انتقد عدد من الباحثين والمختصين بحماية والدفاع عن حقوق الطفل، تكرار وقائع الإهمال التي يتعرض لها الأطفال بصفة مستمرة على مدار الأشهر الأخيرة، وبدأت بحرق جسد طفل بأحد حضانات مستشفيات الإسكندرية، وانتهت الأحد، بموت طفلة مصاب بالتهاب رئوي حاد، لم يتجاوز عمره الـ3 شهور بإحدى مستشفيات التأمين الصحي.
وهاجم الباحثون، ضعف دور المجلس القومي للأمومة والطفولة في وقاية وحماية الأطفال، من تكرار «هذه الجرائم» واقتصار دور المجلس على تقديم بلاغات دون الاستفادة من وضع المجلس في توفير مناخ امن لمواجهة «هذه الجرائم» قبل وقوعها.
قالت عبير العراقي، رئيس الاتحاد العالمي لحماية الطفولة في مصر، إنه رغم تكرار وقائع الإهمال في حق الأطفال، وهذا نابع من عدم وجود جهة أو منظومة مسؤولة عن حماية الطفل والدفاع عن حقوقة بتطبيق القوانين.
وأضافت «العراقي»، لـ«المصري اليوم»، «للأسف دور المجلس القومي للأمومة والطفولة ضعيف جدا، ولم نعد نسمع عن أي مهام يقوم بها، أين هو من حوداث قتل الأطفال عن عمد بالمستشفيات؟ أين هو من الحوداث الأخيرة بحرق أطفال الحضانات ؟، للأسف لم يعد له دور سوي تقديم بلاغ من خلال خط النجدة في تجاهل مستمر للقيام بدروه في حمياة الطفل قبل وقوع مثل هذه الحوداث».
وطالبت، «بتوفير دور لرعاية الأطفال وحمايتهم وتأهيلهم، لأن هؤلاء بذور المستقبل والسواعد الحقيقية التي ستبنى الدولة لذلك لابد من رعاية صحية جيدة وتآهيل آمن لحماتيهم».
وانتقد محمد مصيلحى، رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال، المجلس القومي للأمومة والطفولة، واصفا إياه بأنه تحول لجمعية كل دورها تقديم بلاغ عن واقعة الإهمال، ولا يؤدي دوره والذى يختص برسم حماية الطفل وتوفير أكبر وقاية له قبل حدوث الجريمة، فهو دور وقائقي وليس دور جمعية أهلية، مضيفا «نحن كجمعيات وباحثين مكلفين بتقديم بلاغات، لكن المجلس دورة رسم سياسيات تحمي الطفل بتقديم رعاية صحية وتعليمية جيدة».
وأضاف لـ«المصري اليوم»، «دور المجلس هو جهاز لرسم سياسيات حماية الطفل وعمل احصائيات وتقديم رعاية كاملة للطفل».
وقالت الدكتوره هالة أبوعلم، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، إن المجلس يقوم بعمله ولا يكتفى فقط بتقديم بلاغات كما يتردد، بل يشكل حملات مراقبة من خلال لجان المجلس لحماية الأطفال، وينسق مع جهات كثيرة لذلك الأمر، كما ان خط نجدة الطفل يستقبل مئات الشكاوي ويقوم بالتحقيق في كافة وقائع الاهمال لاعداد دراسة، وتقديمها للجهات المسئولة، كما يسعي بالتنسيق مع لجان حماية الطفولة والجهات المعنية لتحقيق مصلحة الطفل.
وأضافت، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن خط نجدة الطفل 16000 التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة، رصد بلاغاً من خلال وحدة التواصل الإجتماعي بالمجلس عدة وقائع اهمال، مفاداها تعرض طفل حديث الولادة لإحتراق ظهره بالكامل أثناء تواجده في إحدي حضانات إحدي المستشفيات بالإسكندرية، وأبلغ خط نجدة الطفل اللجنة العامة لحماية الطفولة بالمحافظة للتحقيق في الواقعة والوقوف على أسبابها، كما تقدم خط نجدة الطفل 16000 ببلاغٍ للمستشار أمين عام لجنة التعاون الدولي بوزارة الداخلية، برصد بلاغٍ من خلال وحدة التواصل الإجتماعي بالمجلس عن عرض شخص طفلتين في عمر 3 سنوات للتبني بعد أنفصال والديهما، ما يعد نمطاً من أنماط الإتجار بالبشر، ومجرم قانوناً طبقاً للمادة 4 من قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008، والتي تنص على تجريم التبني، والمادة 96 التي تنص على عدم تعريض الطفل للخطر، بالإضافة إلى القانون رقم 64 لسنة 2010 بشأن مكافحة الإتجار بالبشر.
وفى ذات السياق قال المجلس القومي للطفولة والأمومة، «أن بلاغات الإهمال والعنف والتعذيب تصدرت المرتبة الأولى في بلاغات خط نجدة الطفل بنسبة 52% وتلتها بلاغات التحرش والاغتصاب، واحتل الشارع المرتبة الأولى في الجهات المصدرة للعنف ضد الأطفال واحتلت المرتبة الاولى من بلاغات العنف الأطفال في عمر عام إلى 6 سنوات، بنسبة 35% ،كما تصدرت محافظات (القاهرة، الجيزة، والأسكندرية)، بلاغات العنف تجاه الأطفال«.
وأضاف في أخر احصائية له«،»أن الأطفال الذكور كانوا اكثر ابلاغاً على خط نجدة الطفل خلال فترة التقرير، حيث بلغت نسبتهم 60%، في حين كانت بلاغات الأطفال من الاناث بنسبة 40%«.