أثار تفشى فيروس «زيكا» فى دول الأمريكتين وبعض الدول الأوروبية استنفاراً عالمياً، وسط مخاوف من أن يصيب نحو 4 ملايين شخص، نظراً لسرعة انتقاله بين البشر ومخاطر على صحة الإنسان.
والفيروس تنقله بعوضة «الزاعجة المصرية»، وينتشر بين البشر من خلال لسعات البعوض المصاب بالفيروس، وقد تظهر على المصاب أعراض تتمثل فى حكة الجل والحمى وآلام المفاصل والعضلات وارتفاع درجة حرارة الجسم وظهور طفح جلدى، رغم أن 80% من المصابين بالفيروس لم تظهر عليهم أى من تلك الأعراض التى تستمر نحو أسبوع، ولا يوجد مصل للوقاية من الفيروس.
وينتمى «زيكا» إلى عائلة الفيروسات المصفرة أو المسببة للحمى الصفراء التى ظلت محصورة فى أفريقيا وآسيا منذ الخمسينيات وحتى 2007، حين امتدت شرقا إلى جنوب ووسط أمريكا، وله صلة بحمى الدنك ومرض غرب النيل وينقله بعوض من المناطق الاستوائية.
ولم يكن فيروس «زيكا» الذى رصد بأفريقيا فى 1947 معروفاً فى الأمريكتين حتى العام الماضى، حيث ظهر فى شمال شرق البرازيل ثم واصل انتشاره بسرعة فى أمريكا اللاتينية عبر البعوض من جنس (إيديس إيجبتاى) أو «الزاعجة المصرية» والذى ينقل حمى الدنك والحمى الصفراء وفيروس التشيكونجونيا.
وأوضحت منظمة «باهو» منظمة الصحة لعموم الدول الأمريكية والذراع الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، أن الفيروس قد يكون مرتبطاً بمواليد فى البرازيل أصيبت بتلف فى المخ، إذ أوضح باحثون فى البرازيل ومنظمة الصحة العالمية أن هناك أدلة متنامية تربط بين الفيروس وصغر الرأس (مايكروسيفالى) وهو خلل فى النظام العصبى يؤدى إلى مواليد ذوى رؤوس وأدمغة أصغر من المعتاد.
وأشارت «باهو» إلى أنه لا يوجد فى الأمريكتين دليل على أن الفيروس يمكن أن يؤدى إلى الوفاة، لكن تقارير أفادت بحدوث مضاعفات خطيرة لدى أشخاص يعانون من أمراض أو حالات أخرى تؤدى إلى الموت، غير أن المعلومات عن إمكانية انتقال المرض من نساء حوامل مصابات بالفيروس إلى الأجنة خلال فترة الحمل والمواليد من خلال الرضاعة الطبيعية «محدودة للغاية».
وسجلت مناطق شمال شرق البرازيل زيادة كبيرة فى حالات المواليد المصابين بصغر الرؤوس والأدمغة، ونصحت وزارة الصحة الكولمبية النساء بتأخير الحمل ما بين 6 و8 أشهر لتفادى مخاطر محتملة ذات صلة بالفيروس، كما تفشى الفيروس فى الإكوادور والسلفادور وجواتيمالا وهايتى وهندوراس والمكسيك وبنما وباراجواى وبورتريكو وسورينام وفنزويلا ودول أخرى، وفى كولومبيا أصاب «زيكا» 13500 شخص، ورصدت ألمانيا 5 حالات إصابة مؤكدة بعدوى الفيروس.
وثمة تقديرات تشير إلى أن عدوى «زيكا» قد تصيب من 3 إلى 4 ملايين شخص فى الأمريكتين، منهم 1.5 مليون شخص فى البرازيل وحدها، فيما قالت وزارة الصحة البرازيلية إن عدد حالات الاشتباه بصغر حجم الرأس زاد إلى 4 آلاف حالة.
وقالت مارجريت تشان، مديرة منظمة «باهو» إن لجنة طوارئ تابعة للمنظمة ستجتمع فى أول فبراير لاقتراح رد دولى على تفشى العدوى التى يشتبه بصلتها بولادة أطفال مشوهين فى البرازيل، مشيرة إلى تسجيل حالات إصابة فى 23 دولة وإقليما بالمنطقة.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أن هناك جهتين محتملتين لابتكار لقاح ضد «زيكا» وقد تبدأ الاختبارات الإكلينيكية على البشر أواخر العام الجارى، ولن يكون هناك لقاح متوافر على نطاق واسع إلا بعد بضع سنوات.
وأصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تحذيرات بعدم سفر الأمهات الحوامل إلى 14 دولة بمنطقتى الكاريبى وأمريكا اللاتينية التى ينتشر بها الفيروس، بعد رصد 31 إصابة فى الولايات المتحدة. وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما دعا إلى سرعة تطوير اختبارات ولقاحات للفيروس.