أمين الجامعة العربية استغل «إعمار غزة» لمصالحة عربية شاملة بدأت بـ«الثلاثية» وتنتهى فى الدوحة

الخميس 05-03-2009 00:00

استغل عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، مؤتمر إعادة إعمار غزة فى جمع عدد من الفرقاء العرب، تمهيدا لاعتماد مصالحة شاملة قبيل قمة الدوحة نهاية الشهر الجارى.

بدأت جهود موسى فى هذا المجال بالتنسيق مع القاهرة والرياض والكويت بزيارة لدمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد، رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية، والتى جاءت فى إطار جولتين عربيتين لعدد من العواصم العربية.

وأثارت تصريحات موسى جوا من التفاؤل بقرب تحقيق المصالحة العربية، وذلك عقب اللقاء الثلاثى الذى جمع بين وزراء خارجية مصر والسعودية وسوريا، والتى أكد فيها أن الجو العربى حاليا أصبح أقل توترا، مشيرا إلى أن هناك رغبة ونية فى التفاهم بين الدول العربية وذلك بعد يومين من نجاح موسى فى إقناع وزراء خارجية سوريا وقطر بالمشاركة فى مؤتمر شرم الشيخ الأخير.

وقال موسى عقب الاجتماع المشترك الذى عقده فى ختام أعمال الدورة 131 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، إن هذا هو طابع المناقشات التى دارت أمس، حيث عقدت اجتماعات ثنائية وثلاثية ورباعية على هامش الاجتماع، مشيرا إلى أن كل هذه الاجتماعات أظهرت طابع التفاهم بين الدول العربية.

وأضاف أن مجلس وزراء الخارجية العرب عقد جلسة مغلقة خصصت لمناقشة ورقة عمل قدمها الأمين العام للجامعة العربية تضمنت مقترحات معينة للتعامل مع التحديات التى تواجه المنطقة، وأنه تم الاتفاق على عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب قبل قمة الدوحة.

وأوضح موسى أن هذه الورقة فيها عدد من الخطوات قد تساعدنا جميعا إذا استطعنا تحقيقها، وستكون هناك خطوات جيدة على طريق التضامن العربى.

كان اللافت إصرار موسى على التمسك بالأمل رغم جو التشاؤم الذى كان يسيطر على الجميع.

وقام موسى بجولتين مهمتين ومتعاقبتين فى عدد من العواصم العربية لتقريب وجهات النظر خلال شهر فبراير الماضى شملت الأولى قطر واليمن والأردن، حيث أكد أنها جاءت بنتائج ايجابية، وأنها تتطرق إلى مواضيع الاختلاف فيما بين الدول العربية.

كما لم ينكر الرجل وجود صعوبات تعترض جهود المصالحة العربية وتنقية الأجواء ثم تبعها بجولته الثانية التى شملت السعودية وسوريا، معلنا أن جولته تأتى فى إطار ترميم الموقف العربى الذى يحتاج إلى عملية ترميم كبيرة.

جاء اللقاء الثلاثى بين أبوالغيط والفيصل والمعلم كأنه تتويج لجهود موسى ومؤشر قوى على اقتراب تحقيق المصالحة العربية، حيث أعلن الأمين العام، حينما سئل عن فرص تحقيق المصالحة العربية فى ضوء اللقاء الثلاثى المصرى السعودى السورى، أن كل ما نقوم به حاليا هو لضمان أن تكون قمة قطر ناجحة، ويوجد حاليا تحرك إيجابى لتنقية الأجواء العربية.

وأضاف موسى أنه قدم مقترحات لدراستها ومناقشتها من الوزراء العرب قبل انعقاد القمة العربية فى الدوحة نهاية الشهر الجارى.

كان الأمين العام يركز جهوده للتأكيد على أن المرحلة الراهنة وازدياد التحديات السياسية التى تواجه العالم العربى فى فلسطين والعراق والصومال ولبنان والسودان.. بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية التى فرضتها الأزمة المالية والاقتصادية العالمية تقتضى تعاونا وتنسيقا عربيا يصعب تحقيقه دون وجود مصالحة عربية، مؤكدا أن المسألة ليست مسألة تفاؤل وتشاؤم وإنما حتمية التعاون العربى.

وفى القمة الافتتاحية للمؤتمر الوزارى العربى، أعاد موسى تحذيره، مؤكدا أن التحديات التى تواجه الأمة العربية تقتضى منا جميعا أن نعمل على توحيد صفوفنا والارتقاء إلى مستوى تلك التحديات التى تواجهنا، وأن نسمو فوق خلافاتنا العربية.

وأوضح أن المنطقة العربية شهدت على مدار الفترات السابقة عددا من الأحداث الخطيرة التى هددت أمن منطقة الشرق الأوسط، أبرزها العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، لافتا إلى أن ذلك يتطلب منا جميعا ضرورة توحيد الصف العربى واحتواء الخلافات العربية العربية للحيلولة دون تهديد أمن المنطقة ومستقبل بلادها.