لا يعنينى من سيقبل أو سيرفض التعيين فى مجلس إدارة الأهلى بعد حكم القضاء ببطلان الانتخابات الأخيرة، ورغبة وزير الرياضة فى إعادة تعيين نفس المجلس لحين إجراء انتخابات جديدة.. يعنينى فقط هذا الانفعال والصخب والتطرف والحدة التى تعامل بها كثيرون مع الأمر، وهذا الإسراف فى توزيع الاتهامات أو الأوسمة المجانية.. يعنينى خطر تعطيل العقل والفكر والبقاء أسرى لزنازين المشاعر الشخصية، سواء كانت حباً أو كراهية، وقبولاً أو رفضاً.. فالقضاء الذى حكم ببطلان إجراءات الانتخابات الأخيرة التى جاءت بهذا المجلس كان واضحاً وصريحاً وخلا تماماً من أى اتهامات طالت هذا المجلس وكل أعضائه، وأنهم لم يتلاعبوا بأصوات الجمعية العمومية التى اختارتهم بأغلبية كاسحة لإدارة النادى.. وليس فى حكم القضاء وأسبابه ما يمكن أن يوحى بأن هذا المجلس لم يكن لينجح لو أن إجراءات الانتخابات كانت كلها صحيحة.. وبصرف النظر عن أن كثيرين ممن أعطوا أصواتهم لهؤلاء بدأوا يراجعون أنفسهم، فهذا المجلس يبقى حتى الآن هو آخر اختيار رسمى للجمعية العمومية للأهلى لحين الاختيار من جديد..
فإذا كان من الضرورى حل هذا المجلس نتيجة أخطاء فى إجراء الانتخابات.. فهل الأفضل هو الإبقاء على من اختارتهم الجمعية العمومية نفسها وإرادتها فى آخر انتخابات.. أم تعيين مجلس جديد يختاره وزير الرياضة.. أم إسناد كل شؤون النادى وأموره لرجل واحد هو مدير النادى مع كل الاحترام له؟.. أيها الاختيار الأرجح بحسابات العقل والمنطق.. ولماذا فجأة أصبح كثيرون يتهمون من سيقبل من أعضاء المجلس الحالى بالبقاء فوق مقعده بخيانة الأهلى والإساءة إليه.. أين هى الخيانة أو الإساءة؟.. ومتى أصبح الذى خاض الانتخابات ونجح فيها خائناً ومجرماً وتتم محاسبته، وليس الموظفين الذين أخطأوا وأساءوا إدارة تلك الانتخابات؟!..
وإذا كان هناك من لا يريدون استمرار هذا المجلس نتيجة أخطائه وسوء إدارته للنادى، أو لأنه لم يفز بالدورى الماضى ولم يتعاقد مع جوزيه.. فهذا حقهم المشروع، لكن لا داعى لإقحام كبرياء الأهلى وكرامته فى هذا الأمر.. فالمدير الذى لا يمانعون فى إسناد إدارة النادى له هو الرجل الذى اختاره هذا المجلس المغضوب عليه.. وبحسابات العقل أيضاً.. هل الأفضل للأهلى أن تديره مجموعة حتى لو كانت مختلفاً عليها أم يديره شخص واحد فقط بمفرده مهما كانت خبراته وإمكاناته؟.. ومتى سيدرك كل هؤلاء الذين انهالوا هجوما وسخرية ورفضا لوزير الرياضة واتهموه بتدمير وتخريب الأهلى لأنه يفكر فى تعيين نفس المجلس، الذى سبق أن اختارته الجمعية العمومية للنادى دون تزوير أو تدخل من أحد.. وأن الوزير كان بإمكانه أن يختار مجلساً جديداً للنادى وفق هواه وعلاقاته الشخصية، وأن قانون الرياضة الحالى يمنحه الحق والحرية فى ذلك دون أن يمنعه حتى القضاء؟.. ولهذا أنا مع بقاء المجلس الحالى لحين الانتخابات الجديدة، لأن هذا هو الأصلح للأهلى، وليس كما يزعم البعض خوفاً من اللجنة الأوليمبية الدولية ووهم الميثاق الأوليمبى، وكل هذا الوهم الذى لم يعد صالحا للاستخدام الرياضى والإعلامى.