أسدلت نيابة دار السلام الستار عن حادث مصرع رجل الأعمال محمد فرج الرواس وزوجته اللذين لقيا مصرعما في حادث على طريق كورنيش المعادى مؤخراً. ويأتى ذلك بعد أن أثير الكثير من الأقاويل والإشاعات التي انتشرت بكثرة داخل مجتمع السيارات، كما انتشرت صور الحادث على شبكة الإنترنت، وتناقلتها المواقع الإلكترونية، والصحف اليومية، لتبدأ مرحلة التكهنات.
وأنهت النيابة تلك التكهنات بعد صدور تقرير المعمل الجنائى واللجنة الهندسية التي كان قد تم تشكيلها من مجموعة من أعضاء هيئة تدريس كلية الهندسة. وجاء فيها أنه تعذر إجراء المعاينة نظراً للحريق الذي أتى على السيارة المرسيدس التي كانا يستقلاناها بالكامل؛ وبالتالى فشلت محاولات معرفة أسباب الحادث الذي أودى بحياتهما. وعلى خلفية الحادث برز تحليل «فنى» إلى حد ما ورأى تشارك فيه كثيرون وهو أن السبب وراء الحادث الذي أدى إلى تفحم السيارة كان انفجار بطاريات الليثيوم-أيون التي تخزن طاقة السيارات الهجينة والكهربائية. وبرزت عدة تحليلات وتلميحات أخرى بأن الحادث لم يكن سوى عملية اغتيال مدبرة، ولكن تبقى الحقيقة أن الحادث يمثل لغزاً كبيراً! فلا يستطيع أحد أن يجزم بمعرفته أسباب وقوع الحادث، وإن اجتهد البعض في التفسير، فمن الناحية «الفنية» فكرة انفجار البطارية كسبب رئيسى للحادث قد تكون مستبعدة إلى حد كبير، فمن الواضح أن السيارة اشتعلت دون التدخل السريع لمحاولة إطفائها حتى التهمتها النيران بهذا الشكل. ففكرة انفجار البطارية ذهب إليها البعض لسوء أحوال الطرق المصرية؛ مفسرا أن البطاريات تأثرت أو تضررت من الاهتزاز الذي ينتج عن الجودة المتدنية للطرق في بلدنا.
وتلك الفكرة ليست مبنية على أي أساس علمى، لأن البطاريات محمية بشكل جيد جداً داخل السيارة، ومن الجدير بالذكر أن بطاريات الليثيوم أصبحت جزءاً من سيارات سباق التحمل Le Mans 24h التي أصبحت سيارات هجينة، وتتعرض لظروف قاسية جدا خلال السباقات وذلك لم يشكل مانعا عن عملها على مدار يوم كامل ولا تشتعل حتى مع وقوع حوادث. لذلك يظل حادث الرواس لغزاً محيراً، ومن المؤكد أن الأيام القادمة سوف تكشف المزيد من الأسرار حول الحادث الذي أدى إلى تفحم السيارة ومصرع من فيها.