أعدموووهم!

محمد أمين الأربعاء 03-02-2016 21:45

لا أتحدث عن إعدام الإخوان والإرهابيين وحدهم، ولا أتحدث عن إعدام كل من حمل السلاح على الجيش والشرطة فقط.. إنما أتحدث هنا عن الفاسدين أيضاً.. إعدامهم واجب ودماؤهم حلال.. فقد استباحوا كل شىء، ونهبوا البلاد بلا رحمة.. الفساد نفسه نوع من الإرهاب.. لا ينبغى التجاوز عنه.. انهيار كوبرى الجامعة بسوهاج نموذج صارخ على الفساد.. فما جرى لا ينبغى أن نتعامل معه بالقانون العادى!

غير معقول ولا مُتخيَّل أن ينهار الكوبرى بعد 7 أشهر.. معناه أنه لا يوجد مهندس أشرف، ولا مهندس نفَّذ، ولا مهندس تابع، ولا مهندس استلم.. معناه أن كل هؤلاء يستحقون الشنق فوق الكوبرى نفسه.. معناه أن الهندسة راحت عليها.. ومعناه أننا فى «زمن الدهاكة».. وحتى الدهاكة كانت لها أصول.. لمن لا يعرف الدهاكة كان الريفيون يستخدمونها بدقة وصنعة.. الآن الطرق والكبارى «دهاكة» من نوع ردىء!

نستطيع أن نُغيِّر القانون ليصل إلى الإعدام.. أعرف أن أقصى شىء يفعله محافظ فى قضية فساد هو إحالتها للنيابة.. وأعرف أن محافظ سوهاج أحال انهيار الكوبرى إلى النيابة.. وهكذا تنتهى مهمة المحافظ لتبدأ مهمة النيابة بحبس المقاول.. هذا هو القانون العادى.. لكن مشهد الانهيار نفسه يحتاج إلى قانون آخر.. لا يقف عند حد الحبس، وإنما يمتد إلى تنفيذ حكم الإعدام لمعدومى الضمير فى مكان الجريمة!

حين تتفحص صور الكوبرى سيفور دمك، ويضرب فى نافوخك.. ستشعر أن هناك من يستغل انشغالنا بالإرهاب والإخوان والألتراس.. ستشعر أن هناك من يسرقنا بعقد رسمى ويعمل فى وضح النهار بلا خوف.. المهنة أصبحت أقرب إلى «الدهاكة».. ليس فيها هندسة طرق، ولا هندسة كبارى.. وقس على ذلك باقى الطرق فى مصر.. ربما من بشاعة السرقة فى سوهاج ربنا فضح المقاول بدرى بدرى!

بالمصادفة، كنت أشاهد فيديو لأحد الطرق فى اليابان.. عندما تمشى عليه السيارات يعزف موسيقى.. ليس فى «قلب طوكيو».. ولكنه طريق يشبه الطريق الدائرى عندنا.. فأين نحن من اليابان؟.. أين طريقنا الدائرى من طريق يعزف الموسيقى؟.. عندنا تعزف الطرق موسيقى جنائزية.. من يمر عليها نقرأ عليه الفاتحة.. الانهيارات فى الطرق تبلع السيارات، ورئيس الهيئة يرى أنها مفيدة لتخفيض السرعة!

كيف ينهار كوبرى بعد سبعة أشهر؟.. عندنا «كبارى» من أيام الإنجليز، كما هى.. لم يكن الإنجليز يعرفون الغش.. الانهيارات فى الطرق والكبارى تؤكد أن المقاول يستخدم الردم فقط.. يستخدم الدبش فقط.. ثم يُحاسب على الملايين.. وما أدراك من هو مقاول الطرق والكبارى؟.. لا تقل إنه يدفع لمسؤولين.. هاتوهم جميعاً فى الكلابشات.. جرّسوهم أولاً فى الشوارع.. صادروا أموالهم، ثم أعدموهم فى المكان نفسه!

الحبس وحده لا يكفى، ولا مصادرة الأموال تكفى.. مرة واحدة «نعلّق» مقاول ومصر هتتعدل.. فلا تنشغلوا بالسياسة فقط.. الفساد لا يقل فى خطورته عن الإرهاب أبداً.. وعلى الإعلام أن يخرج من القاهرة إلى المحافظات.. وللأسف، اللصوص يعملون فى المناطق المهجورة من الإعلام.. أو تحت حمايته أحياناً!