«البرلينالى» يفتح أبوابه للمهاجرين واللاجئين ويوجِّه الدعوة لألف منهم

سمير فريد الإثنين 08-02-2016 21:04

تبدأ الخميس الدورة 66 لمهرجان برلين السينمائى الدولى، المعروف باسم «البرلينالى»، (11-21 فبراير 2016)، أول مهرجانات السينما الدولية الكبرى الثلاثة فى العالم مع مهرجان «كان» فى مايو ومهرجان «فينسيا» فى سبتمبر.

فى 23 ديسمبر الماضى صرَّح ديتر كوسليك، مدير المهرجان، وذلك فى حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية، بأن دورة 2016 سوف توجِّه الدعوة إلى ألف من المهاجرين واللاجئين لحضور المهرجان، ودعوة بعض أطفالهم لمشاهدة مسابقة أفلام الأطفال فى إطار «فصول الترحيب» فى المدارس، والتى تساعدهم على الاندماج فى المجتمع الألمانى. كما ستتم دعوة جميع المشتركين فى المهرجان من الضيوف والجمهور للتبرع لدعم المراكز الصحية المخصصة لعلاج اللاجئين. وقال كوسليك إن «البرلينالى» عندما أقيم لأول مرة عام 1951 بعد ست سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية كان هناك ملايين الألمان اللاجئين داخل وخارج بلادهم، وإن قضايا اللاجئين كانت محور اهتمام المهرجان دائماً. وقال إنه يقدر موقف المستشارة الألمانية ميركل من هذه القضايا، وليس هناك من يقدر هذه المسؤولية التاريخية أكثر من ألمانيا.

وبعد أحداث ليلة رأس السنة فى كولون ومدن ألمانية أخرى، التى قام فيها بعض اللاجئين بالاعتداء على حشود من المحتفلين بمولد العام الجديد فى الساحات، أصدرت إدارة المهرجان بياناً صحفياً يؤكد ما ذكره كوسليك فى تصريحاته، وأن ما حدث لم يُغيِّر موقف المهرجان.

20 فيلماً عربياً

يتميز مهرجان برلين عن كان وفينسيا بالعدد الكبير من الأقسام والأفلام، والتى تصل بمجموع الأفلام التى تُعرض فيه إلى أكثر من 400 فيلم طويل وقصير، والعدد الأكبر من العروض المفتوحة للجمهور بتذاكر، والتى يزيد عددها على ربع مليون تذكرة كل سنة.

ويشهد المهرجان هذا العام عرض 20 فيلماً عربياً ولمخرجين عرب، وهو أكبر عدد منذ دورة عام 2012 التى كان محورها ثورات الربيع العربى عام 2011، وهى 9 أفلام طويلة (6 روائية و3 تسجيلية) و11 فيلماً قصيراً. كما أن هناك معرضاً من معارض الأرشيف البصرى عن صعود الهرم الأكبر للفنانة الأردنية علا يونس.

فى مسابقة الأفلام الطويلة الفيلم التونسى الروائى «نحبك هادى» إخراج محمد بن عطية. وفى مسابقة الأفلام القصيرة الفيلم البريطانى «عودة إنسان» إخراج الفلسطينى مهدى فليفل. وفى مسابقة أفلام الفتية الطويلة (أكثر من 14 سنة) الفيلم الفرنسى «ثورتى» إخراج التونسى رمزى بن سليمان.

وخارج المسابقات فى «البانوراما» الفيلم الجزائرى «الطريق إلى اسطنبول» إخراج رشيد بوشارب، والفيلم المغربى «جوع كلبك» إخراج هشام لعسرى، وكلاهما من الأفلام الروائية الطويلة.

وفى «الملتقى» خمسة أفلام طويلة: فيلمان روائيان، المصرى «آخر أيام المدينة» إخراج تامر السعيد، والسعودى «بركة يقابل بركة» إخراج محمود صباغ، وهو أول فيلم سعودى طويل يعرض فى المهرجان. وثلاثة أفلام تسجيلية: السورى «منازل بلا أبواب» إخراج آفو كابرليان، واللبنانى «مخدومين» إخراج ماهر أبى سمرة، والفلسطينى «مادة سحرية تسرى فى داخلى» إخراج جومانة مناع.

وفى «امتداد الملتقى» المخصص لما يعرف بالفنون البصرية عشرة أفلام قصيرة، خمسة من لبنان، وهى «الآن: نهاية موسم» إخراج أيمن نهلى، و«وضعية تسلل» إخراج مروان حمدان، و«المرحلة الرابعة» إخراج أحمد غصين، و«أحجار. آلهة. بشر» إخراج جو نامى، و«أبوعمار قادم» إخراج نعيم مهيمن. وأربعة أفلام من مصر، وهى «منتهى الصلاحية» إخراج إسلام كمال، و«كما تحلق الطيور» إخراج هبة أمين، و«ذاكرة عباد الشمس» إخراج مى زايد، و«فتحى لا يعيش هنا بعد الآن» إخراج ماجد نادر. والفيلم العاشر البريطانى «فى المستقبل، أكلوا من أفخر أنواع البورسلين» إخراج الفلسطينية لاريسا صنصور وصورين ليند.

الشيخة حور القاسمى

تتكون لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة من ثلاثة أعضاء، وهم: الشيخة حور القاسمى، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، من الإمارات العربية المتحدة، وقد عرفها المهرجان رسمياً مستخدماً لقب «الشيخة» احتراماً لتقاليد بلادها، والعضو الثانى كاترينا جريجوس من اليونان، وكلتاهما من خبراء الفنون البصرية الدوليين، حيث شاركت حور القاسمى فى لجنة اختيار بينالى برلين 2012، وكانت المشرفة على جناح الإمارات فى بينالى فينسيا العام الماضى، وتشرف كاترينا جريجوس على بينالى سالونيك، وتشترك فى لجان الاختيار لمعارض العديد من دول أوروبا. والعضو الثالث المخرج الإسرائيلى آفى مغربى الذى عرضت أغلب أفلامه فى «الملتقى» منذ عام 2002، وفاز بجائزة كونراد فولف من أكاديمية برلين عام 2009. ويعرض له هذا العام فى «الملتقى» أحدث أفلامه «بين الجدران».

هذه هى المرة الثانية التى تشترك فيها شخصية عربية مع أخرى إسرائيلية فى لجنة تحكيم دولية، وذلك منذ أن اشترك الراحل يوسف شاهين مع الراحلة ليا فان لير فى مسابقة مهرجان كان عام 1983. وكما كانت الباحثة ليا فان لير من أنصار السلام ودعاة التعايش بين الشعبين الإسرائيلى والفلسطينى، كذلك آفى مغربى فى كل مواقفه وأفلامه. وأنصار السلام من الطرفين المتصارعين هم الأمل فى تحقيق السلام، فليس أمام الشعبين سوى أن يعيشا معاً على نفس الأرض. وليس هناك من سلام سوى السلام العادل بتنفيذ حل الدولتين. ولاشك أن قبول حور القاسمى عضوية اللجنة مع آفى مغربى تعبير عن التطلع إلى ذلك السلام، وعودة العرب مسلمين ومسيحيين ويهوداً إلى المساهمة فى الحضارة الإنسانية.