لم أر أو أسمع أو أقرأ أن أى ناد صغير أو كبير فى العالم أجمع يقيل مديره الفنى رغم فوزه بلقبى الدورى والكأس فى موسم واحد مثلما فعل نادى الزمالك مع فيريرا، والنتيجة سوء العروض والنتائج منذ رحيله، ومن بعده باتشوكا وإسناد المهمة إلى أحمد حسام «ميدو»، وشتان بين خبرة وطرق اللعب بين الاثنين، فالأول «فيريرا» يحمل أعلى شهادات التدريب، ويملك شخصية قوية وخبرة طويلة تمتد إلى نحو 33 سنة من خلال تدريبه لنحو 19 نادياً أشهرها «بورتو» الذى قاده للفوز بالدورى ثلاث مرات ومرتين بالكأس وواحدة للسوبر، كما فاز بلقب أحسن مدرب فى البرتغال ثلاث مرات متتالية، أما «ميدو» فسجله يضم الفوز بكأس مصر فقط، كما أنه يحمل شهادة التدريب الأولى من الفئة (ج)، والأدهى والأمر أن الثقة بالنفس تملكت منه من خلال تعليقاته غير المقبولة والمتكررة بالهجوم على تاريخ زملائه من النجوم الذين احترفوا فى الخارج، سواء القدامى من أمثال أحمد حسن، عميد لاعبى العالم، وهانى رمزى وياسر رضوان ومحمد عمارة، والجدد من أمثال محمد صلاح والننى والمحمدى، ووصل الأمر إلى النجوم المعتزلين وعلى رأسهم أبوتريكة، والأغرب أن «ميدو» استباح لنفسه الهجوم عليهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، والتى حرمها على لاعبيه وفرض عليهم غرامات باهظة، أما الأغرب فهو أن ميدو لا يتقبل الهزيمة أو حتى التعادل، ويعبر عنهما من خلال السباب والاشتباكات التى وقعت بينه وبين مدرب سموحة، وتم إيقافه فى مباراة الإسماعيلى التالية التى جلس خلالها فى المدرجات، واختار حازم إمام لقيادة اللقاء من الملعب لأول مرة،
وهو خطأ جسيم، وكان من المفروض والطبيعى قيادة محمد صلاح، المدرب العام، للمباراة على اعتبار أنه الأكثر خبرة ودراية فى إدارة المباريات، مع احترامى الكبير لحازم لقلة خبرته ميدانياً ونجاحه الكبير كمحلل، كما سمح ميدو لرئيس النادى بالتدخل فى الأمور الفنية من التشكيل وخطط اللعب وبيع وشراء وإعارة اللاعبين، وقد وصل الأمر إلى اجتماع الرئيس باللاعبين مؤخراً دون حضور الجهاز الفنى، وهو أمر مرفوض فى العالم أجمع، وقد انعكست كل هذه الأخطاء، وكان لها تأثير كبير على الحالة النفسية للاعبين، ومن العجيب والغريب أن «ميدو» ادعى فى تصريحاته الصحفية المتكررة بأنه يتعرض فى الوقت الحالى إلى حملة شرسة ضده من أجل إيقاف مسيرة الفريق.. يا كابتن ميدو هناك نجوم أكبر وأشهر منك فى العالم فشلوا فى التدريب، وعلى رأسهم مارادونا، وهناك آخرون اعتزلوا بهدوء مثل بيليه، والسؤال الأخير لـ«العالمى»: هل تستبيح لنفسك النقد والهجوم على الآخرين ولا تتقبل نقدهم لك؟ وفقاً للحكمة القديمة «إياك والغرور فإنه يظهر عيوبك كلها للناس ولا يخفيها إلا عليك».