لاقت خطوة إنشاء أولى لوبي سعودي بالولايات المتحدة، مارس المقبل، تحت مسمى لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية أو«سابراك»، تأييدًا من بعض الخبراء فقد أكدوا على أنها حق مشروع بينما رأى البعض الآخر أن المنطقة بحاجة إلى لوبي عربي وليس سعودي.
وتعود فكرة «سابراك» إلى بداية عام 2015، حيث قال المحلل السعودي، سلمان الأنصاري، في تصريحات خاصة لـ«سي إن إن»، إنه عمل على تأسيسها منذ بداية العام المنصرم بهدف للوصول إلى المواطن الأمريكي وتثقيفه حول كافة القضايا الخاصة بشأن العلاقات السعوديّة الأمريكيّة والشؤون العربية.
ويذكر أن الولايات المتحدة بها العديد من مجموعات الضغط لعل أبرزها وأهمها اللوبي الصهيوني، الذي يسعى لتقديم المساعدة والدعم لإسرائيل وجعلها القوة العسكرية المسيطرة في الشرق الأوسط، حيث تحتل الجماعة اليهودية الأمريكية قمة الهرم الاجتماعي وتشكل 34% من بين أغنى 475 عائلة أمريكية يسيطرون على كبريات الشركات الصناعية والتجارية، ويمول اللوبي باستمرار الدراسات والأبحاث.
ووفقًا للمركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي، فإن نظام الانتخابات في الولايات المتحدة ساعد في أن يقوم اليهود بدور ملحوظ في الانتخابات بسبب تركزهم في بعض أهم الولايات التي تقرر مصير الانتخابات (نيويورك، كاليفورنيا، فلوريدا).
كما يوجد اللوبي الإيراني الذي يتكون من مجموعتين الأولى تعمل في أجهزة الإعلام الأمريكية ومنظمات بحثية، والثانية مرتبطة بصناعة النفط بشكل خاص ويبلغ عدد الإيرانيين المقيمين بواشنطن أكثر من 3 ملايين نسمة وتصل ثرواتهم إلى 400 مليار دولار حسبما ذكر موقع «العربية نت».
وعلق الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على فكرة إنشاء لوبي سعودي في الولايات المتحدة بأنها «قانونية» للدفاع عن مصالح الدول، مشيرًا إلى أن السعودية لها الحق في إنشاء مجموعة ضغط لها بواشنطن لحماية مصالحها.
وحول أسباب إنشاء فكرة مجموعة الضغط السعودية، أرجع «يوسف» ذلك إلى وجود جديد في السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط خاصة الانفتاح على إيران بتوقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها، ومن ثم اتخذت السعودية خطوات لمواجهة هذه التطورات من خلال تعزيز علاقاتها ببعض الدول مثل روسيا.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن السياسة الأمريكية لا تبنى على لوبي قوي أو ضعيف، موضحًا أن الولايات المتحدة لن تغير علاقاتها مع إيران بصرف النظر عن موقف دول الخليج.
ومن أجل زيادة نفوذ اللوبي السعودي على غرار اللوبي الصهيوني، قال إن اللوبي الصهيوني راسخ في الولايات المتحدة حيث لديه قنوات إعلامية ومنظمات والسعودية بحاجة إلى دراسة حقيقة للواقع السياسي الأمريكي وتنظيم جيد وتمويل قوي.
فيما قالت الدكتورة رباب مهدي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إنها ليست فكرة جديدة، مشيرة إلى أن «السعودية ومعظم دول الخليج لديها شركات بدول أوروبا والولايات المتحدة من زمان لتحسين صورتها والعمل على دعم مواقفها الخارجية».
ولفتت «مهدي» إلى أن المنطقة بحاجة إلى لوبي عربي وليس سعودي، مضيفة أن المشكلة هنا مشكلة استراتيجية عامة وأهداف واضحة وتقاطع مصالح.
وحول الدور المصري في اللوبي العربي، أشارت إلى أن القاهرة بحاجة إلى سياسة خارجية واضحة المعالم وأن تلعب دورًا قياديًا في المنطقة «فالسعودية هي التي تقود المنطقة وليس مصر»، حسب رأيها.