أكد الفنان الكبير محمود حميدة أن غياب القوانين الخاصة بتنظيم صناعة السينما السبب فى المشاكل التى تعانيها منذ سنوات طويلة. وكشف حميدة فى ندوة «المصرى اليوم» عن الأسباب وراء دخوله مجال الإنتاج وتقديمه لفيلم جنة الشياطين رغم علمه بأن الفيلم لن يحقق إيرادات، وقال إنه تراجع عن قراره بالابتعاد عن الدراما التليفزيونية نتيجة نصائح بعض أصدقائه بالحصول على أجر كبير لكنه لم يحصل عليه وأنه غير راض عن تجربته الأخيرة فى مسلسل ميراث الريح. وعبر حميدة عن عدم تفاؤله بمجلس النواب وأنه لا يتوقع إصداره قوانين خاصة بالفن، خاصة قانون الملكية الفكرية.. وإلى التفاصيل:
■ ما سر حالة الوهج الفنى التى تعيشها فى وقت يعانى فيه الفنانون الكبار من عدم توافر أدوار تناسبهم؟
- بالطبع لهم كل الحق فى الابتعاد والسبب فى ذلك هو غياب القانون الخاص بالصناعة، الذى أتحدث عنه منذ أكثر من 20 سنة، فغيابه منع الاستثمار الحقيقى فى صناعة السينما، وببساطة لن نجد بنكا يمول فيلما، لأنه لن يستطيع حساب المخاطر «وفى غياب القانون يمتنع حساب المخاطر»، فمثلا أنا لدى نجم صاعد، ونجم مستقر أريد أن أستغله، وأستثمر فيه، ماديا ومعنويا، ومن الطبيعى أن النجم بعد فترة من الزمن سواء كان ذكرًا أو أنثى، يصبح خارج دائرة اهتمام رواد السينما الذين تشير استطلاعات الرأى إلى أن تصنيفهم العمرى من 14 إلى 24 سنة، هم رواد السينما الذى نحسب على أساسهم إيرادات السينما، وهم الذين يذهبون إلى دور السينما مرة واحدة فى الأسبوع على الأقل، وحاليًا زاد الهامش وأصبح التصنيف من 12 إلى 27 سنة، وهؤلاء اهتماماتهم، «ناس مقبلون على الحياة»، يريدون أعمالا متوائمة مع الحالة التى يريدونها، أما كبار السن من الفنانين فلا يحققون هذه الحالة إلا فى نوعيات معينة من الكتابة، ومن أمثلة الصناعة المستقرة التى تمتلك قانونا الصناعة الأمريكية فهم فقط من يستطيعون الاستثمار فى النجوم الكبار وتعرف كيف تستثمر فى نجومها، ولو استعنت بأمثلة جين هاكمان، مر بمرحلة الشباب، فماذا يفعلون له حتى تستمر عملية الاستثمار فقاموا بتأليف أعمال وأدوار خصيصا له، ولو نظرنا فى استغلالهم لكاترين دينوف النجمة الفرنسية التى تخطت السن وهى مثل هند رستم فى مصر، تم تفصيل أدوار لها، لكنى أتساءل كيف يكون لدينا نجمة كبيرة مثل هند رستم قبل وفاتها ولا نستغلها للصناعة وللجمهور، وأيضًا محمود عبدالعزيز لا يعمل، فهذه خسارة كبيرة للصناعة والجمهور، وكذلك عادل إمام وأى نجم أو نجمة فى المرحلة العمرية التى نمر بها، وعندما تكون هناك نية حقيقية للاستثمار فى نجم، الناس ستعرف كيف تسوقه.
■ ولكن الصناعة تسير منذ بدايتها بالعرف الذى وضعه رواد السينما؟
- سألنى أحدهم ذات مرة وقال هل هناك احتكار فى السينما؟، فرددت عليه وقلت: لا يوجد احتكار لكن هناك بلطجة، لأن الاحتكار لن يتواجد مع غياب القانون، فما يحدث بلطجة وصناعه تسير بالذراع، والناس التى تفهم فى الصناعة تنسحب فى إطار انسحاب العقول على المستوى العام فى مصر، وهذه الظاهرة لاحظتها منذ 20 عاما، فنرى أناسا يأتون لكى تصلح الأحوال بدون أن تحصل على أجر، ولا يبخلون بخبرتهم أو دراستهم، لكن لا يؤخذ بها، فيقررون الانسحاب على الفور، رغم معرفتنا بقيمتهم العلمية وخبراتهم.
