وجع معتز الألفى!

سليمان جودة الأربعاء 27-01-2016 21:12

أهم شىء تخرج به من الحوار المنشور مع رجل الأعمال معتز الألفى، على صفحات «المصرى اليوم» صباح أمس، أن الرئيس يقف فى ناحية، والدولة كلها تمشى فى ناحية أخرى تماماً، وأنه لا علاقة بين الطرفين من أى نوع، وهو شىء مخيف للغاية!

الحوار أجرته الأستاذة رانيا بدوى، وهو مُتاح لمن يريد أن يعود إليه، وإن كانت العودة له سوف تزيدك هماً فوق همومك!

ومن الأمانة أن أقول إن قدراً لا بأس به من المعانى التى جاءت فى لسان الألفى، قد جاء من قبل، على لسان المهندس حسين صبور، رئيس جمعية رجال الأعمال، فى حوار معه فى جريدة «الصباح»، وقد أشرتُ إليه فى وقته، لعل أحداً ممن يعنيهم الأمر فى الدولة يتحرك، فإذا بنا وكأننا نتكلم مع أنفسنا!

يقول الألفى، فى حواره، إن وزارة الاستثمار لا توجد أى علاقة لها بالاستثمار، وهو نفس المعنى تقريباً الذى نطق به «صبور» فى حواره، قبل نحو شهرين، ثم لم يتغير شىء.. أى شىء لوجه الله!

أذكر أنى كنت قد كتبت شيئاً يخص ملف الاستثمار، فى الأيام الأولى لمجىء أشرف سالمان إلى منصبه، كوزير مسؤول عن هذا الملف، وأذكر أنى تلقيت منه اتصالاً، وأنى سمعت منه كلاماً دعانى وقتها إلى التفاؤل، ولكن تفاؤلى راح يتبدد، يوماً بعد يوم، وأنا أقرأ، يوماً بعد يوم أيضاً، أن الوزير مع وزارته لا يقدمان أى شىء لأى مستثمر، وأن المستثمر الجاد فى البلد متروك لمصيره، وأنه كلما طرق باباً، ليجد وراءه حلاً لمشكلة عنده، قيل له: أمامك القضاء!

الألفى يقولها هكذا صراحة، ويضيف أنه لا يوجد وزير يضع توقيعاً على ورقة، وأن الأيادى مرتعشة جداً، وأن هذه الأيادى، تحديداً، هى التى تتحكم فى الاستثمار، وأن انتظار مزيد من المستثمرين، فى ظل هذا الحال، هو نوع من الوهم، كما أن انتظار أن تكون هناك فرصة عمل لأى عاطل، فى ظل وضع من هذا النوع البائس، هو السراب بعينه!

ماذا بعد أن يقول صاحب الحوار إن التجربة قد أثبتت له أن الرئيس يقول ما يريد، وأن الموظف فى مكانه يفعل ما يريد؟!.. ماذا بعد هذه العبارة الموجعة، وما الذى تنتظره الأجهزة المعاونة للرئيس، وماذا تنتظر الحكومة نفسها، بينما كلام خطير كهذا لا يقال لأول مرة.. بل قيل من قبل مرات، ومرات؟!

نقطة الضوء الوحيدة فى الحوار أن الألفى متفائل بوجود رجل، مثل الدكتور أحمد درويش، على رأس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وما عداها أتمنى من قلبى لو أنه وصل الرئيس، ليرى حجم الفجوة بين الواقع، وبين ما يقوله ويدعو إليه!

يا أيها المحيطون بالرئيس.. ضعوا هذا الحوار أمامه من فضلكم.. ضعوه من أجل خاطر هذا البلد!