#أنا_شاركت_في_ثورة_يناير
#انا_مشاركتش_في_ثوره_يناير
هاشتاج وهشتاج مضاد انتشرا في الذكرى الخامسة لثورة يناير، مازال الجدل حول الثورة العظيمة قائما، أتعجب من الذي لا يستحى فينكرها، فهل يوجد مصرى يحب الخير لبلده ضد ثورة يناير؟
قبل يناير كان هناك إجماع أن مصر في حاجة لثورة ضد الفساد، مع تأسيس وتكريس دولة قانون وعدل ومساواة. اندلعت الثورة بعد توحش العشوائيات وهيمنة الفقر، وانفراد شلة جمال مبارك بحكم البلاد والعباد، واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، وتزايد البطش والقمع والتعذيب في مقار الشرطة، وتراجع القانون أمام المحسوبيات.
ثلاثة عقود من حكم مبارك حولت مصر لمستنقع راكد فاحت رائحته العفنة، وتحول الاستقرار إلى ركود وتيبس لجثة الجمهورية المباركية، التي تبذل جهدها لبقاء الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر أن يضرب رأسه في رأس أقرب مواطن، أو يشرب من ماء البحر المالح، أو النهر الملوث.
النظام الحاكم يستعد ببلادة وثقة لخطة التوريث، ويعهد لمهندس برلمان 2010 بالتنفيذ، كان أحمد عز وصحبه يظنون أن مصر تحت السيطرة والباقي مجرد حفنة من التائهين (خليهم يتسلوا)، لذلك وضعوا المعارضة بكل فئاتها خارج حساباتهم ورتبوا أمورهم مع الفئات الأكثر فسادا وطواعية، عقدوا التحالفات مع كهنة الثبات ورافضى التغيير.
لم يكن هناك شخص شريف ومخلص إلا ويستشعر ضرورة قيام ثورة تطهر مصر من هذا الركام، ويتمنى أن يرى هذه الثورة في حياته وأن يعيش زخمها، وحينما جاءت التف حولها الجميع: الشباب والشيوخ، الرجال والنساء، الطبقات الغنية والفقيرة، سكان المناطق الراقية وسكان العشوائيات، جمع الميدان بين الجميع، شعارات واحدة وهدف واحد، ورغبة جامحة في إسقاط النظام الذي أفسد الوطن.
لماذا تغير الحال واختلف الشركاء على الثورة؟
لا أعتقد أننا يمكن أن نختلف حول الثورة، فالثورة لا ينكرها إلا شرير، أو خبيث يريد أن يسلب من هذا الشعب أفضل لحظات عاشها في تاريخه الحديث، اللحظات التي شعر فيها أنه ليس صفرا على الشمال، ولكن إنسان يملك إرادة حرة قادر على أن يقول «لا» لنظام عاث في الأرض فسادا، لذلك أظن أن الاختلاف حول نتائج الثورة وليس على الثورة ذاتها، فالثورة ليست لحظة زمنية تنتهى عندها، لكنها بذرة تزرع في الأرض الطيية وتؤتى ثمارها كل يوم، فهى فعل مستمر، والدليل على ذلك ماحدث في 30 يونيو حين رفض الشعب من جديد استبداد حكم الإخوان ومحاولة الاستحواذ على السلطة، فالملايين خرجت لأنها تريد أن تكمل مسيرة إرادتها الحرة وتثبت قدرتها على الدفاع عن ثورتها.
كثيرون الآن يجدون في نظام الحكم القائم امتدادا لحكم مبارك، بعد أن خرجت فئران الفساد من الجحور، وتسللت من جديد إلى حياتنا تحاول أن تسممها بأمراضها المزمنة: النفاق، الأكاذيب، الاحتيال، الفساد. حتى جاهر البعض بالقول إن حكم السيسى أكثر استبدادا من حكم مبارك، وهراوة الداخلية الغليظة عادت من جديد لتمارس القمع تحت ستار مكافحة الإرهاب.
لا يمكن العودة للوراء، وكما قال هيكل بعد ثورة يناير عندما شبه المصريين بمعجون أسنان خرج من أنبوبته ولا يمكن أن يعود إليها من جديد، الناس لن تخرج في مظاهرات في الشوارع تطالب بإسقاط الرئيس، ليس خوفا أو مللا أو يأسا ولكن لأنها أدركت بوعى اكتسبته من التجربة، إن مرحلة النقض والهدم وما يتبعها من الفوضى انتهت، ولا يريد أحد أن يعود إليها، ولكنها أيضا تريد من الرئيس أن يحقق لها ما خرجت من أجله قبل 5 سنوات: «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، فالسكوت ليس معناه الرضا، وعدم التظاهر ليس معناه أن الشعب دفن آماله وارتضى بالموجود.
الثورة مستمرة.. وحتما ستزهر يوما بما يليق بمصر وبكل المصريين.. تحيا الثورة.. يحيا الشعب.. تحيا مصر.
ektebly@hotmail.co