ياسين رؤوف يكتب .. الفرصة الأخيرة للكرد

اخبار الأحد 07-02-2016 21:17

سابقاً وفى بدايات الثورة الكردية، وبعد النهاية المأساوية للثورة الكردية فى سنة 1975، بتدبير ومؤامرة من قبل صدام حسين وشاه إيران، كانت أولى أدبيات الثوار الكرد بقياداتهم وأعضائهم مبنية على أساس ألا صديق للكرد وثورته سوى جبال كردستان، لذلك كان الاعتماد الكلى على جبال كردستان الوعرة ووديانها الصعبة والملتوية ودهاليز كهوفها المعتمة.

أما الآن وبعد ما أثبتته الأيام من بطولات وتصدٍ ومقاومة فريدة من نوعها وإدارة ذاتية شبه حرة وشبه حرية، كانت موجودة فى كردستان التى تسمى بكردستان العراق، أصبح أصدقاء الكرد وثورتهم من الصف الأول فى قيادات العالم الحر والقوى العظمى وملفاتهم على طاولة كل الاجتماعات الدولية، سواء عسكرية أو سياسية أو مخابراتية.

فقبل أيام قليلة مضت كان آخر من أشاد بالدور الكردى فى التصدى لإرهاب داعش هو أقوى رجل فى العالم، والذى هو فلاديمير بوتين، وقبلها رأينا رئيس فرنسا وهو يستقبل ثوار غربى كردستان فى قصر الإليزيه، والآن وأمامنا ديفيد كاميرن، رئيس وزراء بريطانيا، ويشيد بدور الكرد، ويعتبر قواتهم جزءا من قوات بريطانيا العظمى، ويقول «إنهم من قواتنا الموجودة على الساحة»، وكثيرا ما سمعنا الرئيس أوباما وقياداته العسكرية والسياسية والدبلوماسية وأعضاء مجلسى النواب والكونجرس الأمريكيين يشيدون بالبيشمركة، ويصفون القوات الكردية والإدارة الذاتية الكردية بأنها القوة المتصدية الوحيدة، والإدارة الذاتية النموذجية فى المنطقة.

وكثيراً ما نرى ورأينا على صفحات فيسبوك والتواصل الاجتماعى والقنوات العالمية الفضائية وصفحات الجرائد المشهورة فى العالم، الإشادة بالقوات النسائية المرابضة على جبهات الحرب ضد داعش، ويحكون عن قصصهم البطولية ويسربون أخبارهم المبشرة بالخير ويفتخرون بمساعداتهم لهذه القوات.

والعالم كله يشيد بالعدالة والمساواة الموجودة بين الرجال والنساء، سواء على المستوى الاجتماعى أو الثقافى أو قواتها المسلحة ضد تنظيم داعش الإرهابى.

إذن الكل متفق والكل وبالإجماع اتفقوا أن الكرد لهم أصدقاء ومساندون، وهناك قوى عالمية وراءهم تساندهم وتؤازرهم وتعاونهم لتكوين كيانهم الحر ودولتهم الفتية والديمقراطية، والكل متفق على أن للكرد ثروتهم النفطية والغازية التى تفيد الأجيال القادمة ولأكثر من 100 عام مقبلة، والكل متفق على أنه فى التوزيع الجديد للشرق الأوسط الجديد سيكون للكرد دولتهم وكيانهم المستقل.

لكن وألف لكن ويا للحسرة أين الكرد أنفسهم؟ وأين قياداتهم الكفؤة للعصر؟ وأين تفاهمهم فيما بينهم؟ وأين زعاماتهم المدعاة بالزعامات التاريخية؟

فهل ياترى للكرد قيادات وفى هذا الظرف بالذات على قدر هذه المسؤولية التاريخية والمفصلية؟ وهل القيادات الموجودة حاليا، سواء فى جنوب كردستان بالذات أو غربها أو شمالها أو شرقها حتى، أو فى داخل قواتها البيشمركة أو pyd أو ypg أو pkk، قيادات ممكن الاعتماد عليها؟

فيا ترى هل من مخاطب للغرب والقوى العظمى فى داخل القيادات الحالية الكردية، أن يستقبل الضيف والمخاطب العالمى لكى يكون شريكا ومفاوضا حقيقيا ليجلس على مائدة توزيع الكعكة الشرق أوسطية التى ستتوزع بعد الانتهاء من داعش؟

فيا ترى هل داخل القيادات الحالية الكردية، وخصوصا فى جنوب كردستان، هناك قائد أو زعيم متفق عليه من قبل شعب كردستان، أو على الأقل من قبل القيادات المحلية الموجودة على الساحة؟

فيا ترى هل الزعامات المزعومة من داخل أحزابهم أو من داخل قرارة نفوسهم، والذين يعتبرون أنفسهم قيادات أو زعامات تاريخية للثورة الكردية أو للشعب الكردى، من استطاع أن يجعل من نفسه زعيما متفقا عليه بحكم حكمته وقيادته وشخصيته، أو بحكم عدالته فى النظر إلى جميع القوى والأحزاب بنظرة الأب الروحى أو الزعيم الذى لا يصغر نفسه داخل حزبه؟

بصراحة أنا أشك فى كل التساؤلات التى أظهرتها، وأشك فى أن أرى ولو بالبصيرة وليس البصر وجود هذه القيادات التى تكون عند المسؤولية التاريخية، والتى تستطيع أن تعبر بالشعب الكردى وسفينته إلى بر الأمان فى هذا البحر ذات الأمواج المتلاطمة، والحرب التى لا تبقى ولا تذر، إلا وتسبب بتوزيع جديد وخريطة جديدة ودول أخرى ونترك الواقع للزمن ليحكم فيه وعليه.

ممثل الاتحاد الوطنى الكردستانى بالقاهرة