خبراء أونطة.. يا أولاد الحلال! (١-٢)

عباس الطرابيلي الأحد 31-01-2016 21:37

هل كل سفير يصلح أن يكون معلقاً سياسياً؟

وهل كل لواء جيش يصلح معلقاً أو خبيراً استراتيجياً؟

وهل كل لواء شرطة يصلح خبيراً أمنياً؟

وأيضاً: هل كل صحفى أو إعلامى يصلح ليقدم برنامجاً حوارياً؟!

وهل كل من قرأ كتاباً فى التاريخ - القديم أو الوسيط أو الحديث - يصح أن نطلق عليه صفة الكاتب والمؤرخ؟!

هذه الأسئلة - وغيرها - على لسانى منذ اندلعت ثورة 25 يناير.. ثم تبعتها ثورة 30 يونيو.. عندما عشنا كلنا أحداث البلاد وانطلق الإعلام وراء كل من يعرف معلومة، أو يعتقد فى نفسه أنه رجل العصر والأوان.. ويبدو أننا نسينا المقولة التاريخية: أعط العيش لخبازه.. حتى ولو أكل نصفه.. أو كأننا نسينا مقولة الفيلسوف العظيم، الذى قال: «كلما قرأت كتاباً.. عرفت مدى جهلى»! ولكن هذا كله إنتاج طبيعى تعيشه الشعوب فى عصور الثورات والانتفاضات، والأهم عصر يتوارى فيه العلماء الحقيقيون.. «ويطفح» على السطح كل جاهل أو حتى لو كان من أنصاف المتعلمون.. ولا نقول: أنصاف المثقفين!!

■ تلك هى من أهم نتائج الثورات!! وهذا ما ابتلينا به منذ اشتعلت مصر بالانتفاضات والثورات.. ولكن ذلك - مثلاً - لم تعرفه مصر خلال ثورة 1919، أو أحداث إلغاء دستور 23 وفرض دستور 1930.

ولكن هذا يحدث فى مصر - ومنذ 25 يناير - ربما بسبب انتشار وتعدد وسائل وأجهزة الإعلام والقنوات.. والبحث عن نجوم يتحدثون.. وهو ما تفعله الآن «عصابات صنع النجوم» فى البرامج الحوارية! تماماً كما نجد أن كل من عمل بالسلك الدبلوماسى يصف نفسه، أو يمنحها اللقب الذى يحلم به: من مساعد وزير الخارجية، حتى لو كان قد توقف وظيفياً عن درجة: وزير مفوض!! أو يصف نفسه بأنه نائب لوزير الزراعة.. بينما تاريخ الوزارة كله لم يعرف هذه الدرجة الوظيفية وهناك من يمنح نفسه نائب الوزير وكانت درجته الحقيقية هى «وكيل وزارة» أو مجرد وكيل مساعد.. ولكن الواحد من هؤلاء يبحث - ربما- عن أبناء دفعته الذين وصلوا إلى هذه الدرجة الوظيفية ويمنحها لنفسه.. بنفسه، ليعلى من قدره ومن قيمته!!

ونستكمل غداً