هو جوهر الصقلي، ويسمى أيضا بجوهر الرومي، وكان أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي وهو مؤسس مدينة القاهرة وباني الجامع الأزهر، وينسب للشيعة، وهو مولود في صقلية في 928 ميلادية، وكان أحد الأمراء من أصل يوناني في جزيرة صقلية.
أسر أثناء الحرب بين كرواتيا وفينيسيا وبعد سنوات سافر للخليفة المنصور بالله الفاطمي الذي كان يتخذ من مدينة المهدية في تونس عاصمة له حيث قضى جوهر معظم سنوات حياته، وأصبح بعد ذلك قائد القوات الفاطمية في عهد المعز لدين الله الذي أعتقه وجعله من المقربين إلى البلاط الفاطمي وسرعان ما أثبت جوهر كفاءته بأن ضم مصر التي كانت تحت حكم الإخشيديين وسلطان العباسيين إلى سلطان الفاطميين.
أنشأ «الصقلي» مدينة القاهرة في 969 بأمر من الخليفة المعز لدين الله بهدف جعلها عاصمة للدولة الفاطمية، ثم أمر ببناء الجامع الأزهر ليكون مركزا علميا ودينيا عالميا وكان الصقلي قد واصل توسعاته إلى أن وصل فلسطين وأخضعها للحكم الفاطمي وتوقف عند وصوله الشام التي كانت تحت حكم القرامطة ولم يستطع فتحها.
حكم «الصقلي» مصر 4 سنوات نيابة عن الخليفة الفاطمي، وبعد وصوله إلى القاهرة لم يعهد إليه بمهمة جديدة حتى ظهور خطر القرامطة في بلاد الشام فاستعان المعز لدين الله به سنة في 974 لقتالهم، وقد توفي جوهر الصقلي «زي النهارده» في 28 يناير 992 ميلادية في القاهرة.
أما عن فتح مصر وبناء القاهرة فتقول ملابساته إنه بعد أن أدى الضعف في الدولة العباسية في بغداد تمكن الفاطميون من توحيد المسلمين في الاستيلاء على مصرفي يونيو 969 ودخل جوهر الصقلي الفسطاط، وأصبحت بذلك مصر ولاية تابعة للخلافة الفاطمية التي اتخذت من تونس عاصمة لها منذ عهد الخليفة المهدي في 909 إلى أن وصل الأمر للخليفة المعز لدين الله أبوتميم الذي تولى الخلافة الفاطمية في المغرب سنة 952 وفكر في الاستيلاء على مصر وضمها للخلافة الفاطمية خاصة مع اضمحلال النفوذ العباسي.
وبدخول «الصقلي» مصر زال نفوذ الإخشيديين والعباسيين عنها، وأصبح نفوذ الدولة الفاطمية يمتد من المحيط الأطلنطى غربا إلى البحر الأحمر شرقا، وقد وصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر في يونيو 973 واتخذها مقراً له، وأصبحت مصر منذ ذلك الحين وطيلة حكم الفاطميين دار خلافة بعد أن كانت دار إمارة.
أصبحت القاهرة عاصمة لهذه الدولة، وكانت الدولة الفاطمية أعظم الدول الإسلامية في وقتها مع أنها كانت دولة شيعية، حيث انتشرت جميع أنواع العلوم من الطب والفلسفة والاجتماع والاقتصاد وغير ذلك فقد كانت تدرس في الجامع الأزهر الذي بناه الفاطميون ولا يزال المسلمون ينتفعون به إلى يومنا هذا، ودعمت الدولة الفاطمية العلم والعلماء ووفرت لهم كل ما يحتاجونه لرفع راية العلم في جميع العلوم ومن هؤلاء العلماء الحسن بن الهيثم.