«زي النهارده».. الاحتلال البريطاني يحاصر قصر عابدين 4 فبراير 1942

كتب: ماهر حسن الخميس 04-02-2016 07:07

حاصر الاحتلال البريطاني قصر عابدين بالدبابات «زي النهارده» 4 فبراير 1942، على إثر استقالة وزارة حسين سري باشا، وكانت نية الإنجليز اتجهت خلال الحرب العالمية الثانية إلى إسناد الوزارة إلى النحاس، وكان السفير البريطاني «لورد كيلرن» قد طلب هذا من الملك فاروق الذي قام باستدعاء النحاس في 3 فبراير 1942 وعرض عليه تأليف وزارة قومية برئاسته لكن النحاس اعتذر، وعلم السفير البريطاني واستدعى رئيس الديوان الملكي «أحمد حسنين» وطلب إليه أن يرفع إلى الملك نصيحة السفير بتكليف النحاس بالوزارة.

ودُعي رؤساء الأحزاب وبعض الشخصيات البارزة إلى الاجتماع في سراي عابدين، وقام السفير بتسليم إنذار لحسنين باشا لتقديمه للملك فاروق وكان نصه: «إذا لم أسمع قبل الساعة السادسة مساء أن النحاس باشا قد دعي لتأليف وزارة يجب أن يتحمل الملك ما يترتب على ذلك من نتائج»، وانتهى المجتمعون إلى الاحتجاج على الإنذار ووقع الجميع عليه وأقره وحمله رئيس الديوان إلى السفير البريطاني.

لم يعتبر السفير الاحتجاج ردا وأعلن أنه سيحضر لمقابلة الملك في التاسعة مساء، وحاصرت الدبابات البريطانية قصر عابدين وحضر السفير مع قائد القوات البريطانية في مصر وبعض الضباط البريطانيين مسلحين، ودخلا إلى غرفة الملك واجتمعا به بحضور أحمد حسنين وكان السفير يحمل ورقة بالتنازل عن العرش فاختلى أحمد حسنين بالملك ونصحه بقبول الإنذار فقبله.

وعاد السفير ومن معه إلى مقر السفارة وتم استدعاء الزعماء ثانية وحضروا في العاشرة مساء وعاود الملك تكليف «النحاس» بتشكيل الوزارة فاعتذر النحاس وأصر الملك، عندئذ قال أحمد ماهر: «أما وقد قبلها فإني أعلن في حضرة مليك البلاد أن النحاس باشا يتولى الحكم الليلة مستندا إلى أسنة رماح الإنجليز»، فقال النحاس: «لست أنا الذي يستند إلى أسنة الرماح» فقال إسماعيل صدقي: «أظن أن رفعتكم وصلتم إلى هنا بعد انصراف الدبابات!»، فتدخل الملك وكرر أمره إلى «النحاس» بتأليف الوزارة وطلب إليه أن يذهب إلى السفير البريطاني ويبلغه بنبأ تكليفه بتأليف الوزارة.

ذهب «النحاس» وعاد إلى القصر الملكي، وقبل الوزارة فذهب إلى دار صهره أحمد بك حسين بالجيزة واجتمع ببعض أعضاء حزبه فاتفقوا على أن يكتب النحاس إلى السفير بسحب الإنذار فإذا جاء الرد بسحبه شرع في تشكيل الوزارة، وقد قبل الإنجليز هذا الحل الشكلي.

وقالت الكاتبة فريدة الشوباشى، إن ما حدث في 4 فبراير في الاجبار لتغيير وزاري كان يصور أنه طبقا لإرادة الشعب ولكن في الواقع هو كان لارادة الإنجليز، فلم يكن المندوب السامي يعمل لصالح مصر على الإطلاق بل كان دائما يعمل لصالحه الشخصي.وتابعت «الشوباشي»، بالمقارنة بالوضع الحالي لم تستقل ارادتنا إلا بعد ثورة 23 يوليو وكانت تأتى حكومة تليها حكومة لتنفيذ مطالب الشعب ولكن حكومة اليوم لم تلبي احتياجات الشعب ولكنها على الأقل لا تضر مصر مثلما كان يحدث قديما.

وأوضحت، كل الطاقات الحقيقية مهدرة ولم تستغل حتى الآن وعلى سبيل المثال وليس الحصر مشكلة القمامة ولو عملنا مصنع للقمامة سوف يساعد على نظافة الشوارع بالاضافة لحل مشكلة البطالة وطالبت«الشوباشي» بحكومة ترشد فقط وتعمل على ذلك وتستغل الطاقات مشيرة إن في هذه الحالة لا تحتاج اللجوء للخارج مثلما كان يحدث في جكومة الوفد سنة 1942.