عقدت سفارة فلسطين بالقاهرة، بالتعاون مع إقليم حركة فتح، ندوة بمناسبة «اليوم العالمي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في الداخل»، شارك فيها كل من السفير محمد صبيح، أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني، والمستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين، الدكتور محمد خالد الأزعر، وأمين سر حركة فتح، سميح برزق، بحضور ممثلين عن النقابات والأحزاب المصرية ولفيف من الشخصيات العامة وأبناء الجالية الفلسطينية في مصر.
وقال أمين سر حركة فتح، سميح برزق، في كلمته إن حركة فتح تعلن أن أي إجراءات قديمة أو مستجدة تمس فلسطينيي الداخل من أجل اقتلاعهم من أراضيهم هي محاولات فاشلة، وذلك تأسيسًا على الصمود في الأرض داخل فلسطين المحتلة رغم التضييق والتقييد العنصري سواء على الفلسطينيين المهجرين أو المقيمين في أرضهم وأمام دعوات الترانسفير والإبادة العرقية.
وأضاف «برزق» أن حركة فتح تعتبر هذه الخروق اللا إنسانية لحقوق أولئك المواطنين تستدعي ضغط المجتمع الدولي من أجل وقف تلك السياسات اللا إنسانية، لأن هؤلاء المرابطين ذخر المجتمعات الفلسطينية وغير قابلين للإخلاء والاقتلاع من أرضهم.
وبدوره، أكد السفير محمد صبيح أن تلك الشريحة الفلسطينية هي الأكثر صمودًا وعطاءً منذ النكبة، فهم على تماس مع العدو وجها بوجه ولكن عطاءهم الثقافي مستمر، ورغم تعرضهم للتمييز في الصحة والتوظيف وتملك الأراضي إلا أنهم صمدوا وحافظوا على هويتهم وأبدعوا في ثقافتهم وتركوا بصمة في إرث فلسطين الثقافي كمحمود درويش وإيميل حبيبي، وقد كان اليوم رسالة تحية وعهد على الالتزام بنشر قضيتهم في شتى المحافل الدولية لشحذ همتهم وتعزيز صمودهم أمام سياسات العدو المستمرة.
من ناحيته، ثمن الدكتور «الأزعر» فكرة تدويل قضية عرب 48 بعد استفحال معاناتهم وقضاياهم بما يقتضي إيضاح الرؤية الفلسطينية تجاه قضيتهم كمناضلين ميدانيين يقاتلون من أجل حقوق إنسانية يكفلها لهم وجودهم على أرضهم وفق الشرائع الدولية، وأكد أنه بالرغم من أن قضايا الأقليات العالمية ومحاولات تطهيرهم أو قهرهم لا تشبه محاولات إسرائيل لإحلال المواطنين الفلسطينيين بفاشستية مرئية لكل من يحاول فقط الدفاع عن حقوقه سواء بالأسر والعنف والتحريض والمصادرة، وهذه المخططات العنصرية من قبل أناس يطمحون للسيطرة على المنطقة لإنشاء دولة يهودية بحتة لقصرها على مواطنيها فقط يناقض مزاعم الديمقراطية التي تنشدها إسرائيل.
وأكد أن قضية فلسطين تتلخص في صراع على الأرض والسكان، وقد نجح فلسطينيو 48 في التغلب عليهم في أعدادهم، مما جعل البعد الديموغرافي يصب لصالحهم، لذا تسعى إسرائيل إلى مصادرة أراضيهم وهدم القرى وعدم توفير أدنى خدمات أساسية لهم رغم أحقيتهم فيها كونهم يحملون المواطنة، بل تريد تهجيرهم وحشرهم في أماكن معينة على أمل في تملك صحراء النقب، لذا يتوجب كسب الوقت قبل فوات الأوان لأن المعركة دائرة على أشدها.
ومن جانبه، طرح الكاتب سميح غنادرة، القادم من الناصرة، نماذج عديدة لما يعانيه أبناء فلسطين في الداخل قائلا: «لقد غيروا التاريخ والجغرافيا ولكنهم لن يستطيعوا حذفنا من التاريخ، فهذه قضية انتماء لكن لا يمكن اقتلاعنا من جذرنا، فهم يعتبروننا سرطانا في جسم بلادهم ولكننا دخلنا البلاد من أكثر الطرق شرعية لا هربا من النازية ولا مهجرين غير شرعيين، لذا لن نرحل رغم عنفهم وتضييق خناقهم ولا إنسانيتهم».