■ اليوم عيد الشرطة بالتأكيد، فهو اليوم الذى أمر فيه وزير الداخلية فؤاد سراج الدين باشا عام 1952 قوات الشرطة فى الإسماعيلية بالاشتراك فى مقاومة القوات الإنجليزية فى قاعدة قناة السويس مع الجيش والمقاومة الشعبية، فاختلطت دماء المدنيين مع رجال الجيش والشرطة، كما اختلطت دماء المسلمين منهم مع المسيحيين، وأصبح يوماً لوحدة مصر وقوة مصر.
واليوم أيضاً عيد ثورة 25 يناير 2011 بالتأكيد، فهو اليوم الذى خرج فيه ملايين المصريين من كل الأجيال والطبقات فى كل شوارع مصر يطالبون بالحرية والديمقراطية، وجعلوا ميدان التحرير فى وسط القاهرة لمدة 18 يوماً «أيقونة» هزت العالم، ودخلت الثورة التاريخ، ولن تخرج منه إلى الأبد.
■ ومن تجليات الثورة الثقافية البداية الجديدة لجريدة «القاهرة» الأسبوعية التى تصدر عن وزارة الثقافة مع رئيس التحرير سيد محمود، فلم يعد القارئ يشعر أنها تصدر عن هذه الوزارة كجريدة رسمية لها، وإنما يصدرها من ينشرون فيها من الكتاب والنقاد والأدباء والفنانين.
ومن علامات «القاهرة» الجديدة صورة الغلاف، فمن كان يتصور أن يكون غلاف عدد الثلاثاء الماضى صورة المايسترو هشام جبر بمناسبة الحوار الذى أجراه معه محمد صالح، الناقد الموسيقى الكبير، والذى رفع فيه المايسترو الشاب شعاراً ثورياً حقيقياً فى قوله «علينا أن نقدم للجمهور ما يحتاجه، وليس ما يريده»، وهو شعار جدير بأن يكون لكل مؤسسات الفنون فى مصر.
■ أرسل الزميل الناقد السينمائى محمد رضا وهو عضو جمعية الصحافة الأجنبية فى هوليوود التى تنظم جوائز «جولدن جلوب» تصويباً لما نشر فى هذا العمود بأنها جمعية للنقاد، وقال فى رسالته إن الجمعية بها حوالى 90 عضواً ينشرون فى نحو 37 لغة، ولكن من بينهم ثمانية نقاد فقط.
وفيما يتعلق بفيلم «رجل المريخ» إخراج ريدى سكوت، الذى صنف كفيلم كوميدى، قال رضا فى رسالته: فى أكتوبر الماضى تقدمت شركة فوكس التى توزع الفيلم إلى الجمعية بطلب ترجو فيه أن يتنافس على جائزة أحسن فيلم كوميدى.
وأثار ذلك معارضة شديدة من حوالى ستين فى المائة من الأعضاء، ولم أكن هناك للمشاركة فى المناقشة، وعلمت أن فوكس تقدمت بهذا الطلب لأنها توزع أيضاً فيلم «الطريد» إخراج ايناريتيو الذى يتنافس على جائزة أحسن فيلم درامى، ولا تريد لأفلامها أن تتنافس فى نفس الفئة، وبعد المناقشة وافقت الجمعية على طلب شركة فوكس، وفاز الفيلمان فى الفئتين، وفى ختام رسالته قال «إن المسألة ليست مسألة (خلط) كما ذكرت فى هذا العمود، وإنما سياسة شركات التوزيع».
نشكر الزميل الكبير على رسالته، ونسعد ونتشرف بمتابعته لهذا العمود، ولكنه لا ينفى بهذه الشهادة من الداخل «الخلط» بين الأنواع، وإنما يوضح أن هذا الخلط نتيجة طلب من شركة فوكس، وهذا يعنى تحكم الشركات الكبرى، رغم معارضة ستين فى المائة من أعضاء الجمعية، وهو عار على الصحفيين الأجانب فى هوليوود، النقاد منهم وغير النقاد.