تقاتل ولا تستسلم للأزمة الحالية. مجموعة عز العرب والتى تمتلك عدة توكيلات منها ستروين الفرنسية وڤولڤو السويدية وپروتون الماليزية.. من خلال متابعتى الأولية لحالة السوق خلال الفترة الأخيرة.. شعرت أن هذه الأسماء غير موجودة بالفعل على الساحة.. لم يعد أحد يسمع عن «ڤولڤو» سيارة الأمان والسلامة والجودة العالية جداً.. و«العروس» الفرنسية المتألقة «ستروين» التى نحج هشام عز العرب - صاحب المجموعة - أن يعيد بريقها العالى إلى مصر قبل عدة سنوات.. ويحقق مبيعات قياسية بها.. لم يكن أشد المتفائلين يتخيلها وقت حصوله على التوكيل.. ونفس الشيء بالنسبة لپروتون الماليزية التى كانت ضمن المنافسين الأشداء فى شريحة السيارات الشعبية رخيصة السعر !. أشعر أن صديقى هشام عز العرب فى حالة هدوء عن العمل وترقب للأوضاع وانتظار لما سيسفر عنه السوق فى حالة الارتباك والمعاناة.. هو بالبلدى كده فى قائمة «دعوات ست الحبايب».. على أمل أن تتحقق الدعوة وينعدل السوق وتتفتح الأبواب من جديد.. وهذا شيء أنتقده الآن فى هشام !. عموما.. لا أحب أن أصدر حكما نهائياً وباتاً على الرجل قبل أن أجتمع معه رسميا ويقدم لى عرضاً سريعاً بأفكاره وخططه ونواياه لعام ٢٠١٦.. على أمل أن أغير انطباعى المبدئى عن أداء توكيلاته وسياراته حالياً.. وأقول له وقتها: «هذا هو عز العرب الذى عرفته لسنوات طويله».. چاجوار ولاندروڤر وفيرارى ومازيراتى مجموعة من الأسماء الرهيبة التى تقتنيها فئة مميزة وقليلة من غالبية مستهلكى السيارات فى مصر.. بالتأكيد يعانون من مشاكل السوق وأزمات «العملة» ولكن وفقا لتصريحات أحمد الغريب مدير عام مجموعة MTI المالكة لهذه التوكيلات أكد لى أن مجموعة العمل تعكف حاليا على محاولة التوافق والتعامل مع الأزمة الحالية.. جنبا إلى جنب مع تنفيذ خطة طموحة وضعتها الإدارة لتحقيق أرقام مبيعات فوق ما تحقق خلال عام ٢٠١٥ خاصة مع وجود بعض الطرازات الجديدة التى ستقدم خلال العام الحالى أبرزها طراز چاجوار الجديد «F-Pace» الذى سيطرح للبيع فى غضون شهور قليلة وهى أول SUV فى تاريخ چاجوار الانجليزية العريقة.. وأكد «الغريب» أن الشركة ليست مستسلمة أبدا للأزمة الحالية.. فالعمل تضاعف من أجل تحقيق المستهدف من أرقام المبيعات.. حتى فى ظل «الدربكة» التى يأمل الجميع أن تختفى قريبا.. «سانج يونج» الكورية اقتحمت السوق المحلية العام الماضى بوكيل جديد هو الصديق أحمد أبو خف.. بدأت بسيارة متميزة هى «تيڤولى» والتى تتمتع بمواصفات وقدرات متميزة وسعر جيد.. لم تحظى بدعم ومساندة كافيين يتناسب مع وضعها الحقيقى الذى يجب أن تكون فيه.. أعرف من خلال مسئولى الشركة وعلى رأسهم صاحب التوكيل نفسه أن الفترة القادمة سوف تشهد عملية تقديم جديد لهذا التوكيل العملاق عالميا.. بداية من المشاركة فى معرض «أوتوماك-فورميولا» وجذب أنظار المستهلكين لطرازات الشركة.. بعدها يتم طرح أكثر من طراز جديد بأسعار منافسة وقدرات عالية.. الشركة تعمل بجد.. ولست خائفاً عليهم هذا العام.. سكودا التشيكية يمتلكها رجل الأعمال المتميز شفيق جبر.. وهذا الرجل يعتبر أقرب أصدقائى من رجال الأعمال فى سوق السيارات على مدار ما يقرب من 20 عاما كاملة.. كان طبيعيا أن نلتقى سويا -كالعادة- ويخبرنى بخططه وأفكاره لهذا العام.. بمناسبة عودتى للسوق من جديد.. وأعرف تماماً أن هذا الرجل لا يهدأ أو يستسلم أبداً.. مهما كانت ظروف السوق الصعبة.. ليس لديه أصلا «راية بيضاء» لكى يرفعها أو يلوح بها.. مقر الشركة العملاق فى «المقطم» يعمل داخله فريق عمل انتحارى.. يحاولون ليل نهار أن يلحقوا بأفكار وخطط وتعليمات «مستر جبر» كما تعودوا أن ينادوه.. ولا مجال للخطأ أو التراجع أو الإخفاق.. سكودا - مع هذا الرجل - ستستمر بالتأكيد صاحبة أرقام البيع القياسية.. والسيارة التى يرضى عنها فئة كبيرة من المستهلكين.. وقت شرائها وبعده.. أياً كانت الأزمة أو العقبات أو المشاكل داخل السوق. نيسان اليابانية اسم حقق شهرة ونجاحا بالغين على الصعيد المحلى والعالمى لسنوات طويلة.. تحدثت مع مدير عام الشركة محمود حلاوة بعد عودتى للسوق مباشرة.. عرفت أنهم فى مرحلة «هدوء».. يسبق العاصفة.. الهدوء خلال شهر فبراير.. والعاصفة قد تبدأ مع مارس القادم.. أعرف أن الأمور كانت دائما مع نيسان مختلفة.. أسلوب العمل مع الجانب اليابانى له طبيعة خاصة جداً.. كل شيء يجب أن يتم عن طريق «الدراسة» و«التحليل» و«الفحص» و«التدقيق».. وإرسال تقارير لليابان وإعادة استلامها !.. القرارات لا تتخذ بسهولة كما يحدث فى بعض التوكيلات الأخرى.. وتغيير الخطط والسياسات يحتاج لوقت كبير ومفاوضات مستمرة.. وليس سراً أن الأخوة فى اليابان لديهم حالة ذهول وتوهان لما يحدث فى بلدنا من تضارب القرارات واختلافها كل فترة قصيرة.. وتبذل الإدارة فى القاهرة محاولات مضنية لنقل الصورة للمسئولين فى اليابان الذين من جانبهم يعتبرون ما يحدث عندنا بمثابة «طلاسم» وألغاز.. ولغة «هيروغليفية» لا يفهموها هم.. ولا إحنا أصلا !!. سوزوكى اليابانية «شغالين» بشكل معقول جداً بعيداً عن الاستسلام والاكتفاء بدعوات «ست الحبايب».. اتصل بى الصديق محمد يونس مدير عام الشركة.. وتكلمنا سويا عن الأفكار والخطط والعمل خلال الفترة القادمة وماذا يدور فى ذهن المهندس محمد سعودى صاحب التوكيل.. هناك «أخبار سارة» تتعلق بسوزوكى سيتم الإعلان عنها قريباً.. وهناك استراتيچية واضحة المعالم.. وسط الظروف الصعبة.. هذه الشركة انضمت لقائمة الشركات التى أشعرتنى بأن «الدنيا» لا تزال بخير فى السوق هذا العام. هوندا اليابانية يا حسرة قلبى عليها.. هذا الاسم كنت أعشقه جداً.. ومعى الملايين من