■ وما سر استمرارك سينمائيا؟
- لأننى سلكت طريقا آخر بدأته منذ زمن وهو بسيط خالص، فأنا فى بداياتى كنت منطلقا بسرعة الصاروخ كما قالوا، فيأتى منتج ويطلب أن أقدم دورا صغيرا فى فيلم فكنت أوافق، فقدمت أدوارا مع عادل إمام وأحمد زكى، حتى إن المنتج الراحل رياض العريان فى فيلم الباشا كان رافضا لقيامى بدورى فيه لأنه كان صغيرا جدًا، بخلاف دورى فى فيلم الرجل الثالث، فكيف ألعب دورا متساويا فى فيلم والعمل الذى يليه أقوم فيه بدور صغير، وكانت وجهة نظر العريان أنه كيف تلعب دورا كبيرا فى فيلم الإمبراطور وبعدها تلعب دورا صغيرا فى الباشا، فأنا لم أهتم بذلك من الأول، لذلك سلكت طريقا من الصعب أن يسلكه غيرى، وهم لهم كل الحق، فستجدنى ألعب دورا صغيرا فى فيلم، ودورا كبيرا فى آخر.
■ وما الجهة المنوطة بوضع القانون الذى يحكم الصناعة؟
- الصناع أنفسهم، وهو ليس اختصاص الغرفة لأن الهدف من وجودها أصلا هو حل مشاكل الصناعة بعيدًا عن القضاء، ووضع لائحة خاصة لمجموعة من الصناع فى سلعة ما، فسنجد أن القانون المنظم للغرفة تم وضعه بمعرفة وزير الثقافة، وهى ككيان تتبع اتحاد الصناعات الذى يتبع بدوره وزارة الاستثمار، والأصول ودور العرض والمعامل تتبع وزارة قطاع الأعمال العام، فعندما كنت أقابل الوزير فاروق حسنى كنت أساله كيف لوزير الثقافة أن يقدم قانونا لغرفة لا تخصه.
■ وتأخر استرداد أصول السينما دليل آخر على غياب القانون؟
- استرداد الأصول مشكلة أخرى لا تنتبه الناس إليها، فبعد قيام ثورة 1952 وتأميم الكثير من الأعمال الخاصة، أنشئ قطاع الأعمال الحكومى وكان يحكمنا حزب واحد وهو الاتحاد الاشتراكى، وكان لنا توجه واحد واستعمالنا للوسائط المختلفة كان لحشد وتوجيه الشعب، حتى وزارة الثقافة كان اسمها الإرشاد القومى، ونحط تحت القومى 100 خط، وبعد انتهاء عصر عبدالناصر ودخولنا عصر السادات أصبح عصر انفتاح وترفيه، لكن بدون أساس مفهوم، حتى قيلت الجملة الشهيرة «اللى مش هيعمل فلوس فى عهدى مش هيعملها فى عصر آخر»، وعلى مستوى الإعلام كانت هناك محاولة لتغيير الأوضاع عن طريق قطاع التليفزيون، بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وسبب تسميته بهذا الاسم أنه أنشأ خلال فترة الوحدة بين مصر وسوريا، فالمبنى هنا هو المبنى هناك، وتم إنشاؤه على أنه جهاز خدمى، ومفهوم الجهاز الخدمى أنه لا يظهر أرقاما فى ميزانياته، فمثلا وزارة الصحة لا تصدر أرقاما بأنه أدخلت حزينة الدولة أموالا، ولا وزارة التعليم أو الثقافة، لأن هدفهم الحصول على أموال تصرف على التنمية، لأنها أجهزة خدمية، لذلك فالتليفزيون صناعة إعلان، والإعلانات دخلت التليفزيون بداية من صلاح جاهين وسيد مكاوى، ودخلت على استحياء وبدون فهم، وعندما تولى صفوت الشريف مسؤولية وزارة للإعلام ظهر فى مجلس الشعب وقدم الإعلانات فى التليفزيون المصرى لوكالات، وتم تقسيمها لنصفين الأول 60% من الكوتة و40%، النصف الأكبر يتصرف فيه رئيس الاتحاد لنشر الحملات الخاصة بالوزارات المختلفة مثل الصحة والتعليم وغيرهما، والباقى توزع على الوكالات، ونجح بالفعل فى تحقيق أرباح للتليفزيون وظهر الشريف بعدها فى مجلس الشعب وقال إنه أدخل لميزانية الدولة 4 ملايين جنيه، والحقيقة أن هذا الجهاز