فى ذكرى «جمعة الغضب» ونزول الجيش إلى الشوارع .. أين أعضاء المجلس العسكرى بعد 5 سنوات ثورة؟

كتب: محمد البحراوي الأربعاء 27-01-2016 21:48

كان عدد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال ثورة 25 يناير، 23 عضواً إضافة إلى رئيس المجلس ونائبه، إلا أن إصدار الرئيس الأسبق محمد مرسى قراراً بإحالة المشير محمد حسين طنطاوى، القائد العام للقوات المسلحة، والفريق سامى عنان، رئيس الأركان، وعدد من القادة للتقاعد- فتح الباب أمام إحالة باقى القادة للتقاعد، بقرار من الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، آنذاك، والذى أصبح رئيسا فيما بعد، بينما ظل 5 أعضاء فى الخدمة حتى الآن.

وتجيب «المصرى اليوم» عن سؤال يدور فى أذهان الكثيرين، وهو: «أين قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ ثورة يناير 2011؟».

المشير طنطاوى، رئيس المجلس، الذى أحيل للتقاعد فى 12 أغسطس 2012 بقرار من الرئيس الأسبق محمد مرسى- صدر قرار بتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية فور إحالته للتقاعد، وظل فى منصبه حتى عُزل مرسى، فى ثورة 30 يونيو. مصادر مقربة من المشير طنطاوى قالت إنه لم يكن يمارس أى دور أثناء تواجده فى منصب مستشار رئيس الجمهورية، وكانت العلاقة بينه وبين مرسى فاترة، ولم يكن طنطاوى يحب مرسى على الإطلاق، لذلك كان قرار تعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية بعد منحه قلادة النيل مجرد حبر على ورق. ويقضى المشير طنطاوى وقته حالياً، حسب المصادر، فى ممارسة بعض الرياضات التى يفضلها، ولم يتوانَ عن ممارستها فى أى وقت من الأوقات، مشيرة إلى أنه لم يكن مدخناً للسجائر فى يوم من الأيام، إلا أنه كان فى بعض الأحيان يفضل تدخين السيجار الذى كان يهديه له بعض أصدقائه أو وزراء دفاع دول أخرى، أثناء زيارتهم مصر. ولفتت المصادر إلى أن طنطاوى كان يمارس الرياضة فى جهاز الرياضة العسكرى، ويلعب الكرة فى الصالة المغطاة، ويستمتع بمشاهدة مباريات كرة القدم، خصوصاً فريق نادى الزمالك الذى يشجعه بحرارة بالغة.

المشير طنطاوى، المولود فى 31 أكتوبر 1935، والذى كان يبلغ من العمر 76 عاماً عندما اندلعت ثورة 25 يناير، قال أحد كبار أعضاء المجلس العسكرى، أثناء ثورة 25 يناير، عنه إنه لم يتم إنصافه حتى الآن، ولولا حكمة هذا الرجل وهدوؤه وتعامله بتفكير متأنٍّ مع الأحداث الصعبة التى مرت بها مصر لحدث ما لا تحمد عقباه.

يأتى فى المقام الثانى الفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذى يقضى حياته الآن فى منزله بالقاهرة الجديدة، ويبلغ من العمر 68 عاماً، وهو من مواليد عام 1948، وكان عنان تقدم باستقالته هو الآخر من منصب مستشار الرئيس الأسبق محمد مرسى، عند اندلاع ثورة 30 يونيو، وقرر بعدها الترشح لرئاسة الجمهورية، إلا أنه تراجع عن قراره بعدما نجح بعض السياسيين والإعلاميين فى إقناعه بالتراجع عن هذا القرار.

