«التحدى».. كتاب عصرنا الذى يضع خارطة طريق لمجابهة التطرف والعنف

سمير فريد الثلاثاء 02-02-2016 21:24

شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب المنعقد حالياً فى أرض المعارض بحى «مدينة نصر» صدور كتاب الدكتور إسماعيل سراج الدين الجديد «التحدى: رؤية ثقافية لمجابهة التطرف والعنف» عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

يأتى الكتاب فى موعده تماماً، بعد أن وصل الأمر إلى وجود «دولة» للتطرف والعنف باسم الإسلام تدعى «داعش»، وهى الحروف الأولى من اسمها «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، وبعد أن أصبح الإسلام مقروناً بالتطرف والعنف عند عامة الناس فى كل مكان، وصار المشكلة الأولى فى كل قارات العالم.

إنه كتاب عصرنا الذى يضع خارطة طريق لمجابهة التطرف والعنف بعد الثورتين، كما كان كتاب طه حسين «مستقبل الثقافة فى مصر» الذى صدر عام 1938 بعد «إمضاء المعاهدة بيننا وبين الإنجليز فى لندرة (عام 1936)، وإمضاء الاتفاق بيننا وبين أوروبا فى منترو (عام 1937)، ومن فوز مصر بجزء عظيم من أملها فى تحقيق استقلالها الخارجى وسيادتها الداخلية» بكلمات مؤلفه فى المقدمة، وفيها قال أيضاً إنه يقدم كتابه «هدية إلى الشباب الجامعيين» حرصاً «على أن تكون أجيال الشباب خيراً من أجيال الشيوخ، وعلى أن يحقق الشباب لمصر من المجد والعزة ومن النعمة والرخاء ما عجز الشيوخ عن تحقيقه».

يقول سراج الدين فى استهلال كتابه: «أكتب هذه السطور بقلم مثقل بالهموم وقلب حزين لما يرى حولنا من مظاهر الضعف والانحلال، وما يحيط بنا من التخلف والتبعية، وما انداح علينا من الإرهاب والعنف والوحشية، فى وقت لم تهتز فيه ثقتى فى شباب وطنى قيد أنمله، ثقتى فى قدراتهم الخلاقة، فى وطنيتهم الصادقة، فى طموحاتهم الشامخة لأنفسهم ولبلدنا ولمجتمعنا»، ويقول فى صفحة 29: «هناك حالة جديدة من الفوران الشبابى تنتشر فى كل مكان، وقد ظهر التعبير السياسى للحركات الشبابية خلال ثورات الربيع العربى فى 2011 وما بعدها»، ويتذكر فى صفحة 88 من الشاعر الأمريكى فروست قوله: «الآن وأنا عجوز يعلمنى الشباب، أذهب إلى الشباب لأعرف عن المستقبل».

ومن البدهى أن العلاج يجدى بقدر دقة تشخيص المرض، وكذلك الأمر فى «الثقافة» باعتبارها أسلوب حياة، وكما شخّص طه حسين حال الثقافة المصرية عام 1938 وأبعادها التاريخية، يشخص إسماعيل سراج الدين حالها عام 2016، ويشير إلى الدوائر الثلاث التى تتحرك فيها مصر، كما حددها جمال عبدالناصر فى كتابه «فلسفة الثورة» عام 1953، وهى الدوائر العربية والإسلامية والأفريقية، ويضيف البعد الرابع المتوسطى نسبة إلى البحر الأبيض المتوسط، كما أوضح طه حسين فى كتابه عام 1938، ويقول سراج الدين فى صفحة 220 إن القرن الواحد والعشرين بما يشهده من «عولمة جارفة وثورة معرفية وعلمية وطفرة تكنولوجية واتصالاتية» يضيف دائرة خامسة، على مصر أن تقوم فيها بدور كبير أيضاً، وهى الدائرة العالمية.

samirmfarid@hotmail.com