لم يتصور أحد أن ذلك الشخص، الذى ظهر لمدة 5 ثوان، فى الجزء الثانى من الفيلم الكوميدى الشهير «Home Alone2» ليجيب بـ4 كلمات على سؤال بطل الفيلم، الطفل، كيفن ماكليستر، عن «لوبى» فندق بنيويورك، بجملة: «أسفل القاعة وإلى اليسار»، سيكون دونالد ترامب، الساعى للترشح باسم الحزب الجمهورى للانتخابات الرئاسية، ويتصدر استطلاعات الرأى. فحين أعلن فى 2015 عن نيته الترشح للرئاسة، واعدا بـ«جعل أمريكا عظيمة مجددا»، مبديا عدم رضاه عن مكانة بلاده التى وصفها بأنها «أصبحت مكبا لمشاكل الآخرين»، كانت مفاجأة للجميع بسبب عدم ممارسته السياسة.
واستطاع ترامب، نجل رجل أعمال فى قطاع العقارات فى نيويورك، والذى جمع ثروته فى تشييد الفنادق والكازينوهات الفخمة التى تحمل اسمه، أن يصنع اسما فى عالم السياسة فى فترة وجيزة بسبب تصريحاته الصاخبة، مثل أن «دعم ناخبيه لترشحه للرئاسة لن يهتز حتى لو أطلق النار فى حشد من البشر»، ودعوته لإباحة الماريجوانا، وترحيل ملايين المهاجرين، ومنع المسلمين من دخول أمريكا حتى لا تتكرر هجمات 11 سبتمبر». فالملياردير الأمريكى تعهد ببناء سور على الحدود مع المكسيك تتكلف الأخيرة بناءه طالبا انسحاب قوات بلاده من أفغانستان للدفاع عن إسرائيل وتعزيز تواجدها فى بحر الصين، مطالبا السعودية بأن تدفع إذا أرادت حمايتها من إيران، كما امتدح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. ولعل أغرب ما يلفت الانتباه لترامب تسريحة شعره، فالبعض يشكك فى أنه أصلع ويرتدى «باروكة».
ومع ذلك تمكن الملياردير البالغ من العمر 69 عاما، بتصريحاته الصاخبة من أن يغير مسار الحملة الانتخابية ويحتل صدارة المتنافسين الجمهوريين وفرض نفسه كمرشح لا يمكن تجاوزه رغم استياء الحزب، فالمرشح الشعبوى اقتحم عالم السياسة بقوة مفرطة بإيمانه فى نفسه وتجرؤه على قول أى شىء، »، ولا يتوقف عن توجيه الشتائم والسخرية من منافسيه، واصفا تيد كروز بأنه «شرير»، وجيب بوش بأنه «سخيف مثير للشفقة»، وهيلارى كلينتون بأنها «كاذبة»، وبيرنى ساندرز بأنه «كارثة». واتهمه محافظون بأنه «انتهازى سياسيا» ويعانى «جهلا استثنائيا» و«دجال» و«أنانى وفارغ»، وترامب هاوى ممارسة المصارعة الحرة يعانى من التقلب السياسى بعد أن كان ديمقراطيا ثم جمهوريا، ووضع الجمهوريين فى مأزق لتصدره نوايا التصويت، وهاجم قادة الحزب الجمهورى الذين سعوا للتوافق على بديل له فى حال نجاحه فى الانتخابات التمهيدية، وقال: «أعتقد أننى القادر على هزيمة هيلارى».