لا يفترض عليه أن يجلب أموالا لميزانية الدولة، حسب المفهوم الذى تم إنشاؤه به، والناس الذين يعملون به لا يعملون وفق مفهوم لأن القانون الذى يحكمهم يمنعهم من ذلك، لذلك أنشأوا القطاع الاقتصادى، وأتذكر أننى قلت ذات مرة للوزير: لماذا لا تؤسسون شركة تسويق وكان رده أنهم يمتلكون القطاع الاقتصادى، فنحن فى وسط العالم محطة تليفزيون من المحطات القليلة جدًا، والقنوات الأرضية قليلة جدًا فى العالم، فنحن كنا من ضمن أقدم 50 محطة فى العالم، وكنا ننتج إنتاجات تغطى الشرق كله، ومفهوم البيع أيضًا كان ضعيفا لدينا، وكانوا يرفضون البيع للخارج، فجنوب أفريقيا يشاهدون أعمالنا بدون ترجمة، والسبب أن أى مجتمع فقير لا يوجد به حركة يحب أن يشاهد مجتمعات أخرى، فيأتى لنا مسلسل تركى تجد أن كل الناس تشاهده، وصناع الفن لا يعرفون السبب، وعندما طلبت تسويق أعمالنا الدارمية كانوا يسخرون منى، ويقولون من سيشاهد، حتى انتظرنا فدخل علينا الهندى والمكسيكى والتركى والبرازيلى وكل ذلك نتيجة التناقض الموجود فى صناعة الفن، ومازلنا نريد أن نقدم إرشادا قوميا، فهناك أناس تطالب بفن هادف وله رسالة فظهرت وقلت إننى أقدم الفن من أجل تسلية الجمهور فقط، فسخروا منى، وعندما يقولون إن للفن رسالة أقول إن الرسالات انتهت، فموسى وعيسى ومحمد قدموا رسالتهم، والفن لا يقدم رسالة.
■ كيف نقدم قانوناً يفيد الصناعة؟
ـ نطلب من كل المهتمين بالصناعة بدءا من الدارسين مرورا بشيوخ الصناعة، عمل ورقة تصور شخصى حول الصناعة، ويكون الأمر بسيطا، وبعد ذلك تجمع الأوراق ونستخلص منها محاور، لأننى لاحظت أننى عندما أذهب لندوة أو مؤتمر حول مشاكل صناعة السينما أكتشف أن كل واحد من المشاركين يتحدث عن مشكلته الشخصية فقط، فالمنتج يتحدث عن مشكلته، وكذلك السيناريست والمخرج، فكل منهم يرى مشكلته العظمى، وأتذكر أن أول مؤتمر أحضره عن صناعة السينما كان فى مؤسسة الأهرام، وكان يديره الكاتب محمود مراد، وكانت مدته 3 أيام، وذهبت لأحضر جلساته، وجلست بجانب المخرج الراحل صلاح أبوسيف، فقال لى: «يا بنى كل 10 سنين يعملوا مؤتمر عشان مشاكل الصناعة»، وقدمت لهم مشروعا يعتمد على عقد مؤتمر كبير تشارك فيه جموع العاملين بالصناعة، ونناقش محاوره لمدة ستة أشهر، وبعدها نكون فريق باحثين يصيغون القانون ونرفعه لمجلس الشعب، لإقراره، وكنت أريد أن يعقد المؤتمر فى الجامعة العربية لأن أزمة عدم وجود قانون مشكلة تخص العرب كلهم، لأننا سوق واحدة، لأننى من الممكن أن أنتج فى مصر 300 فيلم وأقوم بتسويقها فى جميع الدول العربية، وستحقق مكاسب كبيرة لو أصدرنا قانونا للفن فى الوطن العربى، وعندما كنت أصدر مجلة الفن السابع كنت مهموما بهذا البحث، لكنه لم ينشر حتى الآن، فلو تحدثنا عن مؤسس صناعة السينما سنجده طلعت حرب، وسنجده أنشأ أيضًا صناعة السفن والطيران والتأمين والغزل والنسيج والسينما وجميع هذه الصناعات ليس لديها قانون إنشائى ينظمها، لذلك تدهورت بسبب عدم وجود قانون خاص بها، وليس بسبب الثورة كما هو شائع ومفهوم، لأن كلها صناعات عملت بمنطق الورش وتتبع القانون المدنى العام، فلو حصلت «خناقة» بين اثنين منتجين سنذهب ونقف فى المحكمة على أساس اثنين من الشارع وليس اثنين اختلفا على صناعة سينما.
