كوبرى الفساد..

مي عزام الأحد 07-02-2016 23:51

المصريون الذين برعوا في البناء منذ فجر التاريخ، وتركوا آثارا معمارية معجزة، عاجزين الآن عن تشييد أبنية أقل من العادية، شركات المقاولات المصرية التي بنت في الخليج وأفريقيا وأثببت كفاءة عالية، أين ذهبت؟ فلم نعد نثق إلا بما يتم عن طريق الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة، فهل هذا منطقي وهل يمكن لذلك الوضع أن يدوم طويلا؟

ماحدث لكوبري سوهاج لن يكون الحادث الأخير، فهو مجرد حلقة في سلسلة طويلة من الإهمال المدعوم بالفساد وإهدار المال العام، فلا عقوبات صارمة للمسؤولين ولا شفافية في التحقيقات معهم، ماحدث في سوهاج يشبه ما حدث في مستشفى رمد طنطا وأدى لاصابة عدد من المواطنين بالعمى، لاتعرف من المسؤول ولايتم تعويض الضحايا.

وينتهى الأمر بالنسيان حتى تأتي مصيبة جديدة تشغلنا لمدة أيام وهكذا دواليك، لامحاسبة ولامتابعة ولامحاولة لوضع حد لمثل هذه الحوادث، تعودنا على تدني مستوى الخدمات المقدمة من الحكومة للشعب، ورضينا بالهم لكن الهم لم يرضى بنا، الحكومة ملت من الأعباء التي تثقل كاهلها، تريد أن تتخفف، الحديث عن رفع الدعم عن السلع والخدمات وتسعيرها بأسعار التكلفة الحقيقية سيتم تطبيقه، بدأنا بالمحروقات والكهرباء ثم المياه ثم تذكرة المترو والتعليم الجامعي.. الخ.

رفع الدعم وفرض المزيد من الضرائب، هما أسلوب الحكومة التقليدى لتقليل العجز في الميزانية، وفي المقابل لانجد ترشيد في الانفاق الحكومي، ولا إيقاف لنزيف هدر المال العام، ولم نسمع عن إجراءات فعالة لمحاربة الفساد وفضح الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة بقوانين تفصيل في عصر مبارك، وليس هناك تصور واضح عن اقتصاد مصر ودور الدولة في المرحلة القادمة ودور القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي.

هل يمكن أن يستمر الحال هكذا؟... الرئيس مرهق والحكومة مرهقة والشعب أكثرهم ارهاقا، فما الحل؟

الرئيس تحدث كثيرا عن الخراب الذي حل بمصر، حتى باتت اشلاء دولة على حد تعبيره، فكيف يمكن لهذه الدولة ان تتعافى من أمراضها؟ كيف يمكن ان يشعر كل مواطن أن حقه مصان، كيف يمكن للمواطن الصالح أن يقتنع أن دولته ترحب به وأن الأولى بالرعاية من الفاسد صاحب الصوت العالى والظهر القوى؟

الحكومة حريصه على حقها ولاتنساه ولو بعد سنين، أما المواطن فلو ضاع حقه لايعرف كيفية الحصول عليه؟.

ليس بالنوايا الحسنة تدار الدول ولا بالحديث عن التكاتف والتحمل والصبر، ولكن بقوانين وتشريعات تعطى الفرصة للشرفاء بالعمل والنمو وتقطع أذرع أخطبوط الفساد...حينذاك سنعود أحسن ناس كما تغنت داليدا بكلمات صلاح جاهين من 37 سنة .

ektebly@hotmail.com