ويأتى بعد ذلك الفريق عبدالعزيز سيف الدين، صاحب الـ67 عاماً، الذى تولى قيادة قوات الدفاع الجوى، منذ عام 2005 حتى 2012، وتم تعيينه فى قيادة قوات الدفاع الجوى خلفاً للفريق سامى عنان، الذى تم تصعيده إلى منصب رئيس الأركان، إلا أن سيف الدين ما زال فى دائرة الضوء حتى الآن، حيث يشغل منذ إحالته للتقاعد فى أغسطس 2012، منصب رئيس الهيئة العربية للتصنيع. وقالت مصادر عسكرية إن سيف الدين كان الرجل الثالث فى المجلس العسكرى، وهو الذى كتب العديد من بيانات القوات المسلحة، وكذلك خطاب تنحى مبارك، بعد اتصالات تمت بينه وبين المشير طنطاوى والفريق عنان وحسنى مبارك.

أما الفريق رضا حافظ، قائد القوات الجوية، عضو المجلس العسكرى أثناء ثورة 25 يناير، فعمل وزيراً للإنتاج الحربى، بعد إحالته للتقاعد فى أغسطس 2012، إلا أنه توفى يوم 3 ديسمبر 2013، عن عمر يناهز 61 عاماً، إثر أزمة صحية عانى منها لمدة شهر، وتم تعيين اللواء إبراهيم يونس وزيراً للإنتاج الحربى خلفاً له.

وكان الفريق مهاب مميش، قائد القوات البحرية الأسبق، عضوا بالمجلس العسكرى أثناء الثورة، وتولى منصب رئيس هيئة قناة السويس، بعد إحالته للتقاعد فى أغسطس 2012، ويبلغ من العمر 68 عاماً.

«مميش» قال فى حوار أجرته «المصرى اليوم» معه إنه علم أن الرئيس الأسبق محمد مرسى سيطيح بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بقيادة المشير طنطاوى، لأنه فى الاجتماع الأخير للمجلس العسكرى مع مرسى قبل قرار الإحالة للتقاعد حدث شىء أقرب للمشادة بين مرسى وطنطاوى، حيث طلب مرسى من طنطاوى تغيير شىء معين فى أساليب تدريب القوات المسلحة، وهو ما رفضه طنطاوى، ورد على مرسى قائلاً: «ده شغلنا يافندم واحنا فاهمينه كويس».

وأضاف مميش: «كنا نعلم جميعاً كأعضاء فى المجلس العسكرى أن اللواء عبدالفتاح السيسى، هو وزير الدفاع القادم، لأنه كان القائد المفضل لدى المشير طنطاوى، وكان يعتبره ابنه، ودائماً ما يتحدث أعضاء المجلس عن أن عبدالفتاح السيسى سيصبح وزير الدفاع القادم، وهو ما تحقق بالفعل»، موضحاً أن السيسى كان يتسم بكثير من المميزات دون أعضاء المجلس الآخرين.

يأتى ذلك فيما خرج من الخدمة نهائياً عدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أثناء ثورة 25 يناير، كاللواء إسماعيل عتمان، واللواء محمد صابر عطية، واللواء حسن الروينى، واللواء مختار الملا، واللواء عادل عمارة، واللواء ممدوح عبدالحق، واللواء طارق المهدى الذى تم تعيينه رئيساً لمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، أثناء ثورة يناير، ثم انتقل للعمل كمحافظ للوادى الجديد، ثم البحر الأحمر، ثم الإسكندرية، قبل أن يتم تغييره فى حركة المحافظين قبل الأخيرة، واللواء نبيل محمد فهمى، قائد المنطقة الشمالية وقت الثورة، واللواء محمد العصار، مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح، الذى أصبح وزيراً للإنتاج الحربى، واللواء سامى دياب، مساعد وزير الدفاع وقت الثورة.

كما خرج من الخدمة اللواء محسن الفنجرى، صاحب التحية الشهيرة لأرواح الشهداء، يوم تنحى مبارك، واللواء محسن الشاذلى، الذى كان قائداً للمنطقة الجنوبية العسكرية أثناء ثورة 25 يناير، وتمت ترقيته إلى منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، قبل أن تتم إحالته للتقاعد فى يوليو الماضى، وتمت إحالة اللواء طاهر عبدالله إلى المعاش فى 2015.

ظل من أعضاء المجلس العسكرى منذ الثورة 5 فقط فى الخدمة حتى الآن، أبرزهم الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الذى كان يشغل وقت ثورة 25 يناير منصب قائد الجيش الثالث الميدانى بالسويس، حيث كان يبلغ من العمر وقتها 56 عاماً.

الفريق أول صدقى صبحى، المولود فى 12 ديسمبر عام 1955، تولى قيادة الجيش الثالث عام 2009، وترك هذا المنصب فى 12 أغسطس 2012، بعد أن أصدر الرئيس الأسبق محمد مرسى قراراً بإحالة عدد من قادة القوات المسلحة للتقاعد، وتعيين عدد من القادة الجدد، من بينهم صبحى الذى تولى منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بعد ترقيته إلى رتبة فريق خلفاً للفريق سامى عنان، واستمر فى منصبه حتى أصدر الرئيس «المؤقت» عدلى منصور قراراً فى 26 مارس 2014 بترقيته إلى رتبة فريق أول وتعيينه وزيراً للدفاع والإنتاج الحربى، خلفاً للمشير السيسى الذى تقدم باستقالته، معلناً ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية.

من بين الأعضاء الـ5 الفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة حالياً، والذى كان يشغل منصب قائد المنطقة الغربية العسكرية فى 25 يناير، وكان يبلغ عمره فى هذا التوقيت 58 عاماً، وهو من مواليد 11 مايو 1953، وانتقل عندما كان برتبة لواء إلى منصب رئيس هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة، خلفاً للواء محسن الفنجرى، وذلك بعد اندلاع ثورة يناير بعدة أشهر، حتى أصدر الفريق أول عبدالفتاح السيسى، فى نوفمبر 2012 قراراً بتعيينه مديراً لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، واستمر فى قيادتها حتى عينه الرئيس عدلى منصور، فى 26 مارس 2014، رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة.

ومن بين من استمروا فى الخدمة حتى الآن اللواء ممدوح شاهين، مساعد وزير الدفاع للشؤون القانونية، والذى برز اسمه منذ الأسابيع الأولى لثورة 25 يناير، حيث كان أول عضو بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة يظهر فى الفضائيات بصحبة اللواء محمد العصار، ويعد أبرز الخبرات القانونية العسكرية الذى تعتمد عليه القوات المسلحة فى كل ما يتعلق بقوانينها العسكرية وتشابكها مع الجهات الأخرى فى الدولة أثناء إعداد القوانين.

كان اللواء ممدوح شاهين عضواً فى الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، المسماة بـ«لجنة المائة»، والتى تم إعلان تشكيلها فى 25 مارس 2013، ومن المعروف أن اللواء شاهين تخطى السن القانونية لبلوغ ضباط القوات المسلحة سن التقاعد، إلا أن منصب مساعد وزير الدفاع لا يرتبط قانوناً بسن محددة، فهو يخضع لقواعد حاجة القوات المسلحة لخدمات أى من رجالها.

ومن بين هؤلاء الأعضاء أيضا اللواء محمد فريد حجازى، حيث يتولى منصب الأمين العام لوزارة الدفاع. وشغل حجازى منصب قائد الجيش الثانى الميدانى لمدة عامين من يوليو 2010 حتى يوليو 2012، ليعمل بعدها مساعداً لوزير الدفاع’ ثم أميناً عاماً للوزارة، ويعد أحد أبرز القادة الذين لهم باع طويل فى الخدمة الجيوش الميدانية فى صفوف القوات المسلحة.

كما أن اللواء عادل المرسى، رئيس هيئة القضاء العسكرى أثناء ثورة 25 يناير، لا يزال موجوداً فى الخدمة فى صفوف القوات المسلحة، حيث يتولى منصب مساعد وزير الدفاع، وكان عضواً معيناً بمجلس الشورى عام 2012.