المصريين على مدار سنوات طويلة.. كانت تقدم طرازات وموديلات تحدث ضجة فى السوق ولدى المستهلكين.. وآخرهم طراز «City» الذى كان يباع فى «السوق السوداء» بأعلى من سعره لتهافت الناس على اقتنائه !.. فين هوندا دلوقتي؟!.. المشهد كالتالى.. تصوير «نهار خارجى».. فريق العمل للتوكيل العريق يجلسون على مكاتبهم داخل صرح هوندا العملاق فى منطقة التجمع.. مبنى شيك جداً.. شكل جميل وتكلفة بالملايين.. يدخل الزبون لمقر الشركة.. ينبهر بالشياكة والفخامة والجمال .. يتم الترحيب به على أفضل ما يكون.. تشرب شاى حضرتك ولا «سحلب» فى البرد ده.. تتفرج على كتالوج السيارات ولا «كارتيلة» الألوان.. تشوف الكماليات المضافة والچنوط السپور والكاوتش العريض .. طب إيه رأيك فى الفرش الجلد ده.. يا جماله.. بص بأه على الدواسات اليابانية الأصلية. يرد الزبون «المذهول»: «يا جماعة أنا عايز أشترى عربية هوندا» !.. ينظر إليه مدير عام الشركة - الصديق شريف محمود - قائلا: عربية هوندا ؟! .. انت قصدك عربية كده على بعضها.. متركبة وتقعد فيها وتمشى بيك فى الشارع.. ياه.. قول يا رب.. يا فندم إحنا ما عندناش عربيات دلوقتى.. مستنيين «الدولارات» علشان نشتريها ونستوردها من اليابان.. بس قولى كده.. إيه رأيك فى «سيستم» الشركة؟!. *** يا سادة.. هذا هو حال معظم شركات وتوكيلات السيارات داخل السوق المحلى فى هذه اللحظة وقت كتابة المقال .. الرؤية ليست سوداء قاتمة كما يتخيلها البعض.. مع الاعتراف بالتأكيد بوجود أزمة رهيبة فى الوقت الحالى.. استمرارها بنفس القدر يعنى تحطم كل الخطط وفشل كافة السياسات والتوقف شبه التام عن العمل والإنتاج والتجميع والاستيراد فيما يخص مجال السيارات .. وغيره بالتأكيد. أرجو أن يعذرنى - ويسامحنى - أصدقائى من أصحاب التوكيلات وكبار المديرين بالشركات من تناولى للوضع داخل شركاتهم بشيء من «السخرية» و«التهكم» فى بعض الأحيان.. ولهم منى كل التقدير والاحترام طبعاً.. ولكن «شر البلية ما يضحك».. نحن وأنتم والمستهلك المصرى فى مركب واحد.. كلنا «متلخبطين» و«مذهولين» للأسف.. لستم أنتم وحدكم الذين تنتظرون «الفرج» أو تتسلحون بدعوات «ست الحبايب» كل يوم.. كلنا هذا الرجل .. من الذى أوصلنا لهذه الحالة الصعبة والمتدنية؟!.. مين «بهدلنا» و«سوحنا» وقرب «يخربها ويقعد على تلها».. ويقفل سوقنا بالضبة والمفتاح؟.. مين يا ترى يا «ولاد»؟.. الشركات أنفسهم؟.. لا حرام دول أصبحوا غلابة.. الزبون المصري؟.. لا.. هو ضحية وغلبان ومقهور.. ومطلوب منه دائما أن يسدد فاتورة أخطاء غيره !.. طيب مين؟ .. «محافظ ..وزير.. بنك» ؟.. أيوه.. امسكوهم كويس.. وانتظرونا قريبا.. نحكى حكاية جديدة.. عنهم وعن سوق السيارات فى بلدنا !.. لا تذهبوا بعيدا.. ابقوا معنا.. فى ملحق «سيارات المصرى اليوم».. فقط.. وحصرياً !..