■ لماذا ترفض اقتحام النجوم لمجال الإعلانات؟
- الإعلانات بالنسبة للفنان كارثة، لأنها تأخذ كل جاذبيته ولا تترك له أى بصمة، لأنه يقف أمام المنتج ويصور به، فالمنتج أخذ نجوميته، لذلك تجد بعدها أن إيراداته انخفضت، وسأذكر مثالا بجورج كلونى فهو نجم جبار، لكن عندما قدم إعلان نظارة وجدنا أن إيراداته انخفضت، لذلك عندما يفكر فى تقديم عمل جديد يستعين بنجوم آخرين حوله، إنما هو بمفرده لن يحقق أى إيرادات، لذلك الإعلانات تستهلك النجومية، ورأيت ذلك منذ زمن عندما قدم الفنان الراحل حسن عابدين إعلانا لإحدى شركات المياه الغازية، وكان ممثلا كبيرا وعظيما، وكنت أذهب له يوميًا طوال عرض مسرحياته لأستمتع بأدائه، لكننى لا أذكر أى عمل له سوى الإعلان، فهو منعنى من الاستمتاع بنجمى ولا أعرف السبب لذلك، وشرحتها لنفسى بعد ذلك بأن الإعلانات تأخذ وهج النجومية من الفنان أيًا كان الإعلان أو النجم، فالإعلانات أصبحت الفن الثامن.
■ كل ممثل عمل مع يوسف شاهين تطبّع بأدائه، إلا أنت.. ما السبب؟
- ليس تمردا ولكنه تفهم للتوجيه الدرامى، شاهين شأنه شأن كل المخرجين، الذين لم يتعلموا التوجية الدرامى، فكانت لديه طريقة خاطئة فى توجيه الممثل، حيث يقوم بتذكيره بلحظة إنسانية تخص الممثل ولا تخص الشخصية التى يلعبها، فمثال عندما كان يريد الممثل حزينا ويبكى، فكان يسأله عن والده هل هو حى أو ميت، فإذا كان ميتا يطلب أن يتذكر يوم وفاته، ويطلب أن ينظر فى عينيه ليتذكر ويبدأ الممثل فى العوده بالذاكرة ويبكى، وفى هذه اللحظة يبدأ التصوير على الفور، فعندما تتواصل مع شاهين وتصدقه إنسانيًا تبدأ تتحدث بنفس النوتة الموسيقية التى يتحدث بها، وعندما بدأت أعمل معه قال لى أنظر فى عينى فقلت له أنظر فى أذنى وقل لى ماذا تريد، فاستغرب ونفذ ما طلبت، لذلك توجيه «جو» هو ما فعل ذلك بالممثل، وهو ليس ضعفا من الممثلين، ومن أهم البارزين فى أعماله هند رستم وفريد شوقى وفاتن حمامة وحسين رياض، هؤلاء كان لا يعمل لهم توجيها فنيا فكان الكلام معهم عموميا، وأيضًا يوسف كان ناشطا اجتماعيا كبيرا جدًا.
■ لماذا دخلت مجال الإنتاج رغم المشاكل التى يعانى منها صناع السينما؟
- لو فى السابق سألتنى هل ستنتج؟ كنت أرفض، لأننى رجل متخصص فى التمثيل، ولم أفكر نهائيا فى الإنتاج، لكن عندما سافرت لأتعلم فى أمريكا، وكنت أحب مشاهدة أفلام كثيرة جدًا، وكنت أجد فى التتر أن المنتجين هم ممثلون معروفون أو مخرجون كبار، وعندما ذهبت للتعرف على ستيفين سبلبيرج وعملت معه 15 يوما، وجورج لوكاس عملت معه حوالى شهر ونصف، فهمت أن هؤلاء هم من يغيرون الصناعة ويتقدمون بالسينما، فعرفت أن الممثل يجب أن يكون ضليعا فى الإنتاج، فسنجد أن كل المعدات الجديدة التى شهدتها السينما سببها مخرج أو مدير تصوير، مثلا «الاستيدى كام» صنعها مدير تصوير بناءً على طلب مخرج، لذلك قررت إنشاء شركة إنتاج، ولم أكن أعرف ماذا سأنتج، والهدف هو أنى سأكون ضالعا فى السينما، لأننى أحبها، فعندما تحدثنا عن وحدة عربية كان الأمل فى السينما، ولكنها ماتت وراحت بسبب السينما، لأن السينما هى الديالوج وطبائع البشر، وخصوصًا النساء والأطفال، لذلك عندما كنا نسافر فى الدول العربية نجد أنهم يتحدثون معنا باللهجة المصرية، فكان الفيلم المصرى هو تقارب للأنماط المعيشية.
■ المؤسسة العامة للسينما ساهمت فى اتجاه أكثر من ممثل، للإنتاج مثل مديحة يسرى وصلاح ذو الفقار، وأنت تعاونت مع جهاز السينما فى فيلم «ملك وكتابة» كيف ترى ذلك؟
- أنا نفذت إنتاج الفيلم كما يقال لصالح جهاز السينما، لكننى فى الحقيقة أنا المنتج، لأن الإنتاج معرفة، فعناصر الإنتاج كما درسنا 6، آخرها التمويل، لكن نحن قلبنا المفهوم فأصبحنا نسأل فى البداية عن التكلفة، والسبب الحقيقى لإنتاجى هى المخرجة كاملة أبوذكرى، لأننا لدينا ندرة فى العنصر النسائى فى مجال الإخراج، فأحببت أن أنتج الفيلم لها، وفى رأيى أن ممدوح الليثى من أعظم المنتجين فى العالم، فكان يفكر بطريقة مختلفة عن صناع السينما، لكن الفرق كبير بين الدكاكين العادية والدكاكين التابعة للآسر الاشتراكى، حتى تأسيس مدينة الإنتاج الإعلامى خضع لنفس الفكر والمنطق، فتجد أن ماسبيرو يملك 51%، فمن هو الاتحاد الذى يملك وما هذا المنطق؟، ومن يملكه، لا أحد يعرف، فهم ما زالوا فى الآسر الاشتراكى.
■ هل إنتاجك فيلم «جنة الشياطين» كان مغامرة؟
- قرأت الفيلم وأعطانى كاتبه مصطفى ذكرى ومخرجه أسامة فوزى نسخة من السيناريو وأنا فى طريقى لتونس وقتها لحضور عرض فيلم عفاريت الأسفلت فى مهرجان قرطاج، وعندما نزلنا من الطائرة قررت إنتاجه، وأسامة قال لى لن يكون لك دور فيه، فقلت له لا أريد دور بل سأقوم بإنتاجه، لم يصدق ما أقوله وكان رافضا، لأنه كان متوقعا للفيلم أنه هيدخل بمنتجه فى «حيطة»، والفيلم فنى جدًا، ونسبة إيراداته لن تتجاوز 1% من ميزانيته وفكرت فى مقاييس إنتاجية جديدة من ورائه، لأنه أول فيلم مصرى سيتم تنفيذه بنظام الدولبى.
وهو أول فيلم يتم الترويج له فى الشوارع بصور وأفيشات تصميم ناجى شاكر، وأعطيت الفيلم لنجم كبير أول مرة أعلن عنه وهو عمر الشريف، ولكنه لم يرد علينا نهائيًا، وكنت أعرفه بشكل جيد، وبعد ذلك عرض الدور على واخترنا شبابا جددا، وقمت بدور شخص ميت، وقدمنا التجربة وكانت مغامرة كبيرة.
■ ما رأيك فى الوضع السياسى فى مصر؟
ـ السياسة فن فوق الاحتمال، ومصر هى مصر تحت رئاسة أى شخص، لكن لابد أن يكون الحكم للشعب وليس لطائفة واحدة من الشعب، فحكم مصر تحت طائفة واحدة لا يجوز، فالحاكم فى مكانه، لكن نظام الحكم أهم من الحاكم بكثير.
■ هل أنت متفائل بمجلس النواب؟
- الحقيقة لأ.
■ هل تتوقع إصداره للقوانين الخاصة بصناعة الفن مثل الملكية الفكرية؟
- مجلس النواب هو من سيشرع القوانين، لكن عندما نتقدم نحن كأهل صناعة بقانون فى الأول، ولكنها ليست مسؤولية المجلس وحده، وإنما مسؤولية الأفراد العاملين فى الصناعه أيضًا، هل نريد أن نتطور أم لا، فأنا أنتخب عضو مجلس الشعب، الذى يحمل صوتى للحكام وبقية الأجهزة، فأنا الشعب، وأنا القوة التى تساند جميع السلطات، وأنا مصدر كل السلطات وأنا السيد هنا، فلو حصل العكس ستكون مصيبة سوداء، فمقولة الفرد فى خدمة المجتمع فاشلة، ولكن العكس هو الصحيح، المجتمع فى خدمة الفرد، وليس الفرد فى خدمة المجتمع، لأنه لو حدث العكس سيظل الفرد يخدم المجتمع بدون دية.