قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الشريعة الإسلامية ضمنت الحقوق التي لم تفرق بين إنسان وإنسان، وضمت بين ثناياها كمًّا هائلاً من الحقوق التي يتساوى فيها المسلم وغير المسلم؛ باعتبارهما من جنس بشري واحد مصداقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وأضاف مفتي الجمهورية خلال مشاركته في مؤتمر «حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية»، الذي يعقد بمدينة مراكش المغربية، الاثنين،أن الإسلام أنقذ الإنسانية من كل آفات العصبية، سواء كانت للأرض أو اللون أو الجنس أو القبيلة، كونها جميعًا تخالف ما جاء به الإسلام السمح، فالجميع من أب واحد وهو آدم عليه السلام.
وشدد مفتي الجمهورية في كلمته على أن الإسلام قد كفل للأقليات غير المسلمة في البلاد الإسلامية حقوقها كاملة غير منقوصة، وجاء على رأس هذه الحقوق كفالة حرية الاعتقاد، والتي جسدتها القاعدة القرآنية في قوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}.
وذكر أن الإسلام حفظ في هذه المواثيق لتلك الأقليات حرية الاختلاف في المعتقد الديني وحرية إقامة هذا المعتقد، ونص على احترام الوجود المؤسسي لهم بعدم تغيير أسقف ولا راهب، كما نص على العدل في القضاء والمساواة في تحمل الأعباء المالية، وكفل لهم الحرية الدينية دون إكراه.
وأكد في كلمته أن الإسلام ألزم الدولة المسلمة أن ترعى حقوق الأقليات غير المسلمة المتواجدون على أراضيها من أي عدو خارجي لأن لهم حق الدفاع عنهم ضد كل ما يؤذيهم، بل إن الإسلام أوجب على المسلمين فك الأسير من المعاهَدين.