لا يحدث إلا فى مصر!
إذا غضب الضباط والأمناء، لأى سبب، أغلقوا قسم الشرطة بالجنازير.. مفيش النهارده!
وإذا غضب الأطباء لأى سبب كان، أغلقوا المستشفى فى وجوه المرضى.. خلاص شطَّبنا!
وأذا غضبت الدولة من شباب الألتراس، بسبب هتافات معادية، أغلقت الاستاد.. بطَّلنا!
فهل يُعقل هذا؟.. هل تتخيل أن تُصبح المرافق العامة لعبة فى يد القائمين عليها؟.. هل سمعتم عن أطباء فى بلاد الماو ماو أغلقوا أى مستشفى، لأنهم فى معركة مرتبات أو حوافز أو بدلات أو خلافه مع الدولة أو الناس؟!.. فقط فى مصر بعد الثورة.. صدر القرار من النقابة بإغلاق المستشفى، لأن مشكلة نشبت بين الأطباء وأمناء شرطة.. كأنه تابع للأطباء وليس للدولة!.. فهل تملك النقابة حق الإغلاق بالضبة والمفتاح؟!
حدث أيضاً شىء مشابه فى قسم شرطة دار السلام.. تم نقل مأمور القسم، فقرر الضباط والأمناء إغلاق القسم بالجنازير.. ابقى قابلونا بقى!.. كأنه قسم قطاع خاص.. مش هنشتغل.. بطَّلنا.. مفيش النهارده.. لازم يرجع المأمور.. إيه ده؟.. اسمه إيه؟.. اسمه بلطجة وقبلية وفتونة واستعراض قوة.. وربما انتهازية.. طبعاً ليست هذه أول مرة تُغلق فيها الأقسام والمديريات.. ياما شفنا بعد الثورة.. فهل الحل هو الطبطبة؟!
هل كانت حكايات إغلاق المستشفيات والمديريات والأقسام نوعاً من المحاكاة والتماهى مع قرارات حكومية بإغلاق الاستادات مثلاً؟.. هل كل واحد أصبح يفعل ما يشاء؟.. أين هيبة الدولة؟.. وأين هيبة القانون؟.. كيف يُغلق الأطباء مستشفى المطرية؟.. الإجابة لأن أحداً لم يحاسب أحداً، عندما أغلقوا طوارئ قصر العينى من قبل.. لم يقل لهم أحد: عيب.. لم يُحاكم أبدا مَن اتخذ قرار الإغلاق بالضبة والمفتاح!
الناس فى حالة ذهول.. الرأى العام غاضب إلى درجة الغليان.. إغلاق قسم الشرطة يُعطل مصالح الناس.. ليس ملكاً للضباط وأمناء الشرطة.. إغلاق المستشفى جريمة.. علاج لخطأ بخطيئة.. إغلاق الاستاد لا يقل عن هذه الخطايا.. إساءة استعمال السلطة من جانب الدولة.. ليست كل جماهير الكرة من الألتراس.. لابد من فتح المستشفيات والأقسام والمديريات والاستادات للجماهير.. لأنها ملك الجماهير فقط!
تلقيت رسالة من د. يحيى نور الدين طراف.. يقول صاحبها: «تواترت أنباء أن النائب العام قد أمر بفتح مستشفى المطرية، والتحقيق فى أسباب إغلاقه.. فإذا كانت من سلطات النائب العام فتح المرافق والمنشآت العامة المغلقة فى وجوه الجماهير، حتى تمارس الجماهير حقها الطبيعى فى ارتيادها والانتفاع بها، فلماذا لا يأمر سيادته كذلك بفتح استادات وملاعب الكرة، حتى ترتادها جماهير الكرة المصرية؟!».
ويضيف ساخراً: «أليس من حقنا مشاهدة مباريات الدورى العام من المدرجات، مثل كل شعوب الأرض؟.. للأسف أصبحنا بصدد دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وكتب الغرائب والطرائف، لخلو المباريات المزمن من جماهير الكرة!».. فهل يطول بنا الوقت؟.. وهل تصبح حكايات الإغلاق من التاريخ؟.. هل يفهم هؤلاء جميعاً أن هذه المرافق ملك للناس، وليست ملكاً للأطباء ولا للضباط ولا للحكومة نفسها؟!
افتح يا سمسم!