قال مصدر حكومي في لندن إن رئيس الاتحاد الأوروبي، دونالد توسك، سيقدم الثلاثاء، مقترحًا يستجيب لمطالب بريطانيا الخاصة بإصلاح الاتحاد، ومن بين هذه المطالب مشروع بتبني «الكارت الأحمر» لرفض التشريعات القادمة من بروكسل.
ويسعى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى إدخال سلسلة من التغييرات تتعلق بعلاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي، وذلك قبل أن يطرح للاستفتاء استمرار عضوية بريطانيا في الاتحاد.
وبعد مناقشات دبلوماسية على مستوى عال استمرت عدة أيام، قال رئيس الاتحاد الأوروبي، أمس الإثنين، إنه تم تحقيق تقدم كاف بالنسبة له لكي يطرح اقتراحًا يستجيب لمطالب كاميرون.
ويتعين التفاوض بشأن هذا الاقتراح مع الأعضاء الـ27 الآخرين بالاتحاد الأوروبي، التي لم تشارك حتى الآن في المناقشات حول هذا الموضوع، الذي من المتوقع طرحه للنقاش خلال قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة يومي 19-18 فبراير الحالي.
ويواجه العديد من مطالب «كاميرون»، التي تركز على التنافسية والسيادة والخدمات الاجتماعية والرشادة الاقتصادية، مقاومة شديدة من جانب الاتحاد الأوروبي حيث إنها تمس الحقوق الأساسية له.
وأوضح مصدر بمقر مجلس الوزراء البريطاني، صباح الثلاثاء، أنه من المقرر أن تتضمن مقترحات توسك إدخال نظام «الكارت الأحمر» من شأنه أن يسمح لما نسبته 55% من مجموع البرلمانات الوطنية الخاصة بالدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بأن تتضامن معا، لوقف أي تشريع مقترح قادم من بروكسل، أو أن تدخل تعديلات عليه خلال 12 أسبوعًا من تقديمه.
وقال المصدر إن «هذا النظام المقترح سيكفل ألا تستطيع اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي أن تتجاهل إرادة النواب في كل برلمان وطني، كما أنه يتيح مراقبة ديمقراطية أكبر على ما يفعله الاتحاد الأوروبي».
ومن بين أكثر المطالب البريطانية إثارة للجدل الحد من المزايا التي يتمتع بها مواطنو الدول الأخرى الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في أماكن العمل في بريطانيا، وذلك خلال الأعوام الـ4 الأولى من إقامتهم بها.
وترى الحكومة البريطانية أن مسألة الحد من هذه المزايا ستتم معالجتها من خلال ما يعرف باسم «فرملة الطوارئ» والتي تعني تجميد الإعانات الاجتماعية لمواطني الاتحاد الأوروبي لمدة 4 أعوام، على أن يطبق هذا الأسلوب إذا أثبتت بريطانيا أن نظام خدماتها الاجتماعية أصبح مثقلًا بالأعباء.