«التفكير العشوائي هو الأقرب والأكثر حضورًا فس مجتمعنا وليس التفكير العلمي»، هذا ما أكده جمال غيطاس الكاتب الصحفي، في كلمته التي ألقاها خلال ندوة «التفكير العلمي في المواجهة» في معرض الكتاب، مساء أمس.
وقارن غيطاس بين التفكير العلمي والعشوائي قائلا: «التفكير العشوائي قائم على العاطفة وليس الموضوع، بينما العلمي يقوم على الموضوعية ويبحث دائمًا عن أسباب المشكلة، لكن التفكير العشوائس مبنس على النزعة الشخصية أو العصبية، ويستند إلى الخرافة والأساطير، ويقفز من فقرة إلى الأخرى دون منطق، ويوفر أدوات الرصد التي تناسبه، لكن التفكير العلمي يتسم بالترابط والأساس المنطقي».
وأوضح غيطاس، أن تأثير التفكير العلمي في المجتمعات المتقدمة، التجدد والإبداع، ويتسم بالاستقلالية والتحدي ونقد الواقع، وله رؤية عالمية على المستوى الإقليمي والعالمي، بينما تأثير التفكير العشوائي في مجتمعنا النمطية لا تتحرك على المستوى الإقليمي أو العالمي، ليس لديه خطة ويعيش اليوم بيومه.
وأشار غيطاس، إلى أننا نعاني بنقص في البنية التحتية للبحث العلمي، وأن الدولة أخرجته من أمنها القومي، وقال: «بناء على أحدث مؤشرات بيانات من البنك الدولي والأمم المتحدة ودافوس الاقتصادي، فوجئت بتفاوت كبير بين مؤشرات مصر واسرائيل، تفوقت اسرائيل على مصر من خلال ٦٠ معيارا من ٩٠ معيارا قورن خلالها بين مصر واسرائيل».
وضرب غيطاس مثالا، قائلاً: «فبالنسبة لجودة مؤسسات البحث العلمي احتلت مصر المركز ٩٩، بينما اسرائيل تصدرت المركز الثالث على مستوى العالم، أما في الانتاج العلمي احتلت مصر المركز ٩٥، بينما اسرائيل في المركز الثامن، وبالنسبة لحرية الصحافة احتلت مصر المركز٦٨، بينما إسرائيل في المركز السابع، أما نصيب الفرد فى مصر من إجمالي الناتج القومي ٦٥، بينما تصدرت إسرائيل المركز ٢٤، وعن براءة الاختراع فمصر في المركز ٦١، بينما إسرائيل تصدرت المركز ١٧».
وأضاف غيطاس أنه على الرغم من تميزنا بالمهندسين والعلماء إلا أن ترتيبنا على مستوى العالم وصل إلى ٥٣، بينما وصل في إسرائيل إلى ١٥، وهو ما يؤكد أننا أمام مجتمع فكره عشوائي غير منظم، على حد قوله.
وقال السيد ياسين الكاتب والباحث، أن المجتمع المصري متخلف إجتماعيًا واقتصاديًا وفكريًا، وعلينا مواجهة التخلف من خلال البحث العلمي، وتجدد المعرفة من خلال الباحث الذي إذا لم يعمل على ذلك فقد قيمته.
وهاجم ياسين الحكومة التي تمول مشاريع كبار الأعمال فقط، فظهرت شريحة كبيرة من الشباب عاجزة عن السكن والعمل والزواج، وقال: «هناك العشرات من رجال الأعمال بنوا ثرواتهم من عرق عامة الشعب، لذلك فإن مهمة الدولة خطيرة، فينبغي عليها ألا تمول مشاريع المستثمرين، مثل دولة فرنسا التي لا تمول مستثمر أو تقيم مشروعًا سياحيًا يستفيد منه القلة، وإنما تمول مشاريع الجماهير العريضة».
وأكد ياسين أنه لا يوجد لدينا رؤية استراتيجية مثل أمريكا أو إسرائيل أو حتى دولة ماليزيا، رغم أن هناك فرق بحثية قدمت رؤية واضحة، حتى يستطيع الشعب التعرف على الخطة التنموية التي وضعتها الحكومة خلال الأعوام القادمة.
وانتقد ياسين أصحاب القنوات الخاصة، الذين أسسوا قنوات لخدمة أغراضهم الشخصية فقط، وتحولت إلى منابر لنشر الفكر العشوائي، على حد وصفه.
وحول الوضع الطبقي في مصر، قال ياسين أننا أمام عشوائيات تقابلها منتجعات، نهب أصحابها ثروات الشعب المصري.