أحمد يوسف عبدالنبى* يكتب: حقائق وأحلام فى الذكرى الخامسة لـ«25 يناير»

اخبار الأربعاء 27-01-2016 21:11

لا يستطيع عاقل أن ينكر أن ثورة 25 يناير ثورة شعبية ناجحة، لأنها أسقطت نظام حكم قائما، وأقامت نظام حكم جديدا، لم يلب طموحات المصريين فكانت ثورة 30 يونيو للتصحيح. إن 25 يناير ثورة بحجم الملايين التى شاركت فيها من كل فئات الشعب، وليس من العدل أن نظلم الحراك الثورى لملايين المصريين، على حساب فئة قليلة ضلت الطريق. ثورة 25 يناير، ثورة بحكم الدستور المصرى الجديد، الذى وافق عليه جميع المصريين، فى ثورة 25 يناير، لم يخالف الجيش المصرى مهمته فى حماية الشرعية الدستورية، لأن الشرعية الدستورية آنذاك، عادت لأصحابها الأصليين، لملايين المصريين فى الميادين، فقام الجيش بحمايتهم وتأمين تنفيذ مطالبهم، وفى المرحلة الانتقالية من ثورة 25 يناير، حافظ الجيش والمجلس العسكرى على كيان الدولة المصرية، فى معركة مصير، وفى مرحلة انتقالية مفصلية من تاريخ مصر.

ثورة 25 يناير، كسرت حواجز الجمود السياسى والاجتماعى والخوف للشعب المصرى، وخلقت حالة من الانتماء الوطنى والوعى السياسى لدى كل فئاته، الأمر الذى شكل حجر الأساس لثورة 30 يونيو.

أحلم فى الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، بتفعيل مبادرة الرئيس «نحو مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر»، بتأسيس منظومة تعليم مصرى حقيقى، فالتعليم والتفكير والبحث والابتكار هى قواعد الارتكاز لبناء مصر الجديدة والحديثة، ومجتمع مصرى متعلم بجد، يمثل أحد أهم مقومات النهضة والتقدم فى مصر وحائط الصد أمام حروب الجيل الرابع.

أحلم أن تصبح مصر فى عيون المصريين والمجتمع الدولى، دولة القانون، وأهم آليات تنفيذ هذا الحلم هو التطبيق الحاسم والجازم والعادل للقانون على كل المصريين سواسية واحترام كل مصرى للقانون عن قناعة ورضا.

أحلم أن يرفع كل مصرى شعار «لا مستحيل»، فالثابت تاريخياً أن كل الدول التى تقدمت، وسبقتنا فى الحداثة والنهضة لم يتوفر لها ثرواتنا من الحضارة والتاريخ الإنسانى، والمرتكزات الديموجرافية الواعدة، وقد بدأت هذه الدول نهضتها بمنظومة عمل جاد ومخلص، ورفعت شعار لا مستحيل، وعبرت به كل أزماتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأصبحت دول فاعلة فى المجتمع الدولى.

أحلم أن تتحول أحلام الشباب فى مصر، من مصر الثورة إلى مصر الدولة، مصر الدولة الزراعية باستصلاح واستزراع ملايين الأفدنة، مصر الدولة الصناعية بإنشاء آلاف المصانع وعشرات المناطق الصناعية والتكنولوجية، مصر القوية الرادعة بأقوى وأحدث جيش عربى وإقليمى، مصر الآمنة بشعبها العبقرى الواثق والفاعل والقادر.

أحلم باستدعاء روح نصر أكتوبر العظيم لاستنهاض إرادة المصريين، فالميراث الحقيقى لنصر أكتوبر هو روح هذا النصر العظيم، وحلم بناء مصر الجديدة يتطلب حلم عبور عظيم، كعبور أكتوبر، وبناء مصر الجديدة يحتاج إلى جيش بنائيين من المصريين من كل طوائف الشعب سلاحهم العلم والمعرفة وروح أكتوبر العظيم.

* قائد قوات حرس الحدود أثناء الثورة