سيدى الرئيس.. والنبى تزعل!

غادة شريف الخميس 04-02-2016 21:33

ربما تكون هذه هى المشكلة!.. الرئيس «مابيزعلش من حد».. أد إيه هذا الراجل طيب وإنسان.. لكن مع مين؟.. هذا هو المهم!.. جميع الخطائين فرحوا بكلمة الرئيس.. كل واحد خايف من عملته.. الكاتب الذى ينتقد بتعنت، أو كاتب لسانه طويل زيك كده يا حمادة.. أو معارض جارح.. كلنا فرحنا بتلك العبارة التى سنختبئ خلفها ونمدد ع الزراعية.. لكن فرح معنا أيضا كل مسؤول مقصر فى أداء عمله، كل موظف مرتشٍ.. لقد سبق ولمح الرئيس عن سعة صدره هذه عندما تحدث بأسى عن المسؤولين المرتعشين الذين يخشون توقيع أى ورقة خشية السجن.. يومها قال الرئيس: خلاص هامضى أنا وأدخل السجن!.. ضحكنا جميعا، لكن هل تعمق أحد فى تلك الحقيقة؟.. لماذا يخشى المسؤولون التوقيع لو كان الورق سليماً؟.. ولو كان الورق غير سليم فكيف صعد إدارياً حتى وصل لطلب توقيع الوزير؟.. هذا معناه أننا نضع الجهلاء فى مواقع المسؤولية!.. ولأنهم لا يعلمون إذا ما كان المعروض عليهم سليماً أم أنه فخ وكمين لذلك فهم بياخدوها من قصيره ويمتنعون عن التوقيع!.. إذن هنا مربط الفرس.. وضع من لا يستحق فى المنصب، وهذا بالضبط ما سبق وأشار إليه الرئيس بأنه نوع من أنواع الفساد.. طيب ومين اللى جاب المسؤول ده يا حمادة وأجلسه على هذا الكرسى؟.. نرجع تانى ونقول: الأجهزة!.. إذن علينا أن نتوجه بالسؤال للسيد الرئيس: أما آن الأوان إنك تزعل من الأجهزة؟.. بعض الأجهزة الرقابية ترسل لك تقارير مضللة، منها ما يخص فساداً، ومنها ما يخص مرضى غلابة، ومع ذلك أنت لا تغضب!.. معظم بلاغات الفساد التى تصل إلى مؤسستنا «إحنا معاك» لحماية المبلغين عن الفساد، نكتشف أن بعض الأجهزة كتبت فيها تقارير للرئاسة بأنها «تصور خاطئ»، أو أن المبلغ والمبلغ عنه كلاهما غلطان، وهو ما يثبت لنا بعد ذلك أنه مناف للحقيقة!.. فلماذا لا تغضب يا سيدى من تلك الأجهزة؟.. لماذا لا يتم عقاب من كتب لك التقرير المضلل؟.. بعض الأجهزة ترشح لك شخصيات فى مناصب رفيعة يثبت لنا بعد ذلك مدى فشلها فى أداء وظيفتها، فلماذا لا يتم عقاب من تصدى من الأجهزة لتعيين هذا المسؤول الفاشل أو ذاك؟.. لماذا لا تغضب يا سيدى وتكرر الاستعانة بنفس الأجهزة فيكررون نفس الأخطاء؟!.. هل يرضيك يا سيدى أن يغتروا بكرم أخلاقك وسعة صدرك إلى هذه الدرجة الضارة بمصالح البلد؟.. ألم يقل الإمام على، رضى الله عنه، إن من أمن العقاب أساء الأدب؟.. لماذا أمنتهم العقاب يا سيدى؟.. لماذا لا تغضب من الأجهزة؟.. طيب جرب تخاصمهم ثلاثة أيام!.. لا عينيك تيجى فى عينهم ولا لسانك يخاطب لسانهم!.. جرب بس!.. والنبى ماهتخسر حاجة!.. هيعملوا إيه يعنى؟ هيبعتولك تقارير مضللة؟.. طب ما هم بيبعتوا!.. جرب تخاصمهم بس واثقل عليهم.. ماتديهمش وش.. تخيل لو كنت قاطعت عيد الشرطة ولم تحضر الاحتفال.. والله ما كان تم القبض على إسلام جاويش فى مهزلة لا تقل غباء عن مهزلة القبض على المهندس صلاح دياب وابنه.. لكنك يا سيدى بمنتهى سماحة الصدر توجه لبعضهم النصح بلغة السماحة التى لا يعرفونها ولم يتربوا عليها، فكيف يفهمونها؟.. ثم نراك يا سيدى تحضر احتفالهم متغاضيا عما فات بالأمس القريب فأصبح لديهم يقين راسخ أنك مابتزعلش، فانطلقوا يعبثون ولن يكون القبض على إسلام جاويش هو آخر العبث!.. جرب تزعل من شيخ الأزهر ووزير الأوقاف.. هل حتى تحدثت معهم عن إسلام البحيرى وفاطمة ناعوت؟

هل أخذت شيخ الأزهر على جنب وعنفته على الفكر المتطرف الموجود فى بعض مناهج الأزهر؟.. الأزهر والأوقاف أيضا يا سيدى تأكدوا أنك «مابتزعلش من حد»، فبالتالى هيجرُونا على طرة كاتب ورا التانى!.. جرب يا سيدى تزعل من بعض الأجهزة السيادية.. أعطهم ميعادا على كوبرى قصر النيل وماتروحش.. ستجد بعدها أن الانفلات الإعلامى اختفى، أم أنك يا سيدى لا تعلم أن الوجوه الشتامة واللعانة فى الإعلام محسوبة على الأجهزة؟.. ربما تكون قناعتك أن تتركنا جميعا لنخوض التجربة لآخرها، لكن هل تتحمل مصر ثمن تلك التجربة؟.. نحن بدأنا بالفعل ندفع ثمن تجربة تراخى الأزهر والأوقاف.. بدأنا ندفعه من دم أولادنا وشهدائنا من الجيش والشرطة.. فهل تعلم يا سيدى أنك لو جربت تعلن غضبك من الأزهر والأوقاف ستنقذ أرواح الكثير من حبات قلوبنا هؤلاء؟.. والنبى يا ريس تزعل من السالف ذكرهم الكل كليلة وتخاصمهم شوية.. طب ده حتى أحلى حاجة الصلح بعد الخصام!