يبدأ فيلم «يوم مسلم هولندى» بتقديم 3 أشخاص مسلمين هم محب الوكيل وإبراهيم فاروق ورشا أفيوس.. يعيشون فى هولندا، التى يصفها الراوى بأنها أرض الحرية، لكن بها بعض الآراء المتطرفة ضد التعايش بين الأديان والجنسيات المختلفة منهم النائب «جيرت فيلدرز» الذى تظهر صورته فى مواجهة المسلمين الثلاثة المشاركين فى الفيلم، وفى مفارقة واضحة يذكر الراوى أن «فيلدرز» ينتمى للحزب اليمينى «الحرية»!
إلا أنه لا يؤمن بهذه الحرية وذلك واضح فى ممارسات زعيمه، بل إنه أنتج وقدم فيلما باسم «فتنة» ليثير الفزع لدى المجتمع الأوروبى وتحديدا الهولندى حول الإسلام.
ويشير الراوى إلى أن الفيلم يرصد واقع ثلاثة مسلمين مصريى الجنسية فى هولندا، ومحاولتهم الانخراط فى المجتمع الغربى، أولهم محب الوكيل شاب ملتحٍ يدرس العلوم الإسلامية والصيدلة ومتخصص فى الحديث والفقه، ودرس الصيدلة لمساعدة الناس، يؤكد محب أمام الكاميرا اختلاف الثقافة المصرية عن نظيرتها الهولندية، ويستشهد بما يحدث فى مصر حين تدعو عائلة شخصاً ما لتناول الطعام إذا حضر إليهم فجأة، لكنهم فى هولندا يقولون له «نلتقيك بعد ساعة» حتى لو كانوا مسلمين،
وأن الكثيرين من الأجانب فى هولندا ينظرون له على أنه الشيطان والشرير، بل ويعاملونه كذلك، وينظرون إليه كإرهابى، خاصة أنه ملتح، إلا أنه يؤكد عدم اهتمامه بذلك، لأن البعض يتفهم مظهره وأنه جزء من الثقافة الإسلامية، كما أنه يحافظ على صلواته الخمس، وتوجد مساجد كثيرة فى هولندا لذلك.
وتصطحب الكاميرا محب لإبراز حريته فى ممارسة عقائده دون قيود داخل المجتمع الهولندى، حيث يتوجه لمسجد «بولت» أكبر مساجد هولندا الذى يصلى فيه ويعلم غيره من المسلمين تعاليم الدين حيث يستمعون للمحاضرات الدينية ويتعلمون أصول الدين، وفى حين يعرض الفيلم لقطات من «فتنة» المسىء للإسلام، يتذكر محب اليوم الذى عرض فيه الفيلم وخرجت بسببه المظاهرات الغاضبة، ويؤكد أنه لا يستمع لأى شخص لا يعرف شيئا عن الإسلام مثل «جيرت فيلدرز»، واصفا إياه بلا شىء وفيلمه بالتافه.
ويلتقى محب بأصدقائه الذين يتحدثون عن هولندا بعد «فتنة» وكيف أن الفيلم أساء لها رغم كثير من الإيجابيات التى تميزت بها، ويتحدث عن هجمات 11 سبتمبر وأن الميزة الوحيدة التى حملتها أنها دفعت الكثيرين للبحث واستقصاء المعلومات عن الإسلام وحماس والعراق وغيرها مما تردد وسائل الإعلام أسماءها بكثرة.
تنتقل الكاميرا إلى مدينة «فنللو» حيث تعيش رشا فرج، مصرية الجنسية، انتقلت مع زوجها وليد للعيش فى هولندا قبل 10 أعوام، وتؤكد أنها تعيش حياتها وفقا للطريقة الإسلامية، رغم أنها شعرت بالوحدة والغربة فور وصولها لهولندا حيث اختلاف الجو والثقافة والبلد، إلا أنها اعتادت الأمر وتعيش حياتها بشكل عادى بصحبة طفلها كما لو كانت فى مصر، وتعلم ابنها الأشياء الجيدة - على حد وصفها - فى الثقافة الهولندية.
وتحكى رشا عن استغراب البعض من الهولنديين عن ارتدائها الحجاب، وحين تخبرهم أنه ذكر فى القرآن، يعقبون «لكن الجو حار»!، ويشير الزوج وليد إلى «فتنة» على أنه جاء من شخص باحث عن الشهرة والكاريزما ويدعى أن جميع المسلمين إرهابيون، والمشكلة أن كثيرين يصدقونه ويعتقدون بصدق ما روج له، رغم أنهم لا يعلمون شيئا عن الإسلام، وفى حين تفتقد «رشا» عائلتها مؤكدة أن ابنها لا يعرف أحدا منها، تشير إلى أنها تحول تربيته وفقا للجو العائلى الذى تربت عليه.
إبراهيم فاروق نموذج مختلف لمسلم مصرى يعيش فى هولندا، يؤكد أن سبب اختلافه عن غيره من المسلمين الهولنديين حيث يعيش فى هولندا منذ 40 عاما هو أنه لا يواظب على صلواته الخمس وهو ما ينظر إليه بشكل سيئ لكنه يتساءل «من منا يملك محاكمة الغير؟ ومن منا لايخطئ؟»، معتبرا نفسه مسلما معتدلاً يتصارعه سؤال «هل نذهب للعمل أم للصلاة؟»
ويشير إبراهيم إلى أنه حين جاء هولندا لأول مرة كان كل شىء بسيطا، والجميع ودودون ومتعاونون، إلا أن نقص المعرفة بين الثقافتين الإسلامية والهولندية هو ما يسبب المشاكل، على حد تأكيده، خاصة أن المسلمين يعانون فى تعلم الهولندية لأنها صعبة جدا،
وفى حين يجهز ابراهيم لطرح «dvd» للموسيقار عمر خيرت – الذى تستخدم موسيقاه كموسيقى تصويرية للفيلم – يؤكد إبراهيم أن العمل فى الميديا يستهويه لأنه وسيلة تبادل الثقافات بين الحضارات المختلفة.