يعد الفنان الراحل حمدى غيث -واسمه كاملاً محمود حمدى الحسينى غيث- واحداً من أقطاب المسرح المصرى إبان فترة انتعاشه فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى تمثيلاً وإخراجاً، وهو من مواليد 7 يناير 1924 بقرية كفر شلشلمون مركز منية القمح بمحافظة الشرقية، وهو متزوج من السيدة آمال أمين، وله منها بنتان هما: مى وميادة، ومن الأعمال التى مثل فيها جميلة بوحريد وزهرة النرجس وكليوباترا وزوربا المصرى وعطيل وياسلام سلم والجنس الثالث وماكبث وحبيبتى شامينا والشيطان فى بيتنا،
ومن المسرحيات التى أخرجها مأساة جميلة وأرض النفاق وسقوط فرعون وتحت الرماد والزير سالم، وكان الفنان الراحل قد التحق بكلية الحقوق ولكنه تركها بعد أن أمضى فيها ثلاث سنوات ليلتحق بمعهد التمثيل سنة 1947 على إثر حصوله على منحة دراسية فى باريس لدراسة التمثيل والإخراج، وفى معهد التمثيل كان أول دفعته، ومن أول الأعمال المسرحية التى شارك فيها مسرحية دنشواى الحمراء فى عام 1952، وعمل بالمسرح القومى، كما عمل أستاذاً بمعهد التمثيل ومخرجاً وممثلاً فى فرقة المسرح الحديث،
وممثلاً بالإذاعة، ومخرجاً فى مسرح التليفزيون، ونائباً للمستشار الفنى لفرقة التليفزيون المسرحية، كما أشرف على المسرح العالمى والمسرح الحديث وشغل موقع مدير المسرح القومى، وتولى منصب نقيب الممثلين لأكثر من دورة، وشغل موقع مدير الإدارات الثقافية والمهرجانات ووكيل وزارة الثقافة لشؤون الثقافة الجماهيرية.
شارك حمدى غيث فى نحو 19 فيلماً بدأها بفيلم صراع فى الوادى عام 1954 ثم تتابعت أفلامه الأخرى وأشهرها فيلم الناصر صلاح الدين فى دور الملك البريطانى ريتشارد قلب الأسد الذى سيظل علامة بارزة فى مسيرته الفنية، خاصة لما أضفاه عليه الفنان القدير من خبرته المسرحية،
مما جعل الشخصية تقترب من ملامح الشخصيات الشكسبيرية، ومن أفلامه الأخرى إسماعيلية رايح جاى والانتقام وبنت الليل وصراع العشاق والحكم آخر الجلسة، أما أعماله التليفزيونية فكثيرة، ومن أشهرها ذئاب الجبل وزيزينيا والسيرة الهلالية، ومن أوجه التقدير التى حظى بها حصوله على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1966 وشهادة تقدير فى الفنون عام 1978 وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون عام 1985.
وفى التاسعة من صباح الثلاثاء (فى مثل هذا اليوم) من عام 2006 وافته المنية فى مستشفى عين شمس التخصصى عن عمر يناهز الثانية والثمانين بعد صراع مع المرض على مدى ما يقرب